اعلن عزام الاحمد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة الاثنين التوصل لاتفاق يقضي بتمديد وقف اطلاق النار في قطاع غزة لمدة 24 ساعة اضافية&لاستكمال مباحثات ترمي الى الوصول لهدنة دائمة.


القاهرة: قال&عزام الاحمد الذي يترأس الوفد الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة في القاهرة لوكالة فرانس برس ان "الطرفين اتفقا على تمديد الهدنة ل24 ساعة اضافية"، وذلك قبل نحو ساعة من انقضاء تهدئة لخمسة ايام تنتهي في منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء.

وغداة استئناف المفاوضات غير المباشرة في العاصمة المصرية الاحد، اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن ارتفاع عدد القتلى جراء الحرب الاسرائيلية الى 2016 فلسطينيا. وبدأ المفاوضون مجددا مباحثاتهم غير المباشرة ظهر اليوم الاثنين في القاهرة، والهادفة الى تحويل التهدئة الموقتة التي بدأت في 11 آب/اغسطس الى اتفاق وقف اطلاق نار دائم.

الميدان ينتظر الحسم
وكان المفاوض عن حركة حماس موسى ابو مرزوق كتب على صفحته على فايسبوك انه "ينتهي اليوم الخامس من التهدئة والمفاوضات بين المقاومة والعدو الصهيوني (...) لا نتائج إيجابية حتى اللحظة والكلمة ستكون للميدان". ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار عن قطاع غزة المنهك على كل الاصعدة، فيما يريد الاسرائيليون نزع سلاح القطاع بالكامل.

وعلى الرغم من توقف المعارك منذ 11 آب/اغسطس، الا ان حصيلة ضحايا الحرب الاسرائيلية بارتفاع، اذ ان الفلسطينيين يواصلون انتشال جثث ضحاياهم من تحت الانقاض اضافة الى وفاة العديد متأثرين بجروح اصيبوا بها في مستشفيات الضفة الغربية وقطاع غزة ومصر. واعلنت وزارة الصحة في غزة الاثنين ان 2016 فلسطينيا قتلوا في العملية العسكرية بينهم 541 طفلا و250 سيدة و95 رجلا مسنا، بينما اصيب عشرة آلاف و196 فلسطينيا آخرين بجروح. وفي المقابل سقط من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين.

واستؤنفت المفاوضات الاحد في القاهرة وسط تمسك الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بمواقفهم المتباعدة. وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريحات في بدء الاجتماع الاسبوعي لحكومته الاحد "لن نقبل اي اتفاق لوقف اطلاق النار الا عندما تحصل استجابة ملموسة لحاجاتنا الامنية". ورد سامي ابو زهري القيادي في حماس قائلا ان "الطريق الوحيد للامن هو ان يشعر به الفلسطينيون اولا وان يرفع عنهم الحصار".

وتشارك حماس في المفاوضات ضمن وفد يضم ممثلين عن حركتي فتح والجهاد الاسلامي. ولا يعني فشل المفاوضات العودة مباشرة الى المعارك، اذ ان فكرة وقف الاعمال العدائية من دون التوصل الى وقف اطلاق نار واردة منذ مدة في اسرائيل.

اجراءات احترازية
لكن وزارة الدفاع الاسرائيلية قررت اخذ احتياطاتها في حال فشل المفاوضات، اذ امرت بوقف خدمة القطارات بين عسقلان وسديروت، المدينتين القريبتين من الحدود مع قطاع غزة، خوفا من الصواريخ الفلسطينية حتى اشعار آخر. كذلك اتخذت اسرائيل اجراءات احادية الجانب واعلنت الاحد عن السماح لصيادي السمك الفلسطينيين باستئناف عملهم المتوقف منذ بدء الحرب على بعد ثلاثة اميال قبالة سواحل غزة.

وتحدث مسؤولون اسرائيليون عدة عن السماح بوصول المساعدات الانسانية الى القطاع حتى ان لم يتم التوصل الى اتفاق. وقال وزير الاقتصاد رئيس حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف نفتالي بينيت "لسنا بحاجة الى حماس من اجل ضمان المساعدات الانسانية الى قطاع غزة".

واعتبر بينيت انه "يجب وقف المفاوضات مع حماس وان نمسك قدرنا بيدنا"، مشيرا الى ان غياب الاتفاق يعني ان اسرائيل قادرة عند الحاجة على استهداف قياديين في حماس من بينهم قائد كتائب عز الدين القسام محمد ضيف، فضلا عن مراكز تصنيع الصواريخ والانفاق. ويتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين الى قطر لمقابلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وامير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني.

اقتراح مصري
واقترح المصريون الذين يقومون في مقر المخابرات المصرية بجولات مكوكية بين الوفدين وقفا دائما لاطلاق النار وتنظيم مفاوضات جديدة بعد شهر. ومن بين القضايا المهمة التي يتم البحث فيها في القاهرة في حال التوصل الى وقف اطلاق نار هي فتح المعابر الحدودية مع اسرائيل بشكل واسع امام الاشخاص والسلع واعادة فتح معبر رفح مع مصر ودور السلطة الفلسطينية ووضع رقابة دولية على الحدود وتوسيع مساحات الصيد البحري وتقليص المنطقة العازلة على الحدود مع اسرائيل واجراءات تحويل الاموال التي تجمعها اسرائيل للسلطة الفلسطينية.

الى ذلك تشمل القضايا الشائكة فتح مطار وميناء في غزة، الامر الذي تعارضه اسرائيل واعادة جثتي جنديين اسرائيليين مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين. وتعرض قطاع غزة لدمار كبير بعد اسابيع من القصف الاسرائيلي الذي الحق اضرارا بمليارات الدولارات في قطاع اقتصاده يعاني اصلا.

واعلنت النروج ومصر الاثنين ان الجهات الدولية المانحة لفلسطين ستعقد مؤتمرا في القاهرة لتمويل عملية اعادة اعمار القطاع فور التوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار دائم. وكانت فاليري اموس مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة قالت الاحد في طهران، ان اصلاح البنى التحتية في قطاع غزة سيحتاج "اشهرا".

اسرائيل سترد بقوة إذا استؤنف اطلاق الصواريخ من غزة
الى ذلك حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين ان اسرائيل سترد بقوة اذا ما استأنف الفلسطينيون هجماتهم الصاروخية من قطاع غزة، وذلك قبل ساعات من انتهاء التهدئة التي استمرت خمسة ايام منتصف ليل الاثنين الثلاثاء. وقال خلال اجتماع مع وزير الدفاع موشيه يعالون في اشدود "نحن مستعدون لجميع السيناريوهات.. الجيش مستعد للرد بقوة اذا ما استؤنف اطلاق الصواريخ"، بحسب بيان.

يأتي تحذير نتنياهو مع اقتراب انتهاء التهدئة في غزة، وفي الوقت الذي يجري فيه مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون محادثات غير مباشرة في القاهرة. الا ان نتنياهو قال ان العملية العسكرية الاسرائيلية التي اطلق عليها اسم "الجرف الصامد" والتي تهدف الى وقف الهجمات الصاروخية من غزة وتدمير انفاق حركة حماس "ستستمر حتى تحقق هدفها.. وتعيد الهدوء والامن" الى اسرائيل.
&

&