كشفت مصادر سياسية عليمة في القاهرة، لـ"إيلاف" أن رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء محمد فريد التهامي، سيتولى مهمة قيادات المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وليس وزير الخارجية سامح شكري.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في إطار محاولات مصر إيقاف نزيف الدم الفلسطيني في قطاع غزة، تتواصل المشاورات مع الوفد الفلسطيني الموحد الذي يزور القاهرة، منذ يومين، بينما رفضت إسرائيل الدعوة المصرية للمشاركة في المفاوضات.

وقالت مصادر مصرية مطلعة إن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستكون غير مباشرة، عبر الأطراف الدولية، ويمثلها توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية ووليام بيرنز، المبعوث الأميركي، بالإضافة إلى مسؤولين مصريين.

ويقود اللواء محمد فريد التهامي رئيس جهاز المخابرات المصري، المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين.

جهود مصرية

بينما تتواصل الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، ومع إقتراب أعداد الضحايا من ألفي قتيل، ونحو عشرة آلاف مصاب، يعقد الوفد الفلسطيني الموحد الذي يزور القاهرة حالياً، سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين مصريين ودوليين، في مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، تهدف إلى إيقاف إطلاق النار، والبدء في مفاوضات مباشرة، للإتفاق على باقي البنود والمطالب.

رئيس المخابرات

وقالت مصادر سياسية مطلعة، لـ"إيلاف" إن رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء محمد فريد التهامي، سيتولى مهمة قيادات المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وليس وزير الخارجية سامح شكري، مشيرة إلى أن الوفد الفلسطيني يعقد إجتماعاً اليوم الإثنين، 4 أغسطس/ آب مع التهامي لعرض ورقة المطالب عليه، وتسليمه نسخة منها.

وأضافت ذات المصادر أن القنوات الدبلوماسية المصرية سوف تهيئ إجتماعات مباشرة للوفد الفلسطيني مع المسؤولين الدوليين عن الأزمة، وهما: توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية، ووليام بيرنز المبعوث الأميركي، اللذان يزوران القاهرة حالياً، للمشاركة في المفاوضات، بهدف التوصل إلى تفاهمات إيقاف إطلاق النار، ومحاولة الوصول إلى حل جذري للأزمة القائمة.

ويضم الوفد الفلسطيني الموحد كلاً من عزام الأحمد رئيس الوفد، ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني، موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق ومحمد نصر ممثلين عن حركة حماس، زياد نخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، ماهر الطاهر ممثل عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقيس عبد الكريم، ممثل عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وبسام الصالحى أمين عام حزب الشعب الفلسطيني.

حزمة مطالب

وأوضحت المصادر أن الوفد الفلسطيني يصر على تحقيق حزمة المطالب التي اتفقت عليها مختلف الفصائل قبل وصولها للقاهرة، رغم إرتفاع سقفها، لافتة إلى أن الجانب المصري يتوقع أن تكون المفاوضات شاقة جداً، وتحتاج إلى الصبر، لاسيما في ظل إصرار الجانب الإسرائيلي على إستمرار الحرب.

يحتاجان إلى التفاوض

وقال الدكتور سامح عباس المدرس بجامعة قناة السويس المتخصص في الشأن الإسرائيلي لـ"إيلاف" إن الطرفين الإسرائيلي وحماس في حاجة شديدة إلى التفاوض وإيقاف إطلاق النار بعد أن فشل كلاهما في تحقيق أهدافه من الحرب.

وأوضح أن الجانبين في مرحلة ضغط النفس، لتحقيق مكاسب سياسية من المفاوضات التي ستقودها مصر، منوهاً بأن إسرائيل تعرضت لخسائر كثيرة من تلك الحرب، لاسيما خسائر إقتصادية وعسكرية، وفشلت في تحقيق أهدافها من الحرب، وتتمثل في تدمير الأنفاق بينها وبين قطاع غزة، وإيقاف إطلاق الصواريخ على مدنها.

المحاسبة في الكنيست

وأفاد بأنه بعد إنتهاء الحرب سوف يفتح الكنيست الإسرائيلي تحقيقات واسعة في الحرب على غزة، وستتم محاسبة القادة السياسيين والعسكريين على الفشل في تحقيق أهدافها.

ولفت إلى أن إسرائيل حققت هدفاً واحدًا فرعيًا، وهو معرفة نوعية وقوة أسلحة حماس، والإماكن التي تطلق منها، معتبراً أن الحرب بين الطرفين سوف تبدأ بعد إيقاف إطلاق النار.

الحرب مستمرة

وأضاف أن القادة الإسرائيليين لديهم إعتقاد بأنهم يستطيعون إعادة إحتلال غزة خلال عشرة أيام، لكنهم لن يسقطوا حماس، ولديهم إعتقاد بأن إسقاط حماس يحتاج إلى عامين على الأقل.

ونبّه إلى أن إسرائيل سوف تبدأ في إقامة حزام أمني حول قطاع غزة، من أجل حماية المدن الإسرائيلية، بهدف إغلاق الأنفاق، وسد الثغرات في ما يسمى بـ"القبة الحديدية".

خسائر لحماس

وفي ما يخص حماس، قال عباس إنها لم تحقق أية مكاسب سياسية من وراء الحرب، مشيرًا إلى أن الخسائر في الأرواح تقترب من ألفين، ونحو تسعة آلاف مصاب، بالإضافة إلى تدمير البنية الأساسية، واضطرت في النهاية إلى قبول المبادرة المصرية، التي أعلنت رفضها في بداية العدوان على القطاع.

ويرى عباس أن المطالب التي يرفعها الطرفان لم يتم تحقيقها، مشيراً إلى أنها نفسها المطالب التي يتم إعلانها في مثل تلك المواقف منذ سنوات.

وقال إن مطالب إسرائيل بنزع سلاح المقاومة وتدمير الأنفاق مطالب قديمة، كما أن مطالب حماس بفتح المعابر وإنهاء الحصار وحرية الصيد قديمة أيضاً، وكل طرف يعلم أن مطالبه لم يستجِب لها الطرف الآخر. متوقعاً أن يجلس الطرفان إلى طاولة المفاوضات مباشرة، للخروج من مأزق الحرب.

هذا ما يريده الفلسطينيون

واتفق الوفد الفلسطيني الموحد على حزمة من المطالب، تتمثل في وقف إطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، فك الحصار بكل ما يترتب عليه من فتح المعابر، حقوق الصيد البحري بعمق ١٢ ميلاً بحريًا، إلغاء ما يسمى بالمنطقة العازلة المفروضة من إسرائيل على حدود القطاع، إطلاق سراح أسرى "صفقة شاليط" الذين أعيد اعتقالهم، ونواب المجلس التشريعي، وكذلك الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، إعادة إعمار قطاع غزة، من خلال عقد مؤتمر دولي للمانحين لتوفير متطلبات إعادة إعمار القطاع، وقف اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية وإطلاق سراح المعتقلين في الضفة، والذين تم اعتقالهم بعد أحداث 12 يونيو، والأحداث التي بدأت بالضفة والعمل على إعادة فتح مطار وميناء غزة.
&