لا تزال حرب "يوتيوب" بين مؤيدي داعش وعدد من المجموعات الشبابية في السعودية مستمرة، فما بين أنشودة "يا عاصب الراس وينك" وأنشودة "يا عاصب الراس ويلك" يدور مسلسل من السجال يتضمن محاولات استعطاف واستقطاب من جهة، وحملات استنكار وتنديد من جهة أخرى، تدور رحاها في وسائل التواصل الاجتماعي عبر نشر الصور والفيديوهات.


حسن حاميدوي: مسلسل السجال بدأ قبل شهر، عندما نشر مؤيدون لـ "داعش" مقطع فيديو تظهر فيه مجموعة من المسلحين، وهي تؤدي أنشودة "ياعاصب الراس وينك"، يدعون فيها الشباب السعودي إلى الانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي والمشاركة في حروبه، وهو الأمر الذي أثار حفيظة مجموعات شبابية سعودية متعددة، عبّرت عن رفضها وتنديدها بهذا العمل، عبر تسجيل مقاطع فيديو مضادة لأنشودة بعنوان "ياعاصب الراس ويلك"، هاجموا فيها أفكار تنظيم داعش وزعيمه أبوبكر البغدادي.

قصائد وجنة ووتر الحكومات
يسعى "داعش" إلى استقطاب المزيد من المقاتلين إلى صفوفه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يعتبرها الوسيلة الأفضل في الوصول إلى الشباب وبأقصر جهد، وذلك عبر حملات استعطاف واستجداء موجّهة إلى فئات عمرية محددة، يستخدم فيها أساليب مختلفة تتفاوت ما بين إثارة الشباب بالقصائد الحماسية تارة، أو العزف على أوتار التوبة والذهاب إلى الجنة تارة أخرى، أو من خلال التحريض على الحكومات عبر الدعايات المغرضة وتشويه الحقائق.

محاولات "داعش" اليوتيوبية تمت مواجهتها بحملات رافضة ومنددة بهذا الفكر المنحرف، حيث بثت مجموعات شبابية سعودية مقاطع فيديو، يظهر فيها شباب ينتمون إلى قبائل سعودية مختلفة، فضلًا عن شعراء معروفين وأئمة مساجد، وهم يؤدون أنشودة (يا عاصب الراس ويلك)، فيما تفاوتت أبياتها ومفرداتها، بحسب المؤدين إياها، لكن قاسمها المشترك تمحور حول رفضهم للإغراءات الكاذبة لهذه المجموعات، والتنديد بأعمالهم الإرهابية.

حرب مضادة
إلى ذلك، قال الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي، محمد الغامدي، إن استعمال التنظيمات الإرهابية للإنترنت وموقع اليوتيوب ليس جديدًا، حيث دأبت هذه التنظيمات منذ فترة على نشر الصور والفيديوهات وبث التهديد والوعيد في اتجاه، وتنظيم حملات استجداء وإلهاب حماسة الشباب لاستقطاب المتعاطفين في اتجاه آخر.

وأكد الغامدي في حديثه لـ "إيلاف" أن هذه الخطط جوبهت بحملات حكومية للتوعية الهادفة إلى مواجهة الإرهاب، أتت ثمارها في حملات رفض الشباب، الذين بدأوا حربًا إلكترونية عفوية ضد التنظيمات الإرهابية، التي وجدت نفسها عالقة بين سندان الرفض والتنديد، ومطرقة الحملات الشبابية المتواصلة.

تجدر الإشارة إلى أن كلمة "عاصب الراس"، يعود معناها إلى العمامة الصغيرة ذات اللون الأسود، والمستوحاة من الزي الأفغاني، والتي كان المقاتلون العرب المشاركون في حروب أفغانستان يعصبون بها رؤوسهم، ومن ثم تحولت لاحقًا إلى زيّ عسكري خاص بتلك التنظيمات الجهادية.
&