يقف وليد جنبلاط مستنكرًا ما يتعرض له الأيزيديون في العراق، مستعيدًا أصول عائلية مشتركة مع أميرهم تحسين بك جانبولاد، ومتكئًا على موقع سياسي مكين لعائلته، درزيًا ولبنانيًا.



إيلاف - متابعة: العلاقات وطيدة بين الزعيم اللبناني وليد جنبلاط وأمير الأيزيدية تحسين بك جانبولاد، إذ يتحدر الرجلان من العائلة الكردية نفسها. وهذه العلاقات هي ما دفع جنبلاط إلى الابراق لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني مستنكرًا الهجوم الارهابي على قضاء سنجار، التابع لمحافظة نينوى، وإلى الأمير تحسين بك، مدينًا التعرض لهذه "الطائفة الكريمة في قضاء سنجار وإستشهاد مجموعة من خيرة أبنائها"، مقدمًا التعازي الحارة له ولسائر أبناء الطائفة الايزيدية.
وكان الأمير تحسين بك أقام مادبة كبيرة على شرف جنبلاط، حين زار هذا الأخير كردستان العراق في تموز (يوليو) 2011. ونقلت تقارير أن النائب جنبلاط يستضيف ثلاثة عائلات أيزيدية ترتبط بعلاقات عائلية مع أسر لبنانية وصلت نازحة من العراق إلى لبنان.

أصول مشتركة
قلَّة تعرف أصل العائلة الجنبلاطية، التي لعبت دورًا سياسيًا فاعلًا في لبنان والمنطقة، قبل تأسيس دولة لبنان الكبير في العام 1920. وكلمة جنبلاط محوّرة من جانبولاد الكردية، ومعناها الروح (جان) الفولاذية (بولاد).
اعترف العثمانيون بعائلة جانبولاد، وعينوا علي باشا جانبولاد حاكمًا على حلب، حيث بقوا حكامًا، حتى ثار على العثمانيين. فقضوا على ثورته، واعدموه في العام 1511.
وتقول الروايات التاريخية إن جنبلاط بن سعيد، حفيد علي باشا، لجأ إلى جبل لبنان في العام 1530، ملبيًا دعوة حليف جده الزعيم الدرزي الأمير فخر الدين المعني الثاني، أمير جبل لبنان، وبعد وصوله أسس العائلة الجنبلاطية الدرزية. استوطنوا أعالي جبال الشوف منذ ذلك الحين، وجعلوا المختارة مركزهم. ثم دخلوا في السياسية المحلية في جبل لبنان، وحتى في السياسة الدرزية الخاصة، وساهموا في انقسام الموحدين الدروز بين جنبلاطي ويزبكي.
يؤكد المؤرخون أن علي باشا جانبولاد كان كرديًا سنيًا، وأن باب دعوة التوحيد الدرزية اقفل قبل لجوء حفيده الى جبل لبنان بمئات السنين، فكيف صار آل جانبولاد دروزًا؟
ثمة احتمالان لذلك، إما أن هذه العائلة أبقت توحيدها الدرزي سريًا منذ ما قبل اقفال باب الدعوة، وإما ان القيادة الدينية الدرزية المعنية سمحت بدخول الجنبلاطيين إلى العائلة الروحية الدرزية. وفي كلا الاحتمالين، تكتسب درزية العائلة مكانة خاصة في صفوف طائفة الموحدين الدروز، وما تزال.
&
توزع لبناني
اليوم، يبلغ عدد أفراد عائلة جنبلاط 650 فردًا تقريبًا، في بعلبك والشوف وحاصبيا وجبيل، يتوزعون بين الشيعة والموحدين الدروز.
وثمة أفراد من عائلة جنبلاط، من الشيعة والدروز، استبدلوا مذهبهم لأسباب خاصة، فصار بينهم سنة ولاتين وروم أرثوذكس وموارنة.
وعلى رغم أن الجنبلاطيين دروز وشيعة، فلا أدلة موثقة تاريخياً إلى رابط بين الفرعين.
أما توزيع أفراد العائلة، فيتوزع الجنبلاطيون الشيعة في بلدات اللبوة وشمسطار وطاريا وشعث في بعلبك، وطورزيا وحجولا في جبيل. ويتوزع الجنبلاطيون الدروز في المختارة وعين قني وبتلون وبتاتر والبرامية في الشوف، وفي حاصبيا في البقاع الغربي.
لمع من الجانب الدرزي من العائلة كمال جنبلاط وابنه وليد، وخالد رشيد جنبلاط بعد الاستقلال في العام 1943، ورشيد داود جنبلاط وحكمت علي جنبلاط ونسيب جنبلاط قبل الاستقلال.
&