يتمدّد تنظيم داعش أكثر في سوريا والعراق والسؤال الذي يُطرح: من وراء دعم هذا التنظيم تقنيًا وماليًا، وما هي أهم الأهداف التي تقف وراء ولادة هذا التنظيم في المجتمع العربي؟.


بيروت: لماذا يتمدّد تنظيم داعش في سوريا والعراق، ومن يدعم هذا التنظيم ماليًا ولوجستيًا؟، وأي دور لأميركا في القضاء عليه، تقنيًا وحربيًا؟. يؤكد النائب عاطف مجدلاني (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أنه علينا النظر بداية إلى ظروف نشوء تنظيم داعش، أين ظهر ومن وراءه، إذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء نرى أن زعماء هذا التنظيم ومحركيه هم من كانوا في سجون النظام السوري، وأُطلق سراحهم، وعندما بدأ ظهور داعش منذ فترة قريبة، كان هناك دعم لهذا التنظيم من قبل الأنظمة، إن كان النظام السوري أو نظام المالكي في العراق، وكانت البراميل المتفجّرة تستهدف في سوريا الجيش السوري الحر، وتستثني الجماعات الإرهابية، كداعش وغيرها.

من جهة ثانية، يضيف مجدلاني، هناك ظروف سياسيّة واجتماعيّة ساعدت على دعم داعش وخلق بيئة حاضنة له، في تلك المناطق، ومن ذلك التنكيل والغبن، الذي جرى بحق الطائفة السنية في العراق، خصوصًا سياسة المالكي، الذي استأثر بالسلطة، وهمّش السنّة وزعماء العشائر.

إلى جانب ذلك، يضيف مجدلاني، هنالك من يغذيهم من الخارج، ويؤمّن لهم دعمًا ماديًا وأسلحة من قبل تركيا وقطر، باعتراف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. أما النائب السابق إسماعيل سكرية (8 آذار/مارس) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن لداعش وظيفة في المنطقة تتجلى من خلال ترتيب الحلول والأوضاع الجديدة، ويجب تركيب حلول والثمن قاس من خلال ممارسات داعش على الأرض.

السيطرة على النفط
يلفت مجدلاني إلى أهداف تنظيم داعش، فلا شك أن لديه أهدافًا عدة، ومن بينها ضرب التعددية في المجتمع العربي، وخصوصًا في البلدان التي تملك تعددية طائفية كما في سوريا والعراق ولبنان، وضرب التعددية يعني خلق مجتمعات إرهابية صافية، هذا الأمر يبرّر لإسرائيل مطالبتها بإقامة دولة عنصرية يهودية، من جهة أخرى ما يقوم به تنظيم داعش يبرر الإعمال الإجرامية التي يقوم بها النظام السوري ونظام المالكي تجاه الشعب العراقي والسوري، ومن جهة ثالثة بنتيجة أعمال هذه المجموعات يجري التحضير لتفتيت المنطقة، يسهل حينها على أميركا السيطرة على البترول، هذه هي الأهداف الرئيسة، ويبقى أن الهدف الأساس أن تبقى إسرائيل الدولة الأقوى في المنطقة، ولا يبقى من يهدد كيانها ووجودها.

من دعم داعش فعليًا؟، يجيب سكرية أنه مدعوم من قبل العديد من الأثرياء، وأميركا ليست بعيدة عن هذا الخط، والمستفيدة الأولى من داعش وممارساته هي إسرائيل. أميركا برأيه اتخذت قرارًا بعدم النزول على الأرض عسكريًا، بل أن ترسل مستشارين وتقصف جويًا، وهذا القصف لا يفيد بشيء، ولا ينهي تنظيمًا بكامله، قد يضعفه، لكن لا ينهيه.

دعم تقني لداعش
ويؤكد مجدلاني أن هناك إمكانية لخرق دعم تنظيم داعش تقنيًا، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك، وهو صامت، ويتفرج على قتل المسيحيين والأقليات، وإضطهادهم، وكل الإرتكابات التي يقوم بها داعش، ولم تتحرك أميركا إلا عندما تهددت مصالحها، وقطع داعش حدود كردستان، والواضح أن كيان كردستان محمي أميركيًا وإسرائيليًا، لذلك ممنوع المساس به، وعندما مسّ داعش هذا الكيان تحركت أميركا.

يلفت سكرية إلى أن مواجهة داعش تقنيًا هي إحدى وسائل الحرب الأكثر انتشارًا، وأميركا إذا أرادت المواجهة تستطيع العمل أكثر من ذلك، وبمختلف الأحوال تنظيم داعش سينتهي يومًا ما، ولكن ليس بالوقت القريب، بمعنى ليس اليوم أو غدًا، ويحتاج وقته كي يقوم بكل وظائفه، وأميركا تحديدًا تستطيع القيام بأكثر من ذلك للقضاء على هذا التنظيم.