أبدت الحكومة الألمانية استعدادها لتزويد أكراد العراق بالسلاح اللازم لوقوفهم بوجه مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية، لتحذو بذلك حذو فرنسا وبريطانيا.


برلين: أعلن فرانك فالتر شتاينماير، وزير الخارجية الالماني، الاربعاء أن الحكومة الألمانية مستعدة لتزويد اكراد العراق بالاسلحة في اسرع وقت ممكن. وقال، في خلال مؤتمر صحافي: "نريد أن نقوم بذلك بكمية من شأنها تعزيز قدرة الاكراد الدفاعية"، مشيرًا إلى مخاطر حدوث كارثة، قد يكون لها نتائج مدمرة على باقي دول العالم.

يجب إيقاف التنظيم

أشار شتاينماير إلى أن المانيا سترسل في البداية المساعدات الانسانية والمعدات العسكرية غير القاتلة مثل الخوذ والآليات المدرعة، في حين ستدرس حاجات القوات الكردية بالتعاون مع شركاء المانيا الاوروبيين.
من جهتها، قالت وزيرة الدفاع اورسولا فون دير ليان في المؤتمر الصحافي نفسه: "سرعة التقدم والممارسات الوحشية التي تفوق كل تصور للمقاتلين المتطرفين انتجت كارثة انسانية، ويجب إيقاف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام".

ويأتي القرار الالماني بعد تردد، اذ تتفادى برلين التورط في أية نزاعات خارجية. وبحسب استطلاع رأي جديد، فان 74 بالمئة من الالمان يعارضون ارسال السلاح إلى الأكراد.
واوضحت وزيرة الدفاع أنه ستتم دراسة حاجات القوات الكردية والوسائل الالمانية لارسالها خلال الايام المقبلة، ومن المفترض أن تصدر النتائج الاولية لتلك الدراسة الاسبوع المقبل. وقالت: "ندخل اليوم في مرحلة جمع البيانات".

ووصف شتاينماير قطع رأس الصحافي الاميركي جيمس فولي على يد مقاتلي الدولة الاسلامية بالعمل الوحشي. كما اعتبر أن معاناة النازحين لا توصف، محذرًا من أن تقدم المتطرفين يشكل تهديدًا وجوديًا للعراق، ويهدد باشعال المنطقة.

وفرنسا أيضًا

والمانيا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي أعلنت تسليح الأكراد، إذ سبقتها فرنسا، بإعلان وزير خارجيتها لوران فابيوس في 14 آب (أغسطس) أن بلاده ستسلم اسلحة متطورة سريعًا لقوات البشمركة الكردية في اقليم كردستان العراق.

ورفض فابيوس الرد على اسئلة تتناول طبيعة هذه الاسلحة او كميتها، معللًا ذلك بأن المرء لا يسلم خطة معركة اصدقائه لأعدائهم، "لكن هذه الاسلحة ستلبي الاحتياجات الملحة للأكراد، فنحن نريد مساعدة الاكراد والعراقيين على منع حصول مجازر، ولهذا السبب نسلم اسلحة تتيح للمقاتلين القتال، فالهدف هو اعادة توازن القوى، لا سيما أن لدى الارهابيين أسلحة أميركية جد متطورة استولوا عليها من القوات العراقية".

وكانت الرئاسة الفرنسية اعلنت إرسالها اسلحة الى العراق، لدعم قدرات القوات المنخرطة في المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية، الذي يتقدم مقاتلوه في اتجاه بغداد. ودعا الاتحاد الاوروبي لإقامة جسر جوي لنقل المساعدات الانسانية الى العراق وتزويد المقاتلين الأكراد بالأسلحة.

وبريطانيا مستعدة

كما أعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية أن بلاده ستقوم بتسليح الاكراد لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق اذا طلبوا ذلك. وقال: "اذا تلقينا طلبًا بتصدير الاسلحة الى الاكراد فاننا في الغالب سنقوم بذلك".
وجاء ذلك بعد اجتماع لجنة كوبرا المصغرة لمواجهة الطوارئ، التي كانت تجتمع يوميًا خلال الاسبوع الماضي بسبب الاحداث في العراق.

وتقوم بريطانيا بنقل الامدادات التي تقدمها دول اخرى الى المقاتلين الاكراد شمال العراق، لكن لندن تبدو راغبة في دور اكبر. واعلنت فرنسا والولايات المتحدة الاميركية انهما تقومان بنقل اسلحة وعتاد للاكراد.