&
&
كشف صحافيون ألمان ما أخفقت في كشفه الشرطة الألمانية منذ سنوات، وهو الطريق الرئيسي لتهريب السيارات المسروقة من ألمانيا نحو آسيا.

&
&
انخفض عدد السيارات المسروقة في ألمانيا من 105 آلاف في العام 1995 إلى 61 ألفًا في العام 2011. لكن قيمة هذه السيارات لم تنخفض كثيرًا. وسبب هذا الانخفاض هو أن لصوص اليوم يفضلون السيارات الفارهة وهي ليست متوفرة بكثرة، وبعد أن كانت فولكسفاجن السيارة التي يفضلها اللصوص في التسعينيات، تغيّر مزاجهم نحو سيارات بورش وفيراري وبي أم دبليو، فهذه السيارات التي يطلبها الزبائن الكبار في مختلف بقاع العالم.
&
بأرقامها وألوانها
برنامج بانوراما الذي تبثه قناة التلفزيون الألمانية الأولى، أزاح النقاب عن مصير هذا العدد الهائل من السيارات المسروقة. وكشف البرنامج عن الطريق الرئيسي الذي تستخدمه مافيات سرقة السيارات في تصدير غنائمها إلى الخارج. استخدم الصحافيون إشارات تطلقها السيارات التي تستخدم أنظمة تحديد المواقع عبر الاقمار الصناعية، في تتبع السيارات المسروقة من المدن الألمانية والمشحونة إلى الخارج.
&
وتبين من التحقيقات أن معظم السيارات المسروقة، وخصوصًا الغالية منها، تهرب من شرق ألمانيا إلى لتوانيا، حيث يجري شحنها رسميًا بالقطارات عبر روسيا، وصولًا إلى طاجيكستان. وصوّر البرنامج هناك الساحة الرئيسية التي يجري فيها تجميع السيارات الألمانية، بكامل أرقامها ونفس ألوانها أحيانًا. كما عرض البرنامج&المحطات التي يجري منها شحن القطارات في لتوانيا.&
وكذلك أظهر البرنامج، تأكيدًا لصحة اتهاماته، صورة سيارة رانج روفر تابعة للاعب كرة القدم المتقاعد اوتو ادو في طاجيكستان، وكانت السيارة مرصوفة في أحد شوارع العاصمة دوشنبه أمام بيت مالكها الجديد برقم جديد، ولكنها كانت&لا تزال تحمل نفس العلامة البيئية التي تتضمن رقم السيارة الأصلي ورقم التأمين في ألمانيا. ويقدر سعر سيارة أدو بنحو 80 ألف يورو.
كما عرض برنامج بانوراما سيارة من طراز بورش يحتمل أن تكون سيارة الممثل الألماني كاي فيزنجر التي سرقت من كراج بيته في يوم ميلاده في نيسان (أبريل) الماضي.
&
الداخلية الطاجيكية لا تعرف
لا يمكن المواطن الطاجيكي العادي أن يشتري مثل هذه السيارة، بحسب رأي معدي برنامج بانوراما، وهذا يعني أنها تباع هناك لوزراء وموظفين كبار. وهو وما يعزز شكوك الشرطة بأن اللصوص يختارون السيارات بحسب طلبات تقدم لهم من وسط وشرق آسيا. وهناك شائعات عن أن رئيس الجمهورية نفسه يقود في دونشبه واحدة من هذه السيارات المسروقة.
قابل الصحافيون الألمان راماسون رحيموف، وزير داخلية طاجيكستان، الذي انكر التهمة، لكنه تحدث بما يشي بمعرفته الضمنية بها. وقال رحيموف إن القانون الطاجيكي يعتبر أصحاب السيارات الجدد مالكين شرعيين لها، لأنهم دفعوا أثمانها بالكامل. أضاف: "القانون يتعامل معها كسيارات مستعملة، ومن حق المواطنين أن يشتروها لأنهم لا يعلمون أنها مسروقة".
وربما يتعرض الوزير لمتاعب جمة مع الشرطة الدولية ومع شركات التأمين الألمانية على السيارات، لأن هذه الشركات كانت الضحية الرئيسية لعصابات سرقة السيارات. ويعترف اوتو ادو بأنه نال قيمة التأمين على سيارته، وإن ليس بالكامل، وهو ما ألقى عبء السرقة المالي على عاتق شركة التأمين.
وبلغت الشرطة الطاجيكية نظيرتها الألمانية عن 76 سيارة ألمانية مسروقة، تمت مصادرتها في العام 2011، إلا أن السلطات الطاجيكية أعادت 5 سيارات إلى ألمانيا فقط في ذلك العام.
&
لصوص من بولندا
تمكنت الشرطة الألمانية من كشف مصير أقل من نصف السيارات المسروقة في العام 2011 بحسب تقريرها، وهذا يعني أن مصير أكثر من 19 ألف سيارة بقي غامضًا. وتعتقد الشرطة أن معظم السيارات المسروقة تهرب عبر الحدود البرية مع بولندا وشيكيا ولتوانيا.
تم أيضًا اعتقال 717 مشتبهًا بتهمة سرقة السيارات. وكان الأجانب، وخصوصًا من شرق أوروبا، يشكلون السواد الأعظم منهم، يضاف إليهم لصوص ألمان. وبين اللصوص المعتقلين 216 بولنديًا و52 لتوانيًا و24 تركيًا.
يقول اندرياس ماس، المتحدث باسم شرطة برلين، إنه يتوفر لديهم أكثر من 600 مؤشر على أن دوشنبه هي المركز الجديد لتسويق السيارات المسروقة، بعد تزويدها بأرقام وأوراق جديدة. وتباع هناك سيارة بي أم دبليو، سعرها 75 ألف يورو، مقابل 24 الفًا فقط، وهو ما يجذب الزبائن الأوروبيين أيضًا.&
&
عاصمة سرقة السيارات&
تحولت العاصمة الألمانية برلين، رغم نشاط شرطة مكافحة الإجرام فيها، إلى واحة كبيرة لسرقة السيارات الألمانية الفارهة. وبحسب آخر نشرة للشرطة، هناك 20 سيارة تسرق يوميًا في برلين، وتسجل سيارات مفقودة.
وجاء في تقرير الشرطة أن برلين تقف على رأس قائمة سرقة السيارات في المدن الألمانية.&
&
وإذا كان قرب المدن الشرقية من الحدود مع بولندا وشيكيا هو سبب ارتفاع نسبة السرقات فيها، فإن سبب ارتفاع نسبة السرقات في أقصى الغرب الألماني يعود إلى قربها من الموانئ الهولندية والبلجيكية على بحر الشمال. فهذه هي أقرب طريق لإيصال السيارات المسروقة إلى سفن الشحن المتوجهة إلى مختلف بقاع العالم.
&
والدليل على هذا التأويل هو انحسار نسب سرقات السيارات في مدن الشمال الألماني الغربية، مثل هامبورغ وبريمن وهانوفر، وانخفاضها في مدن الجنوب، مثل ميونخ وشتوتغارت. وجاءت مدينة ميونخ في المرتبة 48 من القائمة، رغم أن نسبة السيارات الفارهة فيها أعلى منها في أية مدينة اخرى.
&
ليكسوس أولى
الغريب في الإحصائية هو تحول ليكسوس إلى السيارة الأولى المرغوبة في السرقة في ألمانيا. فقد تعرضت 21,2 سيارة تويوتا ليكسوس للسرقة من كل 1000 سيارة، يليها في المرتبة الثانية موديلM390 &من شركة بي أم دبليو بواقع سرقة 18,8 سيارة من كل ألف، ثم فولكسفاجن موديل7DC &في المرتبة الثالثة بواقع سرقة 15 سيارة من كل ألف. ويعتقد خبراء السيارات أن سيارة ليكسوس ذات المحرك الهجين مرغوبة في السرقة بسبب قلة استهلاكها للوقود وصغر حجمها واناقتها.
&
اما ماركات السيارات عمومًا، فكانت بورش مرغوبة أكثر من غيرها بالنسبة للصوص السيارات (1,7 بالألف)، تليها أودي (1,2)، ثم فولكسفاجن (1,0).
السرقات تركزت أيضًا في المدن الكبيرة، وخصوصًا في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، حيث شهدت مدينة بيلفيلد ارتفاع السرقات بنسبة 70% تليها دورتموند بنسبة 53% وكولون بنسبة 34%. وارتفعت نسبة السرقات في هذه الولاية عمومًا بنسبة 14,5%.
العاصمة برلين، وبحكم البعثات الدبلوماسية والسيارات الأنيقة، بقيت عاصمة سرقة السيارات. واختفت في شوارع العاصمة 3290 سيارة فاخرة، أي 8,9% أكثر من العام الذي سبقه. وحذار عند التوقف ببرلين لأن العام 2011، حتى اغسطس منه فقط، شهد سرقة 4632 سيارة.
&
سيارت مقابل النساء&
اعتقلت الشرطة البولندية بولنديين تطاردهما الشرطة الألمانية بتهمة سرقة شاحنة فيها جثامين 12 ألمانياً. وتبحث الشرطة البولندية عن 3 لصوص آخرين يفترض انهم يشكلون، مع المعتقلين الاثنين، عصابة لسرقة السيارات وتهريبها من ألمانيا إلى بولندا.
&
جرت السرقة في العاصمة برلين، من دون أن يعرف اللصوص بأن إحدى الشاحنتين، من طراز مرسيدس، كانت تنقل توابيت 12 ألمانيًا إلى المقبرة. ويبدو أن اللصوص لم يعرفوا بحمولتهم المخيفة إلا بعد أن اجتازوا الحدود الألمانية البولندية، حيث تركوها مع توابيتها.
&
المقلق، بحسب رأي الشرطة الألمانية، ليس سرقة الأموات، وإنما ترابط نشاط عصابات الجريمة المنظمة وتداخله في السنوات الأخيرة، وخصوصًا تجارة السيارات المسروقة وتجارة السلاح ونخاسة النساء. ويعمل رجال العصابات في أوروبا الشرقية على مقايضة السيارات بالنساء أو السلاح.
&