نيويورك: أعلنت مفوضية الامم المتحدة للاجئين الثلاثاء انها ستطلق عملية اغاثة طارئة واسعة لمساعدة 500 الف عراقي اضطروا الى الفرار من منازلهم امام تقدم المقاتلين الاسلاميين المتطرفين.
&
وقال المتحدث باسم المفوضية ادريان ادواردز للصحافيين "في مواجهة الوضع المتدهور في شمال العراق، فان مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ستطلق الاسبوع الحالي واحدة من اكبر خطط المساعدة تهدف الى مساعدة ما يقارب نصف مليون شخص اجبروا على مغادرة منازلهم".
&
واكد ان ظروف الفارين "لا تزال يائسة بالنسبة للاشخاص غير القادرين على الحصول على المأوى المناسب والذين يناضلون للحصول على الطعام والماء لاطعام عائلاتهم، وغير القادرين على الحصول على الرعاية الطبية".
&
وشن تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يحتل اجزاء من سوريا، هجوما في العراق في 9 حزيران/يونيو سيطر خلاله على معظم المناطق التي يسكنها السنة في العراق. وادى هجوم تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن الخلافة في المنطقة المحاذية للحدود العراقية السورية الى دفع العراق الى حافة الانهيار.
&
واشار ادواردز الى ان تقديرات الامم المتحدة حتى الآن تشير الى ان 1,2 مليون عراقي اضطروا الى النزوح بسبب المعارك. وتابع انه في حال عدم حصول اي تاخير في الدقائق الاخيرة "ستنطلق العمليات الجوية والبرية والبحرية غدا" الاربعاء.
&
واضاف ان العمليات "ستبدأ بجسر جوي مدته اربعة ايام تستخدم خلاله طائرات بوينغ 747 من العقبة في الاردن الى اربيل، ومن ثم قوافل برية من تركيا والاردن، وشحنات بحرية وبرية من دبي عبر ايران خلال الايام العشرة التالية".
&
ومن المساعدات التي سيتم نقلها ثلاثة الاف خيمة و200 الف غطاء بلاستيكي و18500 من ادوات المطبخ و16500 صفيحة. وقال ادواردز ان "المساعدات الآتية من الخارج تهدف الى تامين حاجات الاكثر ضعفا، والاولية في الوقت الحالي لهؤلاء الذين ليس لديهم مسكن وبحاجة الى المساعدة الطارئة. علينا ان نبدأ مع الاكثر ضعفا ومن ثم التوسع من هناك".
&
وقال ان عددا من الدول من بينها السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا والنروج اضافة الى شركة ايكيا السويدية العملاقة للاثاث تساعد في توفير هذه الامدادات. كما تعمل المفوضية عن قرب مع سلطات محلية في اقليم كردستان العراق الذي يستضيف نصف اللاجئين على الاقل.
&
وفر مئتا الف شخص على الاقل الى كردستان منذ بداية الشهر عندما سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة سنجار والمناطق المجاورة، طبقا لارقام الامم المتحدة. ودفع تقدم الاسلاميين بعشرات الالاف خاصة من اقلية الايزيديين، الى الفرار الى الجبال.
&
وبقي اللاجئون تحت الحصار ولم يكن بحوزتهم سوى القليل من الطعام والشراب لمدة عشرة ايام حتى تمكن معظمهم من الهرب بعد هجوم شنته القوات الكردية بدعم جوي اميركي. وقال ادواردز ان "التحديات الانسانية التي يواجهها العراق جسيمة" مضيفا ان الهدف الاساسي هو مساعدة الذين ليس لديهم ماوى.
&
واضاف "علينا ان نبدأ بالاكثر ضعفا ونتوسع من هناك". واشار الى ان العديد من المشردين "لا يزالون يحاولون استيعاب الماساة التي مروا بها خلال الاسابيع الماضية حيث فروا من منازلهم لا يلوون على شيء، ويحاول العديد منهم استيعاب فقدان الاحباء".
&
واشار الى ان "هذه ازمة انسانية ضخمة وكارثة وتواصل امتدادها للتاثير على عدد كبير جدا من الاشخاص. سيكون هناك حاجة الى مساعدة اكبر بكثير خلال الاسابيع المقبلة". وقال ان ثمانية مخيمات فتحت او ستفتح في محافظتي دهوك واربيل خلال الايام المقبلة.
&
كما يجري التخطيط لفتح اربعة الى ستة مخيمات اخرى في المنطقة وهو ما سيتيح استيعاب 140 الف لاجئ. واكد ادواردز ان المفوضية تقيم مخيمات للاجئين في مناطق اخرى من العراق وتعمل لمساعدة الالاف من اقلية الايزيديين الذين فروا من تنظيم الدولة الاسلامية الى سوريا.
&
ويكتظ مخيم نوروز على بعد 60 كلم من الحدود العراقية بنحو ثمانية الاف ايزيدي، كما تم نقل ثلاثة الاف اخرين الى قرى ايزيدية في سوريا، بحسب ادواردز.