تمد الولايات المتحدة الجيش اللبناني بصواريخ هيلفاير، استعدادًا لجولة قادمة مع مسلحي النصرة، خصوصًا أن معركة عرسال لم تنته بشكل حاسم.

إعداد عبد الاله مجيد: تعتزم الولايات المتحدة تسليح الجيش اللبناني بإمدادات اضافية من صواريخ "هيلفاير" ومعدات عسكرية أخرى، لمساعدته في مواجهة جماعات إسلامية متطرفة حسنة التسليح، تتحصن في الجبال شرقي لبنان، كما أكد دبلوماسيون غربيون.

المعركة لم تنته

تأتي هذه الامدادات العسكرية بتمويل من السعودية، التي قدمت مليار دولار لدعم الجيش اللبناني بعد معركة عرسال قرب الحدود السورية. وكان مئات من عناصر جبهة النصرة ومجموعات جهادية أخرى هاجموا البلدة الحدودية.

وتوقع مراقبون أن تتجدد الاشتباكات في وقت قريب، لا سيما أن معركة عرسال لم تنته نهاية حاسمة، بعد انسحاب مئات الجهاديين إلى الجبال. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن دبلوماسي غربي مطلع على الوضع قوله: "المعركة كانت صعبة وكاد الجيش اللبناني يُمنى بهزيمة ساحقة".

وكانت تداعيات الحرب في سوريا امتدت إلى لبنان متسببة في توتر العلاقات بين طوائفه. ويمكن لتجدد الاشتباكات في عرسال أن يشكل تصعيدًا جديدًا في الوضع. وتعتبر معركة عرسال أخطر معركة منذ العام 2007 يخوضها الجيش اللبناني، الذي يشكل بتنوعه المذهبي والطائفي الضمان التقليدي للاستقرار والوحدة الوطنية في لبنان.

فرضت عليه

اتخذت عرسال ذات الأغلبية السنية موقفًا داعمًا للانتفاضة السورية منذ اندلاعها ضد نظام بشار الأسد. وتنادى أهل البلدة لمساعدة اللاجئين السوريين الذين رفعوا عدد سكانها ثلاثة اضعاف، بعد ما كانوا 38 الفًا. والتحق عدد من شبان البلدة بالمعارضة السورية المسلحة، فيما يقدم آخرون خدمات طبية.

لم يكن الجيش اللبناني يريد مواجهة المسلحين الذين دخلوا البلدة، بل اتخذ مواقع دفاعية في عرسال ومناطق اخرى من سهل البقاع. لكن المعركة فُرضت عليه في 2 آب (اغسطس)، بعد اعتقال القيادي في جبهة النصرة عماد جمعة، الذي كان في مهمة استطلاعية في عرسال. وعندما رفض الجيش اطلاق سراحه، اقتحم عرسال نحو 500 إلى 750 مسلحًا. وقُتل في الاشتباكات 19 جنديًا وشرطيًا لبنانيا على الأقل و16 مدنيًا وعشرات المسلحين، كما افادت مصادر الجيش اللبناني.

وكانت عرسال اخطر معركة يخوضها الجيش اللبناني منذ عام 2007 عندما قُتل 168 من عناصره خلال مواجهة استمرت ثلاثة أشهر مع مسلحين يرتبطون بتنظيم القاعدة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين.

واستخدم الجيش اللبناني طائرتين اميركيتين في عرسال، احداهما كانت مسلحة بصواريخ هيلفاير المضادة للدبابات، دمرت ثلاث ناقلات افراد مصفحة سيطر عليها المسلحون.

أبلى حسنًا

وقالت مصادر دبلوماسية غربية لصحيفة كريستيان ساينس مونتر إن الولايات المتحدة مستعدة لتسريع إمداد الجيش اللبناني بمزيد من صواريخ هيلفاير، متوقعين تجدد الاشتباكات مع المسلحين الاسلاميين المتطرفين.

وقال آرام نيرغويزيان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية والخبير العسكري، إن الجيش اللبناني لم يكن مستعدًا في تقييمه للهيكل التنظيمي وشراسة المسلحين الذين قاتلهم. اضاف: "إلا أنه أبلى بلاءً حسنًا في ظروف صعبة".

في هذه الأثناء، تجري مفاوضات لتأمين الافراج عن نحو 36 رهينة يحتجزهم المسلحون. وافادت تقارير بأن الجهاديين لا يطالبون بالافراج عن جمعة فحسب، بل عن متشددين اسلاميين آخرين معتقلين في السجن المركزي.

وارسل الجيش تعزيزات إلى عرسال، بينها مدافع مصوبة فوهاتها باتجاه الأراضي السورية. ويخشى الأهالي أن يتجدد القتال إذا باءت المفاوضات للافراج عن الرهائن بالفشل.