أعلن الاتحاد الأوروبي عن تسيير جسر جوي إلى العراق لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية إلى نازحيه، وخاصة في مناطقه الشمالية، وزيادة التخصيصات المقدمة إليهم بمقدار 5 ملايين يورو لتصل إلى 17 مليون يورو.


أسامة مهدي: جاء ذلك خلال اجتماع عقده نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي وكالة حسين الشهرستاني في بغداد اليوم الاثنين الشهرستاني مع وزير الخارجية السويدي كارل بلدت ومفوضة الاتحاد الاوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الانسانية كرست لينا جيورجيفا، حيث تم بحث اعتداء مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على بلدات في شمال العراق وأوضاع النازحين العراقيين، الذين قارب عددهم المليون وربع المليون شخص، وسبل ايصال المساعدات اليهم.

واكد الشهرستاني خلال مؤتمر صحافي عقب اللقاء "ان العراقيين بشيبهم وشبابهم سيدحرون الارهاب وسيقضون على عصابات داعش"، داعيا المجتمع الدولي الى الوقوف مع العراق دفاعا عن القيم الانسانية والسلام الدولي "لأن الارهاب يهدد العالم اجمع". واضاف ان الاتحاد الاوروبي اتخذ قرارا بمساعدة العراق بكل الوسائل الممكنة، مطالبا بايصال المساعدات الى جميع النازحين، لان هنالك مناطق لم تصلها مساعدات، وهي محاصرة منذ شهرين مثل مدينة آمرلي التركمانية.

من جانبه اشار بلدت ان زيارته هذه تهدف الى دعم العراق بكل الوسائل وان السويد دعمت العراق سابقا لوجود ترابط بين المجتمعين العراقي والسويدي، مشيرا الى ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الـ 28 اتخذوا قرارا بدعم العراق لمواجهة عصابات داعش، مشددا على ان العراق يخوض هذه الحرب نيابة عن الانسانية جمعاء.

من جانبها، اكدت جيورجيفا ان الاتحاد الاوروبي اتخذ قرارا بمساعدة العراقيين وزيادة تخصيصاته الى النازحين بمبلغ 5 ملايين يورو لتصل الى 17 مليون يورو وانشاء جسر جوي مع العراق لايصال المساعدات الطبية والانسانية الى جميع النازحين، مبينة ان هنالك صعوبة في ايصال المساعدات الى اكثر من نصف مليون نازح في المناطق المحاصرة من قبل الجماعات الارهابية.&

وكانت كريستالينا جورجييفا مفوضة التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والحماية المدنية قالت في بيان اخيرا "ان هذه الموجة الجديدة من العنف لها عواقب وخيمة على الأطفال والنساء والرجال، حيث يوجد تمويل جديد تحسبا لمزيد من التدهور في أمن البلاد"، مردفة "وسوف يساعد هذا التمويل على تخفيف المعاناة عن طريق توفير الخدمات الأساسية والمساعدة". ودعت "جميع الأطراف في القتال الى ضمان سلامة المدنيين واحترام دور العاملين في المجال الإنساني الذين يعملون في ظروف خطرة".

واشارت الى ان استيلاء عناصر داعش على مدينة الموصل "والهجمات التي تشنها جماعات المعارضة المسلحة التي تستهدف محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى والانبار أدت الى تشريد قرابة نصف مليون شخص من محافظة نينوى حتى الآن، إضافة إلى أكثر من400 ألف من المشردين في الأشهر الستة الماضية".

واضافت أن "الكثير من الأسر النازحة استضيفت من قبل الاقارب والمجتمعات الاخرى، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الاسر النازحة نظرا الى شدة القتال، ما دفع بالمفوضية الاوروبية للمساعدات الانسانية وقسم الحماية المدنية إلى الاستعداد لمساعدة الموجات الجديدة من النزوح، ويعد هذا التمويل الإضافي خطوة أخرى في هذه العملية".

وأمس اعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي ديندار دوسكي أن عدد النازحين في العراق الذين اضطروا لترك منازلهم جراء الاشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” قد بلغ مليونا و250 ألف شخص. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي خلال مؤتمر حول النشاطات الإغاثية لصالح النازحين في العراق أشار فيه إلى أن معظم العائلات النازحة لجأت إلى إقليم شمال العراق، لافتا الى أن الحكومة العراقية بدأت تقديم مساعدات مادية إلى جانب الغذائية للنازحين.
&