بينما لا تزال صحافة الغرب وسياسيوه يعيشون حالة رد الفعل الغاضبة على مقتل الصحافي الأميركي، كشف النقاب أن تنظيم "الدولة الاسلامية" طلب مبلغ 132 مليون دولار مقابل إطلاق سراح جيمس فولي.


نصر المجالي: يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية طلب فدية قدرها 132 مليون دولار مقابل إطلاق سراح الصحافي الأميركي جيمس فولي.& ولم تذكر صحيفة (التايمز) مصدر معلوماتها عن الفدية التي كان طلبها التنظيم الإرهابي، كما لم يصدر أي رد فعل أميركي لتأكيد أو نفي مثل هذا الطلب.

وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) كشفت أن صحيفة (غلوبال بوست) التي كان الصحافي الأميركي جيمس فولي، يعمل لها تلقت طلبًا من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قبل قطع رأسه الثلاثاء الماضي، بالحصول على فدية مقابل إطلاق سراحه تصل إلى مائة مليون يورو، أي ما يعادل 132 مليون دولار.

ومن جهتها، نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) عن فيليب بالبوني، الرئيس التنفيذي لصحيفة "غلوبل بوست" الإلكترونية التي كان فولي يعمل لديها قوله إن الخاطفين طلبوا منه ومن أسرة الصحافي المختطف تسديد فدية بمائة مليون يورو.

وتابع بالبوني بالقول إن الخاطفين تراجعوا لاحقاً عن مطلبهم، إذ أن الرسالة الأخيرة التي وصلت منهم قبل أسبوع من عرض فيديو قطع رأس فولي لم تتضمن أي مطالب.

وتحدث بالبوني عن مقتل فولي بالقول إن عائلته تلقت رسالة بالبريد الإلكتروني قبل أيام تشير إلى نية الخاطفين قتله، مضيفًا: "كانت الرسالة مليئة بالغضب تجاه أميركا وتبدو جدية للغاية.. بالطبع صلينا وتمنينا ألا يحدث ذلك، ولكنهم للأسف لم يظهروا الرحمة".

وأكد بالبوني أن عدد الرسائل التي بعث الخاطفون بها كان قليلاً طوال فترة خطف فولي التي بدأت في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، مضيفاً إلى أن بعضها كان سياسيًا، في حين أن بعضها الآخر كان يحمل مطالب مالية، وقد ردت أسرة الصحافي الراحل عليها طالبة من الخاطفين إظهار الرحمة بحقه، وطلبت منحها المزيد من الوقت.

وعلى صعيد متصل، كشف النقاب أن تنظيم (داعش) كان طلب ايضًا مقايضة الصحافي فولي بالباكستانية عافية صديقي، المعروفة باسم "سيدة تنظيم القاعدة"، المسجونة في ولاية بتهم ارهابية في الولايات المتحدة لـ 86 عامًا.

جهاديو بريطانيا

وإلى ذلك، قالت صحيفة (التايمز) اللندنية في تقريرها عن تورط بريطاني بقتل الصحافي فولي، إن المسلمين البريطانيين ينضمون للجماعات "الجهادية" اكثر من الجيش البريطاني.

وتقول إن عدد المواطنين البريطانيين المسلمين الذين سافروا الى سوريا والعراق للانضمام الى "الجهاديين" يمثل ضعف عدد امثالهم المنضمين الى الجيش البريطاني. وتضيف أن ذلك يتزامن مع اتضاح أن عدد البريطانيين المنضمين للجماعات الاسلامية المقاتلة في سوريا والعراق يزيد كثيرًا عن العدد المعلن والذي يتراوح بين 400 الى 500 شخص.

وتنقل الصحيفة اللندنية عن احد اعضاء مجلس العموم البريطاني يقول إن عدد البريطانيين المنضمين للجماعات الاسلامية المقاتلة في سوريا لتأسيس دولة الخلافة يصل الى 1500 شخص، بينما تقول جمعيات اسلامية في بريطانيا ان العدد يتراوح بين 600 و1000 مقاتل.

وتوضح أن ذلك يأتي في الوقت الذي انضم فيه 560 مسلمًا بريطانيًا فقط الى الجيش البريطاني. وفي الأخير تنقل (التايمز) عن الارقام الرسمية للجيش البريطاني أن 220 مسلماً فقط هم من انضموا الى البحرية الملكية وقوات الجو الملكية البريطانية بين عامي 2011 و2014.

تداعيات الصدمة

ولا تزال تداعيات الصدمة من شريط قتل الصحافي جيمس فولي تحتل مساحات واسعة في الصحافة الغربية، وهذا الاهتمام يتزامن مع حملة حكومية بريطانية للتعرف على هوية المواطن البريطاني الذي قام بقتل الصحافي الاميركي.

وبالمقابل، تشير تقارير مختلفة إلى أن هناك حوالي عشرين رهينة من جنسيات دول غربية لدى تنظيم (داعش)،& من بينهم الصحافي ستيفين سوتلوف الذي هددت الدولة الاسلامية بقتله بنفس الطريقة.

ويؤكد تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية أن بين المحتجزين لدى "الدولة الاسلامية" عددًا من العاملين في جمعيات الاغاثة الدولية ويعتقد أن بينهم الايطاليتين فانيسا مارزولو البالغة من العمر 21 عاماً وغريتا راميللي صاحبة العشرين عامًا من العمر.

ويضيف التقرير أن بين المحتجزين 3 من العاملين لدى الهيئة الدولية للصليب الاحمر، احتجزهم مسلحو "الدولة الاسلامية" في مطلع اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. ويؤكد التقرير أن هذا العدد يثير المخاوف من أن "الدولة الاسلامية" قادرة على تنفيذ تهديداتها بقتل المزيد من الرعايا الغربيين لكن في الوقت نفسه مازال اقارب هؤلاء يدافعون عن قرارهم بالسفر الى سوريا.

وتنقل الجريدة عن والدة غريتا راميللي قولها إن ابنتها كانت مهتمة منذ سنوات عمرها الاولى بمساعدة الآخرين بما في ذلك مشاركتها في الاعتناء بنزلاء احدى دور رعاية كبار السن، عندما كان سنها 12 عامًا فقط.

ويوضح التقرير أن الصليب الاحمر الدولي اكد اختطاف 3 من عناصره في سوريا، لكنه رفض التصريح بجنسياتهم أو معلومات عنهم مؤكداً أن هناك تواصلاً يجري مع الجهة التي تحتجزهم لتأمين اطلاق سراحهم في اقرب وقت.

ويقول التقرير إن الصليب الاحمر اكد أن الثلاثة كانوا ضمن طاقم مكون من 7 افراد تم احتجازهم بالكامل قبل أن تسفر مفاوضات اولية عن اطلاق سراح 4، بينما مازالت المفاوضات جارية لاطلاق سراح الثلاثة الباقين.

معاملة سيئة

وإلى ذلك، كشف تقرير لصحيفة (الغارديان) أن الصحافي القتيل فولي تعرض لمعاملة سيئة من خاطفيه لأنه اميركي ولأن شقيقه يخدم في القوات الجوية الاميركية. ويوثق التقرير مجموعة من الشهادات والمواقف التي حصلت لفولي وعدد من زملائه السابقين في معتقلات "الدولة الاسلامية" على لسان صحافيين فرنسيين تحدثا عن شجاعة كبيرة لفولي في مواجهة خاطفيه.

ويقول التقرير نقلاً عن الصحافي الفرنسي نيكولاس هينين الذي قضى 7 اشهر مع فولي في نفس غرفة الاحتجاز، "لقد كان رجلاً شجاعًا لكنه لم يكن محظوظًا". ويضيف هينين أن فولي كان يتعرض لمعاملة اشد قسوة من قبل محتجزيه فقط لانه اميركي الجنسية، مضيفًا أنه كان يتعرض للركل والضرب بشكل مستمر لكنه لم يخضع بشكل كامل لهم.

ويتابع التقرير نقلاً عن هينين أن الخاطفين قاموا بالتدقيق في حاسوب فولي واكتشفوا أن شقيقه يؤدي الخدمة العسكرية في القوات الجوية الاميركية، وكان ذلك "سببًا اضافيًا ليتحول فولي الى كيس للركل بالنسبة لمحتجزيه".

ويقول التقرير إن ديديه فرانسوا الصحافي الفرنسي الآخر، والذي قضى 6 اشهر مع فولي في نفس المعتقل، يؤكد أنه كان شخصًا قويًا وكان دائم الحديث عن أن الاوقات الصعبة التي يمرون بها تساهم في بناء الشخصية.

وأكد فرانسوا أن فولي كان دائم السبق الى مساعدة زملائه، وكان دوماً يطالب الخاطفين بالطعام لأجل زملائه.