ضمن مبادرة حملت إسم، "واعتصموا"، اتفقت مجموعة من فصائل المعارضة السورية المسلحة ذات التوجه الديني المتشدد والمعتدل، على تشكيل ما أسمته "مجلس قيادة الثورة السورية" ودعت جميع الفصائل الأخرى للانضمام إلى المجلس الجديد.


بهية مارديني: أعلن 18 فصيلاً مسلحاً من المعارضة السورية عن تأسيس "مجلس لقيادة الثورة" ضمّ فصائل تمت تسميتها على أنها فصائل معتدلة مثل جبهة ثوار سوريا.

وكان ممثلو 18 فصيلاً مسلحاً أعلنوا في شريط فيديو أنه "بهدف توحيد الفصائل العاملة على الأراضي السورية، تم الاتفاق على تشكيل مجلس لقيادة الثورة في سورية تحت مسمى مجلس قيادة الثورة السورية ليكون الجسم الموحد للثورة السورية على أن يقوم المجلس باختيار قائد له وتشكيل مكاتبه وعلى رأسها المكتب العسكري والقضائي خلال مدة لا تتجاوز 45 يوماً" اعتباراً من يوم أمس.

كما تضمن البيان أن يشكل "المجلس الجبهات القتالية الآتية: الجبهة الشمالية، الجبهة الشرقية، الجبهة الوسطى، الجبهة الجنوبية، الجبهة الغربية"، على أن "يبقى الباب مفتوحاً لضم كل الفصائل الراغبة في الانضمام" إلى المجلس.

ولوحظ أن الاتفاق لم يشمل تنظيم "أحرار الشام" برئاسة حسان عبود ولا "جبهة النصرة" بزعامة أبو محمد الجولاني المصنفة على قائمة المنظمات الإرهابية لعلاقتها بتنظيم "القاعدة"، في مقابل وجود الفصائل التي صنفتها دول غربية على أنها «معتدلة» مثل «حزم» و «نور الدين الزنكي» وسلمتها أسلحة مضادة للدروع بينها صواريخ «تاو» الأميركية.

وجاء تشكيل المجلس بعد إعلان فصائل «الجبهة الإسلامية» التي تشكلت قبل ثمانية أشهر من أكبر الفصائل الإسلامية، الاندماج في حلب شمالاً برئاسة قائد «لواء التوحيد» عبدالعزيز سلامة وبعد إعلان «جيش الإسلام» برئاسة زهران علوش و «صقور الشام» برئاسة أحمد عيسى الشيخ "الاندماج" باسم (الجبهة الإسلامية) بقيادة علوش.

ممثلو الفصائل المتوحدة خلال تلاوتهم البيان

وفيما شارك ممثلو «جيش الإسلام» و «صقور الشام» في تشكيل المجلس الجديد، لم تتضمن القائمة اسم «لواء التوحيد».

كما أن هذه الخطوة جاءت وسط حديث "الائتلاف" عن تشكيل "جيش وطني" في مقابل حديث دول غربية عن قيام علاقة مباشرة مع قادة الكتائب المسلحة على الأرض بعيداً من «الائتلاف».

ووفق تقديرات خبراء، فإن الفصائل الـ18 تضم حوالى 60 في المئة من مقاتلي المعارضة.

غير متجانسة

واعتبر مصدر سوري معارض في تصريح لـ"إيلاف" "أن الفصائل المجتمعة تفتقد للتجانس بينها، فهي تضم "أكثر من مرجعية ومتباعدة في الايديولوجية".

وأشار المصدر "الى توقيع عدد من الفصائل مثل جيش الاسلام وفيلق الشام والأجناد ونور الدين الزنكي والصقور وجيش المجاهدين المحسوبين على التيار المتشدد اضافة الى هيئة دروع الثورة المحسوبة على جماعة الاخوان المسلمين على سبيل المثال، اضافة الى باقي الكتائب المعتدلة التي تتلقى الدعم من الغرف العسكرية كجبهة ثوار سوريا وحزم وصقور الغاب وجبهة حق المقاتلة والفرقة 101".

ولفت المصدر الى أن البيان أعلن عن انطلاق مبادرة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، من قبل عدد من العلماء وطلاب العلم في سوريا بهدف توحيد الفصائل العاملة على الأرض السورية، وهو أمر يثير الاستغراب فالثورة في سوريا لم تنطلق من الجوامع والمساجد".

وأضاف المصدر أن "الفصائل الموقعة تظن أنها بديل عن التشكيلات المعارضة مع أنهم اختاروا ذات التقسيمات والجبهات كما في الأركان وكأنهم يقدمون نفسهم بديلا عن الأركان".

وشدد على أنه يجب على الائتلاف "أن يقدم مبادرة لتوحيد الفصائل المقاتلة لا أن ينظر في مبادرات الآخرين".
&