منذ أن غادر أحمد شفيق إلى الإمارات صبيحة إعلان فوز محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية، والحديث لا ينقطع عن قرب عودته لمصر "خلال أيام". إلا أن كثيرين يشككون في إمكانية عودته إلى مصر قريبًا.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: رغم تكرار الإعلان عن قرب عودة أحمد شفيق& إلى مصر منذ منتصف العام 2012، إلا أن شفيق لم يعد، وما زالت عودته يحيط بها الغموض، لاسيما أنه فوت فرصًا كثيرة للعودة، أهمها إسقاط نظام حكم الإخوان في 3 تموز (يوليو) 2013، واعتقال عدوه اللدود الرئيس السابق محمد مرسي، ثم الإنتخابات الرئاسية التي جرت في 26 و27 آيار (مايو) الماضي.

لم يعد المصريون مشغولين بعودة شفيق من دبي، لا سيما في ظل تضاعف الهموم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فضلًا عن تكرار نقض وعوده بالعودة للوطن، إلا أن الحديث تجدد مرة أخرى عن إحتمالات العودة، عندما أعلن المستشار يحيى قدري، النائب الأول لرئيس حزب الحركة الوطنية، الذي أسسه شفيق من الخارج، أن الأخير سيعود لمصر "خلال أيام قليلة".

وقال قدري، في بيان له عقب لقائه السفير الهولندي في القاهرة غيرارد ستيجس، إن شفيق سيعود للقاهرة خلال أيام قليلة، وإن حزب الحركة الوطنية يؤيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، "إيمانًا بأنه بطل مصري أنقذ الدولة من جماعات التطرف والضلال وحافظ عليها من السقوط في براثن جماعة إرهابية".

التحالف يدعم السيسي

يشارك حزب شفيق في تحالف سياسي إنتخابي يقوده عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق، يهدف إلى السيطرة على البرلمان المقبل. وقال قدري إن التحالف يرفع شعار الدولة المدنية القانونية، ويؤمن بوسطية الدولة، ويسعى إلى تشكيل تحالف وطني مدني واسع النطاق يهدف إلى التصدي للمخططات التآمرية التي تستهدف الوطن وتسعى لتقسيمه في إطار مخطط الشرق الأوسط، "فالتحالف يدعم التوجهات الوطنية في إطار تحقيق برامج إعادة البناء ومواجهة المشكلات المزمنة اقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًا، ومواجهه الفساد".

وقال قدري إن السفير الهولندي اختتم اللقاء بالسؤال حول موعد عودة الفريق أحمد شفيق إلى مصر، لافتًا إلى أنه رد على السفير "بتأكيد عودة مؤسس الحزب للقاهرة في غصون أيام قليلة".

بسبب كثرة تصريحات شفيق والمقربون منه عن قرب عودته خلال عامين، يشكك المصريون في إمكانية العودة، لاسيما في أعقاب تسريبات صوتية له، إنتقد فيها المجلس العسكري بقوة، والرئيس عبد الفتاح السيسي قبل إعلان ترشحه للإنتخابات الرئاسية، وشكك في نزاهة الإنتخابات، وقال إن الدولة "هتوضب له الصناديق".

واعتبر مراقبون أن شفيق تسبب بحالة غضب ضده من قبل الجيش المصري، وأن السيسي غاضب عليه. ويرى مقربون منه أن علاقة شفيق بالجيش وقادته والسيسي طيبة للغاية، لاسيما أنه أعلن تأييده للأخير أكثر من مرة.

ناصعة البياض

لا توجد موانع قانونية تحول دون عودة شفيق إلى مصر. وقال محاميه الدكتور شوقي السيد إن صفحة شفيق القانونية ناصعة البياض. وأضاف لـ"إيلاف" أن محكمة الجنايات أصدرت حكمين ببراءته في قضايا مختلفة وجهت له، مشيرًا إلى أن هناك جهودا تبذل حاليًا من أجل عودته، واصفًا إياها بـ"جهود مشكورة تؤمن أن الفريق أحمد شفيق رجل دولة قدم لمصر الكثير وتحمل ما لا يتحمله بشر"، على حد قوله.

وألمح إلى وجود ضغوط سياسية تحاول منعه من العودة، حتى لا يربك المشهد السياسي مع اقتراب الإنتخابات البرلمانية.

ويستبعد الدكتور جهادة عودة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، وجود ضغوط سياسية تمنع شفيق من العودة إلى مصر. وقال لـ"إيلاف" إن الضغوط القانونية، ولا سيما القضايا المنظورة أمام القضاء، هي ما تمنعه من العودة. وأضاف: "لا يمكن إنكار أن شفيق شخصية محترمة، يقود تحولًا كبيرًا في الحياة السياسية إذا عاد فعليًا إلى مصر".

لن يعود

بالمقابل، قال شريف صادق، القيادي في إئتلاف شباب الثورة، إن تحالفات المصالح الانتخابية والسياسية هي التي تقود الآن الجهود الرامية لعودة شفيق إلى مصر مرة أخرى، من أجل السيطرة على البرلمان المقبل.

وأضاف لـ"إيلاف" أن فلول نظام مبارك يحاولون العودة للمشهد السياسي مرة أخرى، والسيطرة على البلاد، "لكن الشعب المصري لفظ النظام السابق برموزه وسياساته ولن يقبل مرة أخرى بعودته، والجميع في مصر بمن فيها السلطة تعلم جيدًا أن عودة أو بقاء شفيق في الخارج غير مؤثرة بالمرة، فلم يعد له أي وزن سياسي، لا سيما في ظل صعود وجوه جديدة". ونبه إلى أن النظام الجديد يرى أن عودة شفيق سوف تضيف عليه أعباء جديدة، لاسيما أن شفيق من أبرز وجوه نظام مبارك.

وتوقع صادق ألا يعود شفيق إلى مصر مرة أخرى، حتى لا ينتهي به الحال في السجن، منوهًا بأن شفيق أهدر فرصًا كثيرة للعودة، رغم أنه كان يعلن من حين لآخر قرب عودته، وذلك بسبب الخوف من الإعتقال، لاسيما في ظل نظر القضاء العديد من القضايا المقامة ضده، بالإضافة إلى المئات من البلاغات المقدمة إلى النائب العام في تهم تتعلق بالفساد، على حد قوله.