يرسل حزب الله مقاتلين في 16 من العمر إلى سوريا لإسناد قوات النظام، في مؤشر إلى استنزاف قواه بالقتال على جبهتي سوريا والعراق، مع ضرورة الاحتفاظ بقوات كافية في لبنان، تحسبًا لأي تطورات داخلية واحتمالات المواجهة مع اسرائيل.

إعداد عبدالاله مجيد: كان حزب الله يشترط ألا يقل عمر المقاتل عن 18 سنة، ليرسله إلى الميادين السورية، لكنه خفض سن الانخراط في صفوف مقاتليه إلى 16 سنة، ما يؤكد أن قواه تتعرض لضغط شديد، مع دفع عناصره وكوادره للقتال في سوريا، من حلب إلى درعا، وارسال مستشارين ومدربين للعمل مع الميليشيات الشيعية في العراق.

خطر وجودي

لكن قيادة الحزب لا تستطيع الاستمرار طويلًا في دفع مقاتلين متمرسين تلقوا تدريبًا خاصًا مثل وحدات القذائف المضادة للدبابات وفرق الصواريخ بعيدة المدى.

ويجد الحزب نفسه الآن مشتبكًا في حرب مع جماعات اسلامية متطرفة من الجبال الوعرة في شرق لبنان عبر سوريا إلى حدود العراق وايران، ومع فصائل المعارضة السورية الأخرى ايضًا. وأحدثت المواجهة الجديدة انقلابا في الدور العسكري الذي كان مرسوما لحزب الله.

وذهب أمينه العام حسن نصر الله إلى حد التحذير من أن تنظيم الدولة الاسلامية يشكل خطرًا وجوديًا حقيقيًا، "يهددنا جميعا"، كما قال في خطاب أخير.

عودة معارك القلمون

كانت ميليشيات شيعية تقاتل مع جيش النظام السوري وحزب الله، دفاعًا عن الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها عادت إلى العراق بعد سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة الاسلامية، لمواجهة التهديد الجديد. واستغلت قوات المعارضة السورية هذا الانسحاب في القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، قرب حدود لبنان الشرقية، لتنفيذ هجمات ضد قوات الأسد.

والمعروف أن مقاتلي حزب الله كانوا رأس حربة في عملية عسكرية واسعة استمرت من تشرين الثاني (نوفمبر) إلى نيسان (ابريل) لاستعادة القلمون من مقاتلي المعارضة. لكن تجدد القتال في المنطقة جرّ حزب الله من جديد اليها، وامتد القتال عبر الحدود إلى لبنان حيث يواجه حزب الله آلافًا من المقاتلين السوريين واللبنانيين الأشداء، ينتمون إلى جماعات مختلفة بينها تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.

قصفنا عرسال

ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن رجل الأعمال الشيعي ابو علي من بلدة الهرمل قوله إن حزب الله يستخدم طائرات استطلاع من دون طيار للعثور على عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في الجبال وضربهم بالصواريخ.

وأضاف ابو علي: "حزب الله أطلق صواريخ غراد على منطقة عرسال من قرية حوش سيد علي قرب الهرمل على الحدود مع سوريا". وتكبد حزب الله خسائر كبيرة على ايدي المقاتلين الاسلاميين الذين اكتسبوا خبرة كبيرة خلال السنوات الثلاث الماضية من القتال في سوريا.

ليسوا مدربين

في الماضي، كان حزب الله يسمح لشبان تقل اعمارهم عن 18 سنة بالمشاركة في برامج شبابية وتلقي تدريبات أساسية، ولم يرسلهم للقتال إلى أن يبلغوا سن الثامنة عشرة. لكن الحزب شيع أخيرًا قتلى كانوا دون سن الثامنة عشرة.

وفي العادة، لا يكشف حزب الله تفاصيل عن دوره في سوريا، لكن بعض المشاركين في تشييع القتلى قدموا شهادات عن المعارك الشرسة التي يُدفع اليها مقاتلو حزب الله، ومنها المعركة التي خاضتها أخيرًا وحدة تابعة لحزب الله باسم وحدة حارة حريك، مؤلفة من 40 عنصرًا في احدى المناطق.

واكتشف الحزب بعد فوات الأوان أن مقاتليه لم يكونوا مدربين لمثل هذه المعارك، بسبب صغر سنهم. وانتهت المعركة بمقتل 10 من عناصر وحدة حارة حريك واصابة 20 آخرين بجروح، بينهم مقاتل متمرس شارك في الحرب الأهلية اللبنانية.
&