برز موقف صريح لرئيس كتلة المستقبل سعد الحريري حول الدعم الكامل والمطلق للجيش اللبناني، رغم ذلك برزت بعض الأصوات من كتلته التي عارضت هذا الموضوع، فما هي القصة الكامنة وراء ذلك؟

بيروت: ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بعبارات تشير إلى ضرورة رفع الحصانة عن كل من النواب معين المرعبي، ومحمد كبارة، وخالد الضاهر، بسبب مواقفهم غير الداعمة للجيش اللبناني الذي يستمر في معركته في عرسال، حتى أن البعض ذهب إلى القول إنهم انشقوا عن كتلة المستقبل، فما مدى صحة كل ذلك؟

&يعتبر وزير التنمية الإدارية نبيل دو فريج (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن "هناك نوابًا في منطقة الشمال كانت لهم بعض المشاكل مع ضابط معيّن في الجيش اللبناني في طرابلس، وطالب هؤلاء النواب&من قائد الجيش اللبناني&نقل هذا الضابط، بسبب المشاكل، واستبداله بضابط آخر، فلم يقبل قائد الجيش ما أدى إلى هذا النفور، وبالنسبة لعرسال، فالجميع يدعم الجيش، من خلال بيان المستقبل وقوى 14 آذار، فالنائب كبارة قام بمؤتمر صحافي ودعم الجيش اللبناني، ويلفت دو فريج إلى أنه في لبنان ومع وجود الإنقسام السياسي بين الفرقاء فوجود أمر كهذا يستفيد منه الفريق الآخر ويضخّمه إعلاميًا، ويشبهه بعملية كبيرة ضد المؤسسة العسكرية، والقصة برمتها بين ضابط ومسؤول مخابرات في الشمال، وبين بعض النواب، ما أدى إلى النفور، وهذا لا يعني أن نواب عكار يتهجّمون على الجيش اللبناني، بل ينتقدون أداء ضابط واحد، ولا يجب التعميم كما يفعل الجنرال ميشال عون وقوى 8 آذار وأبواقها".

الهبة السعودية

ويشير دو فريج إلى الهبة السعودية للجيش اللبناني الذي سيسلمها رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري بنفسه.

ويعتبر دو فريج أن الحديث عن عدم تناغم داخل كتلة المستقبل لا لزوم له اليوم في ظروف دقيقة كهذه، والجيش اللبناني يقوم بمعركة صعبة في عرسال جغرافيًا مع وجود مدنيين في عرسال، ويقوم الجيش بالمستحيل كي لا يدفع المدنيون أثمانًا باهظة، والكلام على تناقض داخل التيار في غير مكانه.

انشقاق غير صحيح

يؤكد دو فريج أن الكلام عن انشقاق النواب كبارة والمرعبي والضاهر عن تيار المستقبل غير صحيح، فالبارحة كان الضاهر مجتمعًا بكتلة المستقبل ووافق على البيان 100%.

ويلفت دو فريج أن العملية التي تتم ضد هؤلاء النواب هي مبرمجة من قبل جماعة عون، من خلال المطالبة برفع الحصانة عن هؤلاء النواب، وهي عملية رخيصة في ظل ظروف صعبة، تذكر بما حصل في العام 1975 مع الحرب الأهلية.

ويؤكد دو فريج أن موقف كتلة المستقبل هو واحد وموحد مع الجيش اللبناني ويدعمه.

تساؤلات

بدوره، يعتبر النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن أعضاء الكتلة تناقشوا حول الموضوع، فكانت للبعض تصاريح سابقة ما لبثوا أن قاموا بتصاريح أخرى داعمة للجيش اللبناني، لكن في الوقت ذاته، هناك وقائع على الأرض تدعو إلى التساؤلات المنطقية، وتطرح بخصوص علاقة الجيش وكيفية دفعه إلى تلك المواجهة، وأساس المشكلة وهي معركة حزب الله في سوريا.

لكن اليوم المسألة تقع بين الفوضى والإرهاب الأعمى لمجموعات تكفيرية، وبين المؤسسة العسكرية الضامنة، التي إذا فرطت، يختفي لبنان برمته، لذلك عمليًا الرأي الداعم للجيش اللبناني هو السائد.

ويلفت علوش إلى أن النواب الثلاثة المذكورين هم أعضاء في كتلة المستقبل وليس في التيار، ويؤكد علوش أن رفع الحصانة عن هؤلاء يحتاج إلى بحث، والتهويل برفع الحصانة عنهم لا ينفع بالترهيب، ولها آليتها.

ويؤكد علوش أن توحيد الرأي هو إخراج الرأي المختلف، ويبقى الموقف موحدًا على المستوى الإعلامي والعملي، وهذا منطق الأنظمة الديموقراطية.
&