تبقى هبة المليار السعودية دعمًا قويًا للجيش اللبناني، وهي مخصصة أصلًا لمحاربة الإرهاب، الذي أطل برأسه من بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، وإن دلّت الهبة على شيء فعلى الثقة بالمؤسسة العسكرية اللبنانية.


ريما زهار من بيروت: الهبة السعودية للجيش التي أعلن عنها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ستُخصص لمحاربة الإرهاب الطارئ على لبنان. ويؤكد النائب فادي كرم (القوات اللبنانية) في حديثه لـ"إيلاف" على أن هذه الهبة تبقى دعمًا للجيش اللبناني.

ويضيف:"إعتدنا من المملكة السعودية أن تقف دائمًا مع الاقتصاد اللبناني والشعب ومع الجيش اللبناني، ولا شك أن مساعدات كهذه مطلوبة، من قبل قائد الجيش العماد جان قهوجي، ويحتاجها الجيش، لأنه تُرك على فترة عشرين عامًا، على همة سواعد شبابه ورجاله وألويته وضباطه، لكن من دون سلاح أو ذخيرة جدّية، وأصبح غير قادر على خوض معارك كبيرة ضد الإرهاب، والاجتياحات التي تحصل، لذلك فإن المساعدة أو الهبة السعودية أتت في وقتها ومحلها، ونطالب بالمزيد من المساعدات، لأن الجيش اللبناني محوري، وله دور كبير جدًا في درء الصراع الذي يحصل في المنطقة، لضبط حدوده، ولتصبح لديه إمكانيات لحماية الأراضي اللبنانية، والسيادة اللبنانية.

بدوره، يقول نائب تيار المستقبل عاصم عراجي لـ"إيلاف" إن الهبة للجيش اللبناني مشكورة من السعودية والملك السعودي، وتساهم بطريقة فاعلة جدًا في محاربة الإرهاب، لأن الجيش اللبناني عتاده قليل، والهبة كانت فورية، وتساعد القوى الأمنية والجيش اللبناني على الحصول على المعدات اللازمة.

لا رابط بين الهبتين
لا يرى عراجي أي رابط بين هبة المليار الفورية للجيش اللبناني وتأخر هبة الـ3 مليارات السابقة، ويقول إن هذه الهبة هي لمحاربة الإرهاب فوريًا، والدولة الفرنسية في الهبة السابقة تقوم بالتدابير لتسليح الجيش اللبناني.

يوافق كرم عراجي الأمر، ويقول إن الأمر تحدده قيادة الجيش اللبناني، وتعاطيها مع أصحاب الهبة، والدول المانحة للسلاح، لكن المهم أن تبقى هذه المساعدات، ويكون الجيش اللبناني المعتمد الوحيد لحفظ الأمن على حدوده، ويُدعم بالقرار 1701 من قبل الأمم المتحدة لضبط الحدود، لأن الحل الوحيد في لبنان، والذي يدعمه، هو أن يحصل على مثل تلك الهبات، وغيرها، وضبط حدوده، وهي مساعدة سعودية في مكانها، وتعني أن هناك ثقة كبيرة بالجيش اللبناني في حفظ أمن لبنان.

أسلحة وقرار سياسي
ويلفت عراجي إلى أن الجيش اللبناني يحتاج أسلحة متطوّرة اليوم لمحاربة الإرهاب، ولديه نخبة من عناصر بشرية ممتازة، لكنه بحاجة إلى العتاد من أجل محاربة الإرهاب، من خلال أسلحة تكنولوجية متطورة، للتنصت على الإرهابيين، الذين يفجرون المنطقة، والذين دخلوا إلى عرسال.

أما كرم فيقول إن لبنان يحتاج أولًا قرارًا سياسيًا، وتحييده عن كل الصراعات التي تحدث، الداخلية والإقليمية، وأن ينفذ خطته الأمنية على الجميع على الحدود اللبنانية، وهذا يعني تطبيق الـ1701، إضافة إلى أنه بحاجة إلى قرار دولي وإقليمي بأن يدعم بكل أنواع السلاح لضبط موضوع الحدود.

رسالة
هل من رسالة أراد توجيهها الملك السعودي في تسليم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الإعلان عن تلك الهبة؟... يقول عراجي إن الحريري علاقته ممتازة مع السعودية، وتحديدًا مع الملك السعودي، والمملكة العربية السعودية أرادت أن تهب لبنان سريعًا، وبسبب الظروف الأمنية القاهرة وقفت السعودية مع لبنان.

جيش رديف
ويتحدث عراجي عن الدور الكبير للوحدة اللبنانية الداخلية في دعم الجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب، والمفروض أن يكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة التي تحمل السلاح، وما يحدث أن هناك جيشًا رديفًا هو حزب الله، لذلك وجدنا رد فعل الإرهاب الذي حصل، وسلاح حزب الله قد استخدم في الداخل، وتغيّرت وجهة استعماله، واستعمل في سوريا والعراق، وربما في البحرين، أصبح سلاحًا إقليميًا أكثر مما هو سلاح لمواجهة إسرائيل.

أما كرم فيرى أن الوحدة الداخلية تبقى الدور الأكبر والأساسي لدعم الجيش اللبناني، وكما الوطن كذلك الجيش، وإذا توحدنا كفرقاء سياسيين في المواقف، على حفظ أمن لبنان، وكلنا لدينا خوف على كل مدينة في لبنان، إن كانت عرسال أو غيرها، هذا يعني أنه يجب دعم الجيش اللبناني، وأي فريق لا يدعم الجيش فهو لا يريد أن تبقى الحدود اللبنانية مغلقة، ويريد أن تبقى مفتوحة أمامه، كي يتدخل في الحرب السورية، ويبقى حينها لبنان مشرّعًا للتدخلات الخارجية والإقليمية.

&