علمت إيلاف من مصادر دبلوماسية أن مدينة جدة السعودية ستستضيف اجتماعين مهمين لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، ووزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي.


سلطان عبد الله من الرياض: قالت مصادر دبلوماسية في العاصمة السعودية الرياض لـ"إيلاف" إن مدينة جدة ستشهد خلال الأيام القليلة المقبلة اجتماعين "مهمين"، الأول لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والذي سيبحث الاعتداءات الإسرائيلية ضد قطاع غزة والموقف من قطر إضافة إلى مناقشة الأوضاع في العراق وسوريا ولبنان والملف النووي الإيراني، والاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي والذي سيقتصر على بحث سبل مساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأدان المجلس الخليجي في بدء أحداث غزة الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية ضد القطاع.

وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف بن راشد الزياني "إن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسياسة الانتقام والقمع التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين يمثلان انتهاكا صارخا لحقوق الشعب الفلسطيني وللقوانين والأعراف الدولية كما يشكلان دليلا واضحا على رفض إسرائيل لمسيرة السلام السلمية".

ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياتهم وسرعة التحرك لحماية الفلسطينيين ووقف العدوان الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة".

وأجرى الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي أمس مشاورات مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة شملت الأوضاع في غزة في ظلّ العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع وذلك بعد أن كان قد أجرى السبت في جدّة مباحثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مباحثات شملت الموضوع نفسه واعتبرها مراقبون مظهرا للتنامي الكبير في التنسيق الإماراتي السعودي في مواجهة أزمات المنطقة والذي شهد في مايو الماضي تأسيس إطار له عبارة عن "لجنة عليا مشتركة تعمل على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمنا واستقرارا لمواجهة التحديات في المنطقة".

وقد مثّل الوضع في غزة محورا رئيسا لمباحثات أجراها الشيخ محمد بن زايد السبت في جدة مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الجانبين بحثا خلال اللقاء "مجمل الأحداث في المنطقة وفي طليعتها القضية الفلسطينية والسبل الكفيلة بإيقاف ما يشهده قطاع غزة حاليا من سفك لدماء الأبرياء وهدم لممتلكاتهم إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين".

ومن جانبها قالت وكالة الأنباء الإماراتية إنّ الحديث بين ولي عهد أبوظبي والعاهل السعودي تعرّض لمستجدات المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على غزة وسبل حقن دماء الأبرياء أمام هذا العدوان.

وكان العاهل السعودي أدان في كلمة له توجّه بها الجمعة الصمت الدولي على ما يجري في حق سكان قطاع غزّة من جرائم.

وقال في كلمته التي تضمنت أيضا إدانة للتراخي الدولي في التصدي للظاهرة الإرهابية: "نرى دماء أشقائنا في فلسطين تسفك في مجازر جماعية، لم تستثن أحدا، وجرائم حرب ضد الإنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي، حتى أصبحت للإرهاب أشكال مختلفة، سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول وهي الأخطر بإمكانياتها ونواياها ومكائدها، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسّساته ومنظماته بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، هذا المجتمع الذي لزم الصمت مراقبا ما يحدث في المنطقة بأسرها غير مكترث بما يجري وكأنما ما يحدث أمر لا يعنيه، هذا الصمت الذي ليس له أي تبرير، غير مدركين بأن ذلك سيؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف، رافضا السلام، ومؤمنا بصراع الحضارات لا بحوارها".

وفي ما يخص الأزمة الدبلوماسية بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين قال المصدر إن الأزمة لن تحل بين الدوحة والدول الخليجية الثلاث لن تحل ما لم تعدل الأخيرة سياستها وتلتزم بتنفيذ كامل بنود اتفاق الرياض.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين أعلنت في الخامس من مارس/آذار الماضي سحب سفرائها من الدوحة.

وتتهم السعودية والإمارات والبحرين قطر بإيواء معارضين وبمنح الجنسية لعدد منهم، وقد اتخذت قرار سحب السفراء في إطار حماية أمنها.

وتعتبر قطر أبرز داعمي الإخوان المسلمين في مصر والمجموعات المقربة من الإخوان في دول الربيع العربي، في حين تؤيد السعودية وباقي دول الخليج الحكم القائم في مصر حاليا منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي القيادي في حركة الإخوان المسلمين في يوليو/تموز الماضي.

وأوضح المصدر لـ"إيلاف" أن الوضع في غزة سيمثل البند الوحيد على جدول أعمال وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي& مشيرا إلى دعوة الأمين العام للمنظمة كل من يرتبط بعلاقات مع إسرائيل من أعضائها إلى إعادة النظر في هذه العلاقات.

وقالت منظمة التعاون الإسلامي (عدد أعضائها 57 دولة) في بيان أمس إن أمينها العام أطلق نداء إلى كل الدول الأعضاء في المنظمة الذين تربطهم علاقات بإسرائيل إلى "إعادة النظر في هذه العلاقات مع دولة لا ترعوي ليس فقط عن الفتك بالأبرياء وأوطانهم بل وتمتهن أعز ما لديهم وهو دينهم".

وندد مدني في هذا الصدد بـ"تطاول الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة لتصل إلى حد تدمير المساجد دونما وازع من ضمير أو التفات للقوانين الدولية للقتال”.

وتابع: "كأنه لم يعد يكفي آلة الحرب الإسرائيلية قتل المدنيين وهدم البيوت وحرق المزارع ودك البنى التحتية، فباتت تطلق شهوة الاجتثاث التي تتملك حكومتها على دور العبادة وكأنها قد اقتلعت الفلسطينيين من أراضيهم ودُورهم تريد أيضا اقتلاع ملاذهم إلى ربهم في مساجدهم".

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إن "تاريخ الحروب قل أن شهد همجية مثل هذه" على حد البيان.
وناشد مدني الدول التي ما زالت توفر للحكومة الإسرائيلية الحماية السياسية، والغطاء الأخلاقي، وتمدها بالمزيد والمزيد من أدوات القتل والدمار أن تبصر الجرائم البشعة التي أضحت شريكا فيها، دون إيضاح من هذه الدول المعنية.

كما طالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي كل مسلم وكل صاحب ضمير أن يتحمل مسؤوليته في الذود عن حق إخوة له في فلسطين في الحياة والأمان والعبادة، بكل ما يملك من أدوات السياسة والاقتصاد، ومؤسسات الثقافة والمجتمع المدني.