هدد تنظيم الدولة الإسلامية بإزالة الولايات المتحدة من الوجود على أيدي فرسان الخليفة، وذلك بعد قليل من دحره، بواسطة قوات البيشمركة الكردية، من سد الموصل، بينما حذر أوباما العراقيين من أن الذئب على الأبواب.

نصر المجالي: هدد تنظيم الدولة الإسلامية، في شريط فيديو بثه على شبكة الانترنت، الولايات المتحدة الأميركية قائلًا "سنغرقكم جميعاً في الدماء"، كما تضمن الشريط صورة لأميركي ذبح أثناء الاحتلال الأميركي للعراق.

والتحذير من (داعش) للولايات المتحدة، جاء غداة حملتها العسكرية الأولى في العراق منذ انسحابها من العراق عام 2011، وهو تزامن مع استعادة البيشمركة، وبغطاء جوي أميركي،& السيطرة على سد الموصل بعد أكثر من أسبوعين من وقوعه في قبضة "داعش".

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اعتبر استعادة السد&" خطوة كبيرة" ضد التنظيم المتشددة الذي سيطر على مناطق كبيرة بالعراق في هجوم مباغت في يونيو (حزيران) الماضي.
&

تشكيل الحكومة

وحث الرئيس الأميركي العراقيين يوم الاثنين على المسارعة الى تشكيل حكومة تضم مختلف الاطياف وإظهار الوحدة في مواجهة متشددين اسلاميين محذراً من أن "الذئب على الأبواب" وأن الضربات الجوية الاميركية لا يمكنها ان تنجز الكثير.

وتعهد أوباما أمام الصحافيين في البيت الابيض بتفادي توسيع مهمة الجيش الأميركي في العراق لدحر متشددي تنظيم الدولة الاسلامية الذي ينظر اليه بشكل متزايد على أنه لا يشكل تهديداً للعراق فقط، بل للمنطقة بأكملها.

وعقب محادثات مع اثنين من كبار معاونيه للامن القومي بشأن العراق خرج اوباما ليعلن أن الضربات الجوية الأميركية ساعدت القوات الكردية العراقية على استعادة سد الموصل من أيدي المتشددين وتفادي خرق محتمل للسد كان يمكن أن يرسل فيضانًا يصل الى بغداد.

وجاءت اجتماعات الرئيس الأميركي أثناء توقف قصير في واشنطن قبل أن يعود لمواصلة عطلته التي تستمر اسبوعين في ولاية ماساتشوستس.

واشنطن تراقب

وتراقب واشنطن تداعيات الاحداث السياسية في العراق باهتمام شديد وتحث حكومة رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي على تشكيل حكومة وحدة، بعد محاولة فاشلة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وحسب تقرير لـ(رويترز) فإنه منذ الثامن من اغسطس (آب) نفذ الجيش الأميركي ما اجماليه 68 ضربة جوية في العراق منها 35 ضربة لدعم القوات العراقية قرب سد الموصل.

وتقول المصادر الأميركية إن أوباما مصمم على أنه لن يسمح للولايات المتحدة بأن تكرر حرب العراق التي بدأها سلفه جورج دبليو بوش، وقال انه ينبغي للعراقيين ألا ينجرفوا الى احساس كاذب بالرضا عن النفس مع إغفال الاخطار المحدقة بعد قراره هذا الشهر استخدام الضربات الجوية ضد المتشددين.

وقال "لا تظنوا أنه لاننا قمنا بضربات جوية لحماية شعبكم فإن الوقت الآن هو التوقف عن السير قدماً والعودة الى التراخي الذي اضعف البلاد بشكل عام". وتكهن اوباما بأنه إذا تم تشكيل حكومة عراقية بسرعة فإن مختلف الحكومات في الشرق الاوسط وحول العالم ستكون مستعدة لتقديم المساعدة بعد أن أحجمت عن فعل ذلك بسبب الشلل السياسي في بغداد.

وختم أوباما قائلاً: "عليهم أن يفعلوا هذا لأن الذئب على الباب ومن اجل أن يحظوا بمصداقية لدى الشعب العراقي.. سيتعين عليهم أن يلقوا خلف ظهورهم الممارسات القديمة وأن يشكلوا& فعلاً حكومة متحدة ذات مصداقية".