يطلق الائتلاف الوطني السوري المعارض وناشطون سوريون حملات عديدة بمناسبة مرور الذكرى الأولى لـ "فاجعة الغوطتين"، منها الافتراضي على وسم #استنشاق_الموت، ومنها الواقعي.


بهية مارديني من اسطنبول: أكد نصر الحريري، أمين عام الائتلاف الوطني، لـ"إيلاف" أن اجتماعًا انعقد اليوم لترتيب اعلان الحملة، التي لن تقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل سيرافقها اعتصامات ونشاطات للتذكير بالمجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 1400 مدني، جراء قصف النظام السوري للغوطة بالسلاح الكيميائي.

لن ننسى

وأضاف: "لن ننسى، ويجب أن نذّكر العالم بأنه تخاذل في نصرة الشعب السوري، والنظام السوري لم يستخدم السلاح الكيميائي في الغوطتين فقط، بل استخدمه في عدد كبير من المناطق السورية".

وعبّر الحريري عن أسفه لعدم تطبيق مبدأ المحاسبة، رغم أن التقرير الدولي أثبت بالدليل القاطع أن النظام هو من ضرب الغوطتين بصواريخ من نوع أرض – أرض، من مناطق خاضعة لسيطرته، لافتًا إلى تخاذل المجتمع الدولي في تقديم المسؤولين عن الجرائم لقفص العدالة ومحاكمتهم بدلًا من مساومتهم.

وأطلق نشطاء سوريون حملة بعنوان #استنشاق_الموت #BREATHINGDEATH، وقالوا في بيان لهم: "كانت مجزرة الكيماوي التي جرت في غوطة دمشق قبل عام من الآن وصمة عار على جبين الإنسانية، فبعد سنتين ونصف من القتل المستمر، واستخدام نظام الأسد للرصاص والمدافع والصواريخ في قتل الشعب السوري، الذي كان ذنبه الوحيد مطالبته بالحرية، تجرأ النظام واستخدم السلاح الكيميائي المحرّم دوليًا، وقتل أكثر من ألف إنسان جلّهم من الأطفال والنساء النائمين بسلام في غوطتي دمشق خلال دقائق قليلة".

كونوا معنا

وطالبوا جميع الناشطين بأن "كونوا معنا لإيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها نظام بشار الأسد، وتقديمه للعدالة الدولية، وفضح تواطؤ المجتمع الدولي وتخاذله". ودعا النشطاء السوريين لتوحيد صورهم الشخصية وغلاف البروفايل على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، تضامنًا مع شهداء المجزرة.

وقال البيان: "كغيرها من المجازر، مرّت مجزرة الكيميائي من دون عقاب للمجرم الذي أوغل في دماء السوريين وتعمّد قتل المدنيين على مدى أكثر من ثلاثة أعوام، حتى بات عدد الشهداء يفوق ربع مليون إنسان".

وعبروا عن أسفهم لأنه على الرغم من ردات الفعل الغاضبة من زعماء العالم في ذلك الوقت، "إلا أنها لم تتجاوز التصريحات الإعلامية التي لم تقترن بأي عمل فعلي لمحاسبة النظام وردعه عن ارتكاب المجازر".

ما زال طليقًا

واعتبر البيان أن ما تبع ذلك من سحب وتدمير الترسانة الكيميائية للنظام باقتراح من حليفه الروسي كان مبادرة عديمة الفائدة بالنسبة للشعب السوري، "فالمجرم الذي قتله بالسلاح الكيميائي كما قتله بغيره ما زال طليقًا ومستمرًا في القتل والتنكيل، بل لم يتورع عن استخدام السلاح الكيميائي مجددًا مرات عدة بقصف المدنيين بغاز الكلور، وهو ما يعتبر خرقًا للمعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة الكيماوية، التي وقّع عليها النظام بموجب اتفاقية نزع وتدمير ترسانته الكيميائية".

وطالبوا شعوب العالم بتحمّل مسؤولياتهم والوقوف إلى جانب الشعب السوري المنادي بالحرية والديمقراطية، والضغط على حكوماتهم لإيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها نظام بشار الأسد وتقديمه للعدالة الدولية، "وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن استمراره في الصمت تواطؤ يسمح باستمرار المجازر واستمرار انتهاك قيم العدالة والإنسانية من قبل أعداء الإنسانية".