أكد القس والكاتب الأميركي مارك كريتش في مقال له، نشرته صحيفة كريتسيان بوست، أن المسيحية وضعت الأساس الروحي للحضارة الغربية التي تقود العالم في الوقت الراهن، بينما لا تزال الشعوب التي تعتنق الاسلام، وعلى رأسها الشعوب العربية، تعيش حالة من التخبط وعدم القدرة على الفصل بين هويتها السياسية وانتمائها الديني.


سالم شرقي من دبي: أشار كيرش إلى أن تهنئة الرئيس الأميركي باراك أوباما المسلمين في كل أرجاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة، وقوله إنهم ساهموا بدرجة كبيرة في تعزيز جوهر الديموقراطية، يثيران الكثير من علامات الاستفهام، نظرًا إلى التعارض – على حد قول كريتش - بين الإسلام والديموقراطية.

وأقرّ الكاتب ورجل الدين الأميركي بأن المسلمين في أميركا، والبالغ عددهم نحو 6 ملايين، كانت لهم إسهامات بارزة في بناء الحضارة الأميركية والغربية، "لكن هذا ليس شرطًا للإعتراف بأن الإسلام يعزّز قيم الديموقراطية والتسامح والحوار البناء وحقوق الإنسان واحترام الأديان الأخرى وإعلاء شأن المرأة، وغيرها من القيم الغربية".

إرهاب ديني
أضاف كريتش، في مقاله الذي هاجم خلاله ما يسمى بالعنف والتعصب الديني لدى المسلمين: "من الواضح أن المسلمين الأميركيين كان لهم دور كبير في بناء الحضارة، وإعلاء قيمة الديموقراطية، لكن دينهم يخالف ذلك، وصحيح أن لليهودية والمسيحية والإسلام تاريخًا من العنف والدماء بدرجات متفاوتة، لكن الإسلام ما زال عالقًا في القرن الثاني عشر".

إعتراف ولكن!
وتابع: "لقد تورطت بعض المنظمات المسيحية في بعض أعمال العنف، بسبب قضية الإجهاض، على خلفية دوافع دينية مسيحية، كما شنّت منظمات يهودية هجمات إرهابية في ثمانينات القرن الماضي باسم اليهودية، لكنّ تاريخًا دمويًا أكبر يمتلكه الإسلام، ممتدًا منذ العصور القديمة حتى الآن، لدينا حاليًا تنظيمات جهادية تقاتل باسم الإسلام، مثل تنظيم القاعدة وحزب الله وحركة حماس وتنظيم داعش والنصرة وغيرها".

العبودية قائمة
تناول كريتش معضلة التناقض بين القيم السياسية الحاكمة في العالم العربي والروح الدينية التي تمتزج بفلسفة الحكم، فقال: "في دول شمال أفريقيا، ومنذ استقلال دوله، وعلى مدار أكثر من نصف قرن مضى، تم قمع بعض الشعوب والعرقيات الأصلية، كما إن بعض الدول العربية الخليجية تتعامل مع العمال والخدم مثل العبيد حتى الآن، وهناك دول ترفع شعار الديموقراطية وحكم الشعب، لكنها في النهاية تقع في قبضة أنظمة حكم استبدادية".

أضاف: "لكنّ هناك دولًا، غالبيتها إسلامية، مثل مصر وأندونيسيا والأردن، لديها فرصة حقيقية في الديموقراطية، لأنها غير محكومة بالشريعة الإسلامية، وقد يكون النموذج الاستثنائي الوحيد الذي يحظى بقدر من النجاح في المزج بين الإسلام والديموقراطية هو النموذج التركي، لكنه لا يحظى باحترام غربي كامل حتى الآن".

مسيحية وإسلام
اختتم القس الأميركي مقاله بقوله: "لا يمكن القول إن كل مسلم إرهابي، ولا يمكن التفكير في فرضية أن كل من يتبع الإسلام لا يملك الفضيلة، لكن في المقابل يجب الاعتراف بأن المسيحية هي التي أعطت أميركا قيمها السياسية الأساسية وكانت – أي المسيحية - صاحبة التأثير الأكبر في نسيج المجتمع الأميركي".

أضاف: "نعم، المسيحية هي الأساس الروحي للحضارة الغربية، وفي المقابل يشكل الإسلام الأساس الروحي للعالم العربي، وهو الذي نراه ممزقًا مختلفًا، ويتكون من دول بينها اختلافات وخلافات كبيرة".
&