فيما انطلقت خلال الساعات الأخيرة المباحثات الرسمية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، دعا رئيسها المكلف حيدر العبادي الكتل السياسية إلى الالتزام بالدستور في مطالبها، موضحًا أن التحالف الشيعي هو الذي يقودها، وسط مخاوف من عرقلة الشروط الكثيرة تشكيل الحكومة ضمن المدة الدستورية التي تنتهي في التاسع من الشهر المقبل.


لندن: انطلقت الليلة الماضية رسميًا المفاوضات&حول تشكيل الحكومة بإجتماع بين التحالف الوطني الشيعي وتحالف القوى العراقية السني، بينما يجتمع وفد التحالف الكردستاني اليوم الجمعة في بغداد مع الرئيس معصوم وقادة التحالف الشيعي.

وقال النائب احمد المساري، عضو الوفد التفاوضي لتحالف القوى السنية مع التحالف الشيعي، إن نتائج الجولة الاولى من المفاوضات الليلة الماضية كانت ايجابية تم فيها عرض ورقة "الحقوق" على مفاوضي التحالف الشيعي وابلاغهم بأن التحالف السني لن يشارك في تشكيل الحكومة الجديدة، "ما لم تتم الإستجابة لتلك الحقوق التي تعد الضمانة الأساسية لإقامة حكومة شراكة حقيقية تحفظ للعراقيين وحدتهم وتحقق أمنهم واستقرارهم وتحفظ سيادتهم الوطنية"، بحسب قوله.

واوضح كانت الورقة تطالب بإعادة ضباط ومراتب الجيش السابق واطلاق سراح قادة الجيش السابق،& واقرار صلاحيات المحافظات واعادة النازحين والمهجرين وتعويضهم مع اعادة البنى التحتية لمحافظاتهم ومناطق سكناهم، إضافة إلى اقرار قانون المحكمة الاتحادية وايقاف ملف الاستهداف السياسي بواسطة القضاء.

وعلمت "إيلاف" أن ورقة الحقوق هذه تضم 16 بنداً تشكل مطالب المحافظات السنية الست، وهي الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديإلى وقسم من بغداد، والتي تشمل ايضًا إطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء وتعديل قانوني الارهاب والمساءلة والعدالة لاجتثاث البعث والغاء عمليات تهميش المكون السني.&&

وأشار المساري إلى أن وفد التحالف الشيعي أبدى تفهماً لما ورد في ورقة الحقوق وطلب الملاحق التفصيلية للورقة لمناقشتها والتشاور حولها مع قيادته "، موضحًا أنه سيتم ذلك خلال الجولة الثانية من المفاوضات بين الجانبين التي لم يحدد موعدها في بيان صحافي، اطلعت على نصه "إيلاف".

وضم الوفد التفاوضي لتحالف القوى العراقية، إضافة إلى المساري، كلاً من سلمان الجميلي ومحمد الكربولي وحيدر الملا ومحمد تميم وارشد الصالحي وعز الدين الدوله.

العبادي يدعو الكتل إلى الالتزام بالدستور في مطالبها

ومن جهته، يعقد وفد التحالف الكردستاني المفاوض اولى اجتماعاته اليوم الجمعة في بغداد، ثم يلتقي مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم. وقال فرياد رواندوزي عضو الوفد إن اجتماعًا سيعقد في التاسعة صباحاً اليوم لتبادل الآراء حول مستجدات المفاوضات بين الاطراف العراقية الاخرى، وآلية اختيار رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي تشكيلة حكومته الجديدة.

وأشار في تصريح صحافي إلى أنّ اجتماع الوفد الكردي مع معصوم سيتم قبل الاجتماع المقرر مع التحالف الشيعي والاطراف الاخرى ومعرفة كيفية اختيار رئيس الوزراء لوزرائه، ثم يقدم الوفد مقترحاته حول الحكومة المقبلة إلى الاطراف السياسية ". وأوضح أن الوفد المفاوض لديه برنامج عمل يسير وفق محورين: الاول يبحث الشأن العراقي والآخر يهتم بالصعيد الكردستاني.

ويضم الوفد الكري المفاوض في عضويته: هوشيار زيباري وفرياد رواندوزي وجلال جوهر ونجيب عبدالله وزانا روستايى. وبالترافق مع ذلك، تم الاعلان أن رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي لم يتسلم بصورة رسمية لحد الآن اية مطالب من أي من الكتل السياسية وأن التحالف الشيعي هو المعني بالمفاوضات مع الكتل الاخرى.

ودعا العبادي في بيان صحافي وزّعه مكتبه الاعلامي الكتل السياسية إلى الالتزام بنصوص الدستور في ما يتعلق بالمطالب التي تطرح.. مؤكدًا أنه لا يمكن الموافقة على أي مقترحات تتعارض مع الدستور في إشارة على ما يبدو إلى بعض مطالب القوى السنية والكردية التي يرى البعض أنها تتعارض مع الدستور.&&
&
أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة

ودعا القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي نائب رئيس الجمهورية السابق، عادل عبد المهدي، إلى الاسراع بتشكيل الحكومة محذرًا من الاغراق في التفاصيل التي قال إنها ستؤدي إلى عرقلة انجاز التشكيلة الحكومية في المدة الدستورية المحددة، والتي تنتهي في التاسع من الشهر المقبل.

وقال عبد المهدي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يقول: بدأت الكتل السياسية اجتماعاتها.. وما صدر من تصريحات رسمية للسيد العبادي أو للمفاوضين الرسميين تشير إلى اجواء إيجابية وغير تصعيدية أو مغالية في مطالبها.. تقابلها تصريحات تظهر في الاعلام والمواقع وممن يريد عرقلة العملية سواء داخل البلاد أو خارجها تعتمد منطق التصعيد وتسعى إما لرفض مطالب عادلة أو لطرح مطالب متطرفة.. وتساءل قائلاً: هل نواجه حالات اعتدال أم تطرف؟

وأضاف: "ألا تعتقدون أن طرح المبادىء الاساسية التي تطمئن غالبية الاطراف والشعب وفق الدستور، سواء لحل الاشكالات المعلقة أو لتحقيق الاصلاحات المطلوبة، هو افضل من الدخول في التفاصيل، والشيطان هو في التفاصيل، والوقت قصير لحلها؟".

وأشار إلى أنّ نتائج الانتخابات الاخيرة ترسم صورة شبه واضحة لتوزيع الحقائب الوزارية من ناحية الانتماءات والاهم الآن ايجاد العناصر الكفوءة ليتسنى لرئيس الوزراء المكلف تقديم حكومته الجديدة ونيل ثقة البرلمان بأسرع وقت لتبدأ عملاً جديدًا، فأخطر المخاطر هو الدوران في حلقة مفرغة ونقاشات عقيمة والسعي لحل جميع الاشكالات دفعة واحدة ونتيجة ذلك ستكون مراكمة المشاكل وعدم حل أي منها، فالأهم في الايام المقبلة زرع الثقة وإشاعة الامل ولو خطوات متواضعة تقود لاحقًا إلى خطوات اكثر جرأة وفعالية.

ومن جهتها، أثارت صحيفة "يو إس إيه توداي" اﻷميركية الشكوك حول قدرة العبادي في قيادة البلاد نحو بر الامان، وهو الذي ينحدر من الحزب الشيعي نفسه الذي يقوده رئيس الوزراء المنتهية وﻻيته نوري المالكي على أن يثبت اعتداله.

وأوضحت الصحيفة أن العبادي يواجه مهمة شاقة للفوز بثقة السنة الذين عزلتهم حكومة المالكي بشكل ممنهج ودفعهم الإحباط والسياسات الطائفية إلى رفع السلاح بوجه الحكومة وتنسيق البعض منهم مع الدولة الاسلامية "داعش".

وقالت إن الوﻻيات المتحدة تشن غارات جوية على مناطق تمركز مقاتلي داعش بهدف توحيد العراق وإعادة بناء حكومته وجيشه وضم السنة المتحالفين اﻵن مع داعش إلى جانب السلطات في محاربة التنظيم وطرد مقاتليه إلى خارج البلاد.&

وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم كلف رسمياً في الحادي عشر من الشهر الحالي القيادي في حزب الدعوة الإسلامية حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، الذي أعلن في الرابع عشر من الشهر الحالي سحب ترشيحه ودعم العبادي لتشكيل الحكومة الجديدة.