واشنطن: اقرت الولايات المتحدة الخميس بان تنظيم "الدولة الاسلامية" هو اخطر "مجموعة ارهابية" واجهتها خلال السنوات الاخيرة، وحذرت من ان الشرق الاوسط يواجه معركة طويلة الامد لإلحاق الهزيمة بها، وأنه يجب عدم الاكتفاء بمحاربتها في العراق، بل في سوريا ايضا.

واعتبرت وزارة الدفاع الاميركية انه من الممكن الاطاحة بالتنظيم المتطرف، اذا رفضته المجموعات السنية المحلية، وتوحدت القوى الاقليمية لمحاربته، ولكن بشرط الا تقتصر المعركة على العراق، بل ان تمتد الى سوريا ايضا.

ياتي موقف مسؤولي البنتاغون بان "الدولة الاسلامية" يشكل خطرا حقيقيا بعد الاعلان عن فشل عملية عسكرية لتحرير رهائن اميركيين من ايدي التنظيم في سوريا خلال الصيف، اضافة الى التاكيد على نية واشنطن مواصلة غاراتها الجوية في العراق.

وقال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان جهاديي الدولة الاسلامية "يتخطون كل ما شاهدناه حتى الان. يجب ان نكون مستعدين لكل شيء". وتابع ان هذا التنظيم "يتخطى بكثير اي مجموعة ارهابية. فهو يجمع بين الايديولوجية وتطور الخبرة العسكرية التكتيكية والاستراتيجية، كما انه يتلقى تمويلا طائلا". ولم يسبق لاي مسؤول في الادارة الاميركية ان وصف التهديد الذي يشكله التنظيم المتطرف بعبارات بمثل هذه القوة.

من جهته، حذر رئيس اركان الهيئة المشتركة للجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي خلال المؤتمر الصحافي بان سعي الجهاديين الى اقامة "خلافة" اسلامية على مناطق شاسعة يمكن ان يحدث "تغييرا جذريا في الشرق الاوسط، ويولد بيئة امنية ستهددنا بالتاكيد بطرق عدة". وقال ديمبسي ان التنظيم لديه "رؤية استراتيجية اقرب الى نهاية العالم سيتحتم في نهاية المطاف هزمها".

الا انه اكد ان الغارات التسعين التي شنها الطيران الاميركي في العراق منذ الثامن من الشهر الحالي ادت الى "وقف اندفاعة" مقاتلي التنظيم المتطرف. وردا على سؤال حوال ما اذا كانت الحملة ضد التنظيم ستتخطى العراق، قال ديمبسي "هل من الممكن هزيمتهم من دون التعامل مع فرع التنظيم في سوريا؟ الجواب هو لا". وتابع قائلا "يجب الهجوم على جانبي الحدود (بين العراق وسوريا) التي لم تعد موجودة. سيكون هذا ممكنا لدى تشكيل تحالف قادر على الانتصار على الدولة الاسلامية".

وتحدث عن معركة "طويلة جدا" لا يمكن ان تنتصر فيها الولايات المتحدة وحدها من دون دعم اقليمي من جهة ودعم "الـ20 مليون سني المهمشين ويحدث انهم يقيمون بين دمشق وبغداد". وشنت واشنطن عشرات الغارات الجوية ضد مواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال العراق، وزودت القوات الكردية بالسلاح، ولا تزال تطلب من الحكومة العراقية اشراك السنة المعتدلين في الحياة السياسية.

ياتي تحذير البنتاعون بعد نشر التنظيم شريط فيديو يظهر عملية قطع راس الصحافي الاميركي جيمس فولي على يد احد مقاتليه، وهدد فيه بقتل رهينة اميركي آخر اذا لم توقف واشنطن غاراتها في العراق. واثارت الجريمة مخاوف دولية من ان يتحول العراق وسوريا الى مركز لاطلاق هجمات ارهابية جديدة في العالم.

وتقول الولايات المتحدة انها شنت 90 غارة جوية في شمال العراق منذ الثامن من آب/اغسطس، اكثر من نصفها لدعم القوات الحكومية العراقية في سعيها الى استعادة سد الموصل. واكد مسؤولون انه خلال الاشهر الاخيرة قامت القوات الخاصة الاميركية بعملية داخل سوريا لانقاذ رهائن لدى التنظيم المتطرف ومن بينهم فولي غير انها فشلت.
ولم يحدد البيت الابيض والبنتاغون هوية الرهائن الذين سعت العملية في سوريا الى انقاذهم.

الى ذلك اتصل البابا فرنسيس هاتفيا الخميس بعائلة الصحافي الاميركي جيمس فولي، وقدم لها تعازيه، حسب ما اعلن كاهن مقرب من فولي في تغريدة على تويتر. وتوالت التنديدات الدولية بجريمة قتل فولي، من الدول الاوروبية الى اندونيسا وقطر وتونس، التي قالت ان تنظيم الدولة الاسلامية "يشكّل خطرا على كل دول المنطقة".
&