ترى الولايات المتحدة في مفاوضات الهدنة في قطاع غزة فرصة من أجل المضي&قدماً باتجاه مفاوضات أوسع نطاقاً وصولاً لتحقيق تسوية سلمية للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.


نصر المجالي: دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إسرائيل والفلسطينيين إلى استغلال فرصة الهدنة في قطاع غزة من أجل المضي قدمًا باتجاه مفاوضات أوسع نطاقاً. وأدلى كيري بتصريحاته مع صمود هدنة إنسانية في غزة تستغرق 72 ساعة، جاءت لتوقف النزاع الذي استمر أربعة أسابيع وقتل فيه مئات الفلسطينيين وعشرات الإسرائيليين.

وأرسل الفلسطينيون بمن فيهم حركة (حماس) وإسرائيل وفوداً إلى القاهرة لبحث إمكانية التوصل إلى هدنة أطول أمداً ووقف إطلاق نار مستدام. وفي مقابلة مع (بي بي سي)، قال كيري إن الوضع قد يدفع الجانبين إلى التركيز على ضرورة التفاوض بشأن "حل الدولتين".

ويجيء كلام الوزير الأميركي متزامناً مع مشروع قرار ينوي الأردن تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي بدعم من المجموعة العربية يدعو إلى أن تتحول الهدنة التي وافقت عليها إسرائيل وحماس من 72 ساعة الى وقف اطلاق نار دائم كما أن تؤدي الى مفاوضات تسوية دائمة.

وأعرب كيري عن دعم الولايات المتحدة الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات الصواريخ التي يشنها مسلحون في غزة. وقال وزير الخارجية الأميركي "لا يمكن أن تحيا دولة في هذا الوضع، والولايات المتحدة تقف مباشرة وراء حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مثل هذه الظروف".

تصرف صادم

واعتبر كيري أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع "تصرفت بأسلوب صادم لا يمكن تصديقه بانخراطها في هذا النشاط.. ونعم، كان هناك ضرر مصاحب نتيجة لهذا".

وردًا على سؤال عن مدى تأييده لمطالب الفلسطينيين برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، قال كيري إن "ما نريده هو أن ندعم الفلسطينيين في رغبتهم في تحسين حياتهم والحصول على الغذاء وفتح المعابر وإعادة البناء ونيل حرية أكبر".

لكن كيري نبّه إلى أن هذه الأمور ينبغي أن تأتي "مع مسؤولية أكبر تجاه إسرائيل، وهو ما يعني التخلي عن الصواريخ." واعتبر أن هذا لن يحدث بدون "نهج أكبر وأوسع بشأن حل الدولتين" الذي سيوفر الأمن لإسرائيل و"حياة أفضل وحريات أكبر للفلسطينيين".

ودخلت الهدنة، التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية، حيز التنفيذ في الساعة 08:00 بالتوقيت المحلي (05:00 غرنيتش) فجر الثلاثاء، وسحبت إسرائيل قواتها من غزة، فيما راح سكان القطاع يتفقدون آثار الهجمات الإسرائيلية.

طريق مسدود

وكانت المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية وصلت الى طريق مسدود، في 29 ابريل (نيسان) الماضي بعد ثمانية اشهر من اللقاءات، واكثر من عشرين زيارة لوزير الخارجية الاميركي، لم يتم الكشف خلالها عن التوصل لأي اتفاق على أي بند.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو استغل هذه المفاوضات ليضع بنودًا تعجيزية جديدة على غرار طلب الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل، وليفرض امرًا واقعًا على الارض بتوسيع الاستيطان، وتسريع خطوات تهويد مدينة القدس المحتلة.

يذكر أن آخر لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي بعد تعليق المفاوضات تم في لندن يوم 17 مايو (أيار) الماضي حين اجتمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع وزيرة العدل الاسرائيلية المكلفة الملف التفاوضي تسيبي ليفني.

وتم خلال الاجتماع بحث مستقبل عملية التسوية المأزومة، واعربت عن قلق إسرائيل من اتفاق المصالحة الذي كان توصلت اليه حركة حماس مع منظمة التحرير الفلسطينية. وجاء اللقاء بعد يوم من لقاء غير رسمي لوزير الخارجية الاميركي في لندن مع عباس، حيث أكد كيري أن مصير محادثات التسوية هو في يد الاسرائيليين والفلسطينيين.

وحينها، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية إن "كيري قال بوضوح إنه ومع أن الباب مفتوح امام التسوية الا أنه يعود الى الطرفين أن يقررا اذا كانا يريدان اتخاذ الاجراءات الضرورية لاستئناف المفاوضات".