يتم الحديث عن عودة الحوار بين طهران والسعودية، حيث وُضع هذا الحوار على السكة من جديد، وكانت أولى ثماره التوافق على تكليف العبادي في العراق، فأي تأثير لهذا التقارب على لبنان وملفاته المعقّدة؟.


بيروت: عاد مرجع لبناني وسطي من زيارة أوروبية بانطباع مفاده أن الحوار بين طهران والرياض وضع على السكة، وكانت آخر تجلياته مباركة سعودية ـ إيرانية لتكليف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وعبّرت إيران عن دعمها لعبادي على لسان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في أول تصريح إيراني يشير بوضوح إلى القبول بهذه المعادلة الجديدة.

كذلك رحّبت السعودية وجامعة الدول العربية بتسمية العبادي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز هنّأ العبادي على تكليفه بتشكيل الحكومة، عبر برقية تهنئة، أكد فيها على ضرورة "المحافظة على وحدة العراق، وتحقيق أمنه واستقراره وإنمائه وعودته إلى مكانته في عالمه العربي والإسلامي".

هذا التقارب السعودي الإيراني، الذي وضع على خطة الحوار، كيف يمكن للبنان أن يستفيد منه لدرء الفتن عنه؟، وهل بدأت فعليًا مرحلة جديدة من الإتصالات الإيرانية السعودية بتشجيع غربي؟.

يرى النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن اليوم بدأت فعليًا مثل تلك المرحلة، وكل الموضوعات في لبنان مرتبطة بالخارج، خصوصًا الاستحقاق الرئاسي، هو استحقاق دولي تدخل فيه مصالح الدول، هناك إتصالات وحوارات أممية إذا جاز التعبير، كلها تؤثر على الوضع في لبنان.

حول هذا الموضوع، يقول النائب عبد المجيد صالح (التنمية والتحرير) لـ"إيلاف" :"ما كان من المستحيل في السابق، أصبح اليوم ممكنًا، إذ لم يكن هناك أفق في السابق لتشكيل الحكومة، وقد تشكلت، إلا أن الحوار المستجد بين إيران والسعودية قلب المعادلة، وقد يكون هذا الحوار صامتًا أو تحت الطاولة، إلا أن هناك وساطات وخيوطاً بين الطرفين، فليس التوتر والحروب هما الخيار الأفضل، أو الأنسب في المنطقة.

أحداث المنطقة
هل يثمر هذا الحوار الإيراني السعودي في تحييد لبنان عن أحداث المنطقة؟
يؤكد طعمة ذلك، ويشير إلى أن ما نشهده اليوم من حلحلة للأمور، وهذا كله عائد إلى التقارب الإيراني السعودي، هناك قرار دولي بتحييد لبنان عن أزمات المنطقة، وبانتخاب جدي لرئيس الجمهورية.

يرى صالح أن دورًا يقع على اللبنانيين بتحييد أنفسهم، وتشكيل الحكومة فتح الحوار بين المستقبل وحزب الله، والتصريحات قرّبت البعيد، وما كان يبدو مستحيلاً، أصبح ممكنًا، لأن السياسة مجموعة مصالح، وكل شيء ممكن من خلالها، وهناك تغييرات تفرض نفسها في واقع المنطقة والواقع الداخلي، وقد اتفق الجميع على محاربة الإرهاب.

توازن الخطاب
هل التقارب السعودي الإيراني سيؤدي إلى توازن الخطاب بين مختلف الفرقاء في لبنان؟، يقول النائب أمين وهبي (المستقبل) لـ"إيلاف": "إذا تم تقارب سعودي إيراني، وإذا كان هذا التقارب نتيجته أن تخلت إيران عن مبدأ تصدير الثورة حتمًا سينعكس ذلك إيجابيًا على كل الدول التي فيها امتدادات إيرانية، بما في ذلك لبنان.

يتابع :"نحن حريصون، ونطمح إلى أن تصبح العلاقات اللبنانية الإيرانية واللبنانية العربية ممتازة، إلا إذا كفّ الإيرانيون عن العمل وتصدير الثورة إلى لبنان، ولا يمكن أن يحصل ذلك إلا من خلال دولة إلى دولة.

ويضيف في الوقت الذي نرفض التدخل في شأننا الداخلي، نطمح دائمًا إلى أن تأخذ العلاقات اللبنانية الإيرانية شكلها الصحيح. وحول هذا الموضوع يقول النائب نعمة الله أبي نصر (التيار العوني) لـ"إيلاف" عندما نفشل في الإنتخابات الرئاسية سيتدخل حينها الخارج، إن كان إيران أو السعودية، في شؤوننا الداخلية الخاصة، ويعتبر أبي نصر أن أي تدخل يحصل في لبنان يعيدنا إلى القول إن قرارنا يجب أن يكون وطنيًا، وبيدنا، ويجب ألا نعجز عن إدارة شؤوننا بأنفسنا.

&