&زار عضو في لجنة الإستخبارات الأميركية التابعة للكونغرس بيروت للإضطلاع على إمكانية تسليح الجيش اللبناني لمكافحة الإرهاب، فهل هذا المسعى جدي وما الذي تخشاه أميركا من تسليح الجيش؟



بيروت : بعد الإعتداءات الأخيرة من تنظيم "الدولة الاسلامية" على عرسال، تحدثت الإدارة الاميركية عن إمكانية تسليح الجيش اللبناني، فهل يقتصر هذا الإهتمام على الكلام أم أنها ستسعى فعليًا إلى تنفيذه لمواجهة الإرهاب؟

يعتبر النائب السابق فارس سعيد (14 آذار) في حديثه لـ"إيلاف" أن الولايات المتحدة الأميركية ترفع عنوانًا منذ أحداث 11 أيلول(سبتمبر) وهو "مكافحة الإرهاب"، وهي جادة في دعم كل الجيوش النظامية التي تخوض هذه المعركة في كل أنحاء العالم، ويلفت سعيد إلى أن العلاقات التي تربط واشنطن بالحكومة اللبنانية وبالجيش قادرة على إعطاء الإجابات الشافية على الموضوع.
&
مصلحة أميركية

ويؤكد سعيد أن من مصلحة أميركا اليوم أن تسلح الجيش اللبناني والقوى الأمنية، لأنها تدرك أن إنهيار الدول كما حصل في العراق يفتح المجال لبروز أشكال الفوضى، الأمنية والعسكرية.

ويلفت سعيد إلى أن موضوع الأقليات في العراق وتهجيرها له علاقة بانهيار الدول، و"أعتقد، يضيف سعيد، أن من يدّعي حماية الأقليات في المنطقة، يحمي نفسه وحمايته مشبوهة، ومن عليه ان يردع قتل الأيزيديين أو المسيحيين كان من الأجدى به أيضًا الدفاع عن الأطفال الذين يتحملون البراميل المتفجرة منذ 3 سنوات ولم يفتح فمه. ولا فرق بين طفل مسلم يُقتل من قبل نظام ديكتاتوري، وبين طفل مسيحي أو أيزيدي يقتله داعش، فالنظامين متشابهين، وعلى الولايات المتحدة أن تقود مواجهة شرسة ضد الأنظمة الديكتاتورية من جهة، وضد الإرهاب من جهة أخرى.
&
السعودية مشكورة
ويرى سعيد أن السعودية قامت مشكورة بأكثر من واجبها تجاه بلد عربي شقيق، وسلّحت الجيش اللبناني، وأصبح عليه اليوم أن يجعل من تلك الهبات التي قُدمت له سببًا لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه.&
غير جدية
&
يُخالف النائب كامل الرفاعي(الوفاء للمقاومة) سعيد الرأي ويقول لـ"إيلاف" أنه لو كانت الولايات المتحدة الأميركية جديّة في هذا الخصوص لكانت سلّحت الجيش منذ زمن بعيد، فهي لا تسعى إلى أن يكون قوة أمنية في الداخل، وهي لن تقوم بخطوة قد تتضرر منها إسرائيل، فهذا أمر مرفوض لدى ادارتها".
وبحسب الرفاعي، لا يحظى الجيش سوى بأسلحة خفيفة منذ فترة طويلة ويُحجب عنه السلاح القوي، الذي يمكنه من حماية حدوده، ويضيف "الأميركي همه الوحيد ضمان أمن إسرائيل".
&
مجرد شماعة للتعليق
ويلفت الرفاعي إلى أن أميركا تتخذ من مخاوفها من وصول سلاح الجيش إلى حزب الله حجة، فهي تمتنع عن كل ما يضر بأمن إسرائيل.&ويؤكد الرفاعي أن واشنطن تريد أن تتسلح القوى الأمنية الداخلية فقط إذا كانت هناك بؤر إرهابية تضر بمصالحها في الداخل اللبناني.

ذر الرماد في العيون
ويرى الرفاعي أن "التجربة كانت طويلة في السابق مع الأميركيين ولم نلمس مرة أنهم كانوا صادقين في تسليح الجيش".

ويضيف أن &"الضربات الأميركية في العراق، يدخل ضمن ما يسمى حماية الأكراد، ولحماية التحالف الكردي الإسرائيلي القديم، والحديث عن تسليح الجيش إنما يبقى للاستهلاك المحلي، ولذر الرماد في العيون".

ويستبعد الرفاعي أي تعاون بين واشنطن وسوريا لدرء الإرهاب لأن الموقف الأميركي بالنسبة للنظام في سوريا يبقى ثابتًا، وهي تسعى حتى اليوم إلى إضعافه.&
&