لا يشتهر تنظيم الدولة الاسلامية برجاله فقط بل بنسائه شديدات البأس أيضًا، أبرزهن أميرة النساء وأخت جليبيب وأم ليث التي تأتي بالنساء الغربيات إلى صفوف التنظيم.


بيروت: بسرعة أذهلت العرب والعالم، تمدد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا وفي العراق، مسيطرًا على مساحة واسحة من الأراضي الغنية بالنفط، أعلن عليها خلافته الاسلامية، مسميًا أبو بكر البغدادي خليفة على المسلمين... وعلى المسلمات.

ففي صفوف التنظيم، برزت أسماء نساء فاق خطرهن خطر رجال التنظيم، بينهن أميرة نساء داعش، التي ذاع صيتها.

أميرة النساء

وأميرة نساء التنظيم هي أم المقداد، لم تتجاوز منتصف أربعيناتها، ورمي على عاتقها مسؤولية تجنيد فتيات ونساء الأنبار العراقية.

وفي 22 كانون الثاني (يناير) الماضي، تمكنت القوات الامنية العراقية من إلقاء القبض على 4 عناصر من التنظيم، بينهم أميرة نساء التنظيم، غربي الرمادي. وذكر مصدر أمني عراقي حينها أن القوات الامنية القت القبض على امرأة تلقب بأم المقداد،& في منطقة البو بالي غربي مدينة الرمادي، بعد ورود معلومات استخبارية.

وإلى جانب أم المقداد، هناك أم مهاجر، التونسية التي انتقلت من العراق إلى سوريا مع زوجها، لتتولى مسؤولية قيادة كتيبة "الخنساء" النسائية في الرقة بسوريا. وهذه الكتيبة تشتهر بتغطية النساء فيها وجوههن باللثام، وبحملهن أسلحة فتاكة. وزوّجت أم مهاجر بناتها لكبار المسؤولين في التنظيم، لتكون قريبة من دائرة القرار فيه.

كما هناك أم حارثة، العضو في كتيبة الخنساء، وهي بريطانية الجنسية مهمتها& نشر صور إنتصارات التنظيم في سوريا، وصور فصل رؤوس الجنود السوريين وعناصر المعارضة السورية عن أجسامهم، تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال صفحات عديدة تديرها وتغرد فيها بالإنكليزية.

لا خير فينا

وتبقى ندى معيض القحطاني، أو أخت جليبيب، أول مقاتلة سعودية في تنظيم الدولة الاسلامية، إنضمت إليها مع أخيها تاركة زوجها وأطفالها بسبب تخاذل الرجال كما نقل عنها عبر تغريداتها على صفحتها الخاصة بموقع تويتر. قالت: "تخاذل أكثر الرجال، فلا يجب أن نتخاذل نحن أيضًا، لا خير فينا إن فسدت الشام".

وحين وصلت إلى سوريا، غرّدت قائلة إنها وصلت إلى أرض الشام سالمة غانمة، حامدة الله على أن جمعها بشقيقها جليبيب بعد عام من الفراق.

وتصف القحطاني نفسها بأنها ابنة رجلٍ عظيم وزوجة شيخ فاضل من خريجات جامعة يوسف عليه السلام، وشقيقة مُجاهدٍ دولاوي (نسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية). كما أعلنت نيتها القيام بعملية إنتحارية، لتكون أول إنتحارية في التنظيم. وغردت: "دعواتكم لي بالعملية الاستشهادية، وأن يثبتني الله".

وأثار وصولها إلى سوريا للانضمام إلى التنظيم جدلًا على المواقع الجهادية، ورأى فيه البعض دليلًا على شجاعة والتزام بأحكام الشريعة، فيما انتقده البعض الآخر، واعتبروه انتهاكًا لأحكام الدين وأعراف المجتمع التي لا تجيز للمرأة السفر من دون محرم.

أم التجنيد

إن كانت أخت جليبيب عنوان الشجاعة لدى الجهاديين، فالملقبة "أم ليث" هي عنوان الخطورة النسائة في التنظيم، إذ تتولى مهمة تجنيد النساء الغربيات، بعدما هاجرت إنكلترا إلى سوريا، تاركة مباهج الدنيا للقتال في سوريا والعراق.

تدعو أم ليث النساء الغربيات ليحذين حذوها، وينضممن للتنظيم، وتنصحهن بعدم الاهتمام بما يقوله العالم عنهن حول جهاد النكاح، بل تشجعهن على أن يكن زوجات للشهداء.

والبريطانية أم ليث متزوجة من أحد مقاتلى التنظيم، يتابعها أكثر من ألفي متابع على تويتر، وتقدّم النصائح والمشورة عبر دليل على شبكة الإنترنت، مركزة على مباهج الحياة الأسرية الجهادية، وشرف إنجاب مقاتلين جدد لخدمة التنظيم وقضيته، والسعادة التي تشعر بها المرأة مع تقديم الحياة الأسرية التي يحتاجها المجاهد المحارب لخدمة الإسلام.

توأمتان بريطانيتان

سلمى وزهرة حالاني (16 عاما) توأمتان بريطانيتا الجنسية صوماليتا الأصل، إنتقلتا إلى سوريا للانضمام إلى التنظيم والزواج من رجاله. وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن التوأمتين تعهدتا عدم عودتهما إلى بريطانيا، وهما تتدربان على إستخدام القنابل اليدوية وبنادق كلاشنيكوف، معترفتين بأنهما سعيدتان بلقبهما "التوأمتان الإرهابيتان"، وقد أطلقت إحداهما إسم "أم جعفر" على نفسها.

في 11 تموز (يوليو) الماضي، ذكرت الشرطة البريطانية أن التوأمتين هربتا من منزلهما في مانشستر، وسافرتا إلى سوريا، وتسعيان وراء جهاد النكاح. وأعربت الشرطة البريطانية عن اعتقادها بأن سلمى وزهرة سافرتا إلى سوريا للانضمام الى شقيقهما الأكبر، الذي يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، وقد توقفتا في دراستيهما وكانتا تأملان في أن تصبحا طبيبتين.

وقال السير بيتر فاهي، رئيس شرطة مانشستر، إن عائلتهما لم تكن تعلم بخطتهما السفر الى تركيا ومنها الى سوريا، "ونحن قلقون للغاية بشأن سلامتهما، لم تكن هذه العائلة على علم بأي من مخططاتهما، لقد اختفيا من منزل العائلة في وقت مبكر صباح أحد الأيام".