كشف تقرير أممي أن العام 2013 شهد مقتل 155 عاملًا إغاثيًا، وإصابة 171، وإختطاف 134 آخرين، وتعرض 460 منهم للإستهداف في مناطق النزاعات المسلحة.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بمناسبة إحياء ذكرى اليوم العالمي للعمل الإنساني، قال تقرير صادر عن الأمم المتحدة إن العام 2014 شهد موجات من الهجمات وعمليات القتل والإصابة والخطف ضد العاملين في المجال الإنساني، في قطاع غزة وجنوب السودان، موضحًا أن العام 2013 سجل رقمًا قياسيًا جديدًا للعنف ضد المجموعات الإغاثية بعددٍ من الهجمات استهدفت 460 من عمال الإغاثة، قتل منهم 155 شخصًا.

أفغانستان متصدرة

يصادف اليوم العالمي للعمل الإنساني الذكرى السنوية لتفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد في العام 2003، حين فقد 22 شخصا حياتهم، بمن فيهم الموظف الإنساني المخضرم في الأمم المتحدة سيرجيو فيريا دى ميلو. وقررت منظمة الأمم المتحدة تكريم موظفي الإغاثة في جميع أنحاء العالم في هذا اليوم، وتذكر أولئك الذين فقدوا حياتهم من أجل العمل الإنساني.

وأضاف التقرير، الذي تلقت "إيلاف" نسخة منه عبر مكتب الأمم المتحدة في القاهرة، أن البحوث التى أجرتها مؤسسة Humanitarian Outcomes في العام 2013، تشير إلى مقتل 155 من موظفي الإغاثة، وإصابة 171 بجروح بالغة واختطاف 134 منهم، منوهًا بأنه بشكل عام تمثل هذه الأرقام زيادة بنسبة 66 بالمئة من أعداد الضحايا مقارنة بالعام السابق. ولفت إلى أن أفغانستان لا تزال تتصدر البلدان في عدد الهجمات، بعد مقتل 81 من عاملين في مجال الإغاثة خلال العام الماضي.

تَذكُر تضحيات موظفي الإغاثة

وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، تشير الأرقام الأولية إلى مقتل 79 من موظفي الإغاثة حتى 15 آب (أغسطس) الجاري. ولفت التقرير إلى أن شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) شهدا إرتفاعًا في مستوى الهجمات والحوادث التي استهدفت موظفي الإغاثة، بما في ذلك موظفين من قطاع غزة وجنوب السودان.

وأشارت منظمة الأمم المتحدة إلى أن الممرضات والممرضين والمهندسين ومقدمي الدعم المساند والسائقين يواجهون تهديدات كبيرة لحياتهم أثناء عملهم في ظروف خطرةٍ& للغاية. وتقول فاليرى آموس، منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ: "نحن نشيد بجميع العاملين في المجال الإنساني الذين يعملون من أجل مساعدة ودعم الفئات الأكثر ضعفًا".

وتحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام تحت شعار "العالم بحاجة لمزيد من الأبطال في المجال الإنساني". وستعم الفعاليات جميع أنحاء العالم لتَذكُر تضحيات موظفي الإغاثة الذين قتلوا أثناء الخدمة وعروض لأفلامٍ ومناقشاتٍ في الجامعات ومعارض فنية.

سفراء الإنسانية

وذكر التقرير أنه في هذا العام ستقوم وكالات الإغاثة والشركاء بتسليط الضوء على العمل الإنساني في أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وهاييتى والعراق ومينامار والصومال وجنوب السودان وسوريا. وعلى الصعيد العالمي، سيتم اطلاق منبر جديد من أجل تعبئة الجهود لدعم حالات الطوارئ في العالم، وسيقوم موقع سفراء الإنسانية على بناء مجتمع من آلاف المناصرين الذين سيطلب منهم مشاركة المحتوى والقصص على شبكات التواصل. وتوقع التقرير تأثر الناس من ذلك ليندفعوا إلى العمل الإنساني.

وأورد التقرير شهادات لبعض العاملين في الإغاثة الإنسانية، ومنهم محمود ذيب ظاهر، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة، الذي روى تجربته، قائلًا: "طوال مسيرتي المهنية حتى الآن، عملت على إنقاذ الأرواح، وكممرض، ساعدت المرضى على التعافي من خلال العناية الكبيرة بهم، وكعامل إنساني أدعم المحتاجين إلى خدمات الرعاية الصحية في أوقات العنف".

اضاف: "طبيعتي كإنسان - كأبٍ وأخٍ وابنٍ وزوج - جلبتني إلى هذا العالم الإنساني، نحن بحاجة إلى مزيد من الإنسانية، واليوم هو اليوم الذي يذكرني لماذا أفعل ما أفعله، من أجل تخفيف المعاناة، والسماح للناس بالعيش في سلام".

الأكثر خطورة

وكشف التقرير أن 108 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وتحتاج المنظمات الإنسانية مبلغ 17.1 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم.

وقال الدكتور جمال منصور، وهو طبيب مصري متطوع ضمن لجنة الإغاثة الإنسانية باتحاد الأطباء العرب، إن الأخطار التي يتعرض لها العاملون في مجال الإغاثة كبيرة جدًا، مشيرًا إلى أنه عمل في أفغانستان وغزة، وخسر أصدقاء له كانوا يعملون في اللجنة.

وأوضح لـ"إيلاف" أنه أثناء الحرب تستهدف الأطراف المتناحرة قوافل الإغاثة ، كجزء من الحرب، لاسيما إذا كانت تقدم مواد إغاثية غذائية أو خدمات طبية لضحايا قد يرى أحد الأطراف أنهم ليس ضمن معسكره.

ولفت إلى أن سوريا وقطاع غزة وجنوب السودان هي أكثر الأماكن خطورة، متهمًا النظام السوري بتعمد قصف القوافل الإغاثية وعرقلة عملها.

كما إتهم المتمردين والسلطة في جنوب السودان بعرقلة القوافل والإعتداء بالخطف أو القتل على العاملين فيها، وإسرائيل بعدم احترام المنظمات الأممية العاملة في مجال الإغاثة وتعمد قصفها بالطيران. وقال: "العالم كله شهد عمليات قصف مدارس الأونروا التي كانت تمثل مراكز إيواء للفارين من الحرب، لتلقي العلاج والغذاء والمأوى الآمن".