يتبادل ناشطون عراقيون على شبكات التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر متطوعين من محافظة واسط العراقية الجنوبية الشيعية، في مبنى يضم قبر الرئيس السابق صدام حسين في بلدة العوجة مسقط رأسه، بمحافظة صلاح الدين، وقد سوي بالأرض وتم تحطيم الاثاث بداخل المبنى... فيما يتصاعد الشد الطائفي في البلاد وسط اتهامات حول دور المليشيات الشيعية والجماعات المسلحة السنية.
&
لندن: يظهر شريط الفيديو الذي اطلعت عليه "إيلاف"، ومدته دقيقتان المبنى الذي يضم قبر صدام في بلدة العوجة وقد سوي بالارض، وتم تحطيم الاثاث بداخله وازالة الزهور من على القبر وتمزيق صور الرئيس السابق وعبارات تشيد به. كما يظهر الفيلم مسلحين من المتطوعين وضباط وجنود من القوات العراقية وهم بداخل المبنى وأحد المتطوعين وهو يدلي بتصريحات لقناة عراقية محلية مفتخرا بتدمير قبر صدام وهزيمة مسلحي داعش وطردهم من البلدة.&
&
يأتي ذلك اثر سيطرة متطوعين شيعة من جنوب العراق من محافظة واسط ( 160 كلم جنوب بغداد) بمساندة قوات الجيش العراقي على بلدة "العوجة" مسقط رأس صدام حسين جنوب مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (175 كلم شمال غرب بغداد) وذلك بعد معارك عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي كان سيطر على البلدة في وقت سابق . وقد احرق المتطوعون القبر ومحتويات المبنى الذي يوجد فيه والذي كانت تشرف عليه عشيرة آل الندا التي ينتمي اليها صدام.
&
وقد هاجم مسلحو داعش مدعومين بمسلحين من العشائر السنية في المنطقة اليوم المسلحين المتطوعين والقوات العراقية الموجودة داخل "العوجة" في محاولة لاستعادة السيطرة عليها حيث تتواصل مناوشات مسلحة بين الطرفين&حتى الآن.&&
&
وخلال الايام الماضية اثيرت مخاوف من اعتزام القوات الحكومية نبش قبر صدام حسين في حال تمكنت من السيطرة على مسقط رأسه في منطقة العوجة في محافظة صلاح الدين. واشارت مصادر في محافظة صلاح الدين إلى ان هناك مجموعة مكلفة داخل الجيش تابعة لمكتب رئيس الوزراء &نوري المالكي تعتزم تهديم القبر وتسويته بالأرض، وهي بانتظار تمكن الجيش من دخول منطقة العوجة لتقوم بهذه المهمة. وهو ما تمكنت منه خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة.&
&
تبادل اتهامات حول دور داعش ومسلحي ابو الفضل العباس
&
تبودلت اتهامات شيعية سنية اليوم حول دور الجماعات والميليشيات المسلحة من الطائفتين على الاوضاع الامنية في البلاد واستقرارها.
&
وقال محافظ نينوى أثيل النجيفي ان &خطر ميليشيات "العصائب" و"أبو الفضل العباس" الشيعية لا يقل عن خطر داعش. واضاف على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يقول "اذا كنا ندعو لتخليص مناطقنا من داعش فلا بد ان تظهر قوة شيعية لتخليص مناطقها من تلك الميليشيات والعودة إلى المنظومة الرسمية للدولة. وشدد النجيفي على ان بقاء تلك الميليشيات يشكل خطرا كبيرا على وحدة العراق واستقراره.
&
لكن الناطق الرسمي باسم لواء ابو الفضل العباس - تشكيل العراق ابو محمد البصري رد على النجيفي قائلا "في الوقت الذي يحرص ابناء العراق الشرفاء على اعادة الموصل وكل شبر آخر من أرض العراق، إلى احضان الوطن، بعد ان سلمها اثيل النجيفي إلى تنظيم داعش الارهابي بمؤامرة شاخصة امام العالم اجمع، تنفيذا للأجندة (الصهيونية - السعودية - القطرية - التركية) لتمزيق البلد وشرذمته واضعافه يقوم المسخ النجيفي بالتطاول على المجاهدين الابطال ومنهم مقاتلو لواء ابو الفضل العباس" على حد قوله .
&
واضاف البصري في تصريح تلقت "إيلاف" نسخة منه ان " اساءة النجيفي للواء ابو الفضل العباس يمثل حقدًا طائفيًا دفينًا لا ينفك عن نفسه المشبعة بهذا الحقد الذي لطالما عمد اليه في خطاباته وبياناته التي تحرض على عدم التعايش، وتتكلم بلغة القتل والتحريض، وكل هذا كان موقفنا التجاهل والسكوت لانشغالنا بهدف واحد وهو الجهاد في سبيل الله من اجل مشاركة اهالي الموصل في محنتهم ومحنة العراق وتخليصهم من الزمر الارهابية التي اتى بها النجيفي إلى الموصل وسلم اهلها بأيديهم" .
&
واضاف قائلا "لو كان النجيفي حريصًا على كرامة اهلنا في الموصل لكان عونا للشرفاء الذين يضحون بدمائهم ، لا ان يقف ضدهم خضوعا لاسياده الصهاينة" . واشار إلى ان لواء ابو الفضل العباس – تشكيل العراق – بقيادة المرجع الديني الفقيه الشيخ & قاسم الطائي &سوف يحاسب النجيفي على اساءته هذه بالقانون ، وطالب كتلة متحدون التي يرأسها شقيقه اسامة النجيفي بالاعتذار عن هذه الاساءة وتوضيح موقفها من هذه التصريحات .
وكان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" قد فرض سيطرته على محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي الامر الذي ادى إلى مغادرة محافظها اثيل النجيفي إلى اقليم كردستان حيث يقيم الآن معلنًا عن تشكيل كتائب مسلحة من ابناء المحافظة لطرد مسلحي تنظيم "داعش" منها.
&
يذكر ان ميليشيا عصائب اهل الحق ولواء ابو الفضل العباس الشيعيين يشاركان القوات الامنية العراقية حاليا في التصدي لمسلحي تنظيم داعش في مناطق مختلفة من البلاد وكانا قاتلا إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد ضد مسلحي الثورة السورية الذين يسعون لاسقاط نظام دمشق.&