بدأت قوات البيشمركة الكردية منذ ساعات الصباح الأولى، اليوم الجمعة، هجومًا مدعومًا بغارات جوية أميركية وقصف مدفعي عراقي يستهدف تحرير مدينتي جلولاء والسعدية الكبيرتين بمحافظة ديإلى شمال شرق بغداد من سيطرة مسلحي الدولة الإسلامية.


لندن: بدأت عند الساعة الخامسة من صباح اليوم طائرات حربية بقصف مواقع مسلحي الدولة الاسلامية "داعش" في مدينتي جلولاء والسعدية بمحافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد) بالتزامن مع قيام قوات البيشمركة بقصف مدفعي على مواقع المسلحين في جلولاء.

وقالت مصادر أمنية إن القوات الكردية تدعمها الطائرات الحربية الأميركية سيطرت على منطقة قرب المدخل الشرقي لمدينة جلولاء على بعد 115 كيلومترًا شمال شرقي بغداد، والتي دارت فيها اشتباكات على مدى أسابيع. وأشارت إلى أن القوات الحكومية تدعمها الطائرات العراقية تتقدم صوب بلدة السعدية القريبة، حيث تقع البلدتان بالقرب من حدود إيران واقليم كردستان العراق الشمالي.

وقال مراسل حربي لمكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني إن القصفين الجوي والمدفعي أسفرا عن مقتل العشرات من مسلحي داعش وفرار عشرات آخرين من جلولاء، مؤكداً أن البيشمركة حررت نقطة& تفتيش كوباشي القريبة من السعدية.

وتتقدم قوات البيشمركة حاليًا نحو وسط ناحية جلولاء وتحرز تقدماً على محور السعدية وتقترب من الناحية. وقد أقر تنظيم داعش الدولة الاسلامية بمقتل العشرات من مسلحيه في هذه المواجهات المسلحة مع البيشمركة، حيث نشرت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تابعة للتنظيم تغريدات تعترف بمقتل عشرات المسلحين في جلولاء وتشير إلى تحرير البيشمركة لناحية جلولاء. وقالت إن اكثر من 50 من عناصر "داعش" قتلوا في جلولاء.

ومن جهتها، اعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن توجيه 90 ضربة جوية ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ بدء الحملة الجوية لوقف تمدد الجماعة في العراق في وقت سابق من الشهر الحالي.

وأوضح البنتاغون إن 57 من الغارات الجوية نفذت لدعم القوات العراقية قرب سد الموصل الشمالي، حيث نجحت العملية العسكرية المشتركة وبغطاء جوي أميركي في استعادة المنشأة الاستراتيجية بعد قرابة أسبوعين من سيطرة "داعش" عليها.

وبدأت الولايات المتحدة الحملة الجوية ضد "داعش" في الثامن من الشهر الحالي بعدما فوّض الرئيس باراك أوباما، البنتاغون القيام بعمليات جوية "مستهدفة" لحماية مصالح أميركية هناك، وأقليات عراقية استهدفتها مليشيات التنظيم المتشدد، ما دفع بمئات الآلاف من العراقيين من مختلف الديانات والقوميات للفرار من مناطقهم.

وأمس الخميس، أقرت الولايات المتحدة بأن تنظيم الدولة الاسلامية هو اخطر مجموعة ارهابية واجهتها خلال السنوات الاخيرة،&وحذرت من أن الشرق الاوسط يواجه معركة طويلة الامد لالحاق الهزيمة بها،&ولا يجب الاكتفاء بمحاربتها في العراق بل في سوريا أيضًا.

واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية أنه من الممكن الإطاحة بالتنظيم المتطرف اذا رفضته المجموعات السنية المحلية وتوحدت القوى الاقليمية لمحاربته، ولكن بشرط الا تقتصر المعركة على العراق بل ان تمتد إلى سوريا ايضًا.

وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل ان مسلحي الدولة الاسلامية "يتخطون كل ما شاهدناه حتى الآن. يجب أن نكون مستعدين لكل شيء". واضاف أن هذا التنظيم يتخطى بكثير أي مجموعة ارهابية. فهو يجمع بين الايديولوجية وتطور الخبرة العسكرية التكتيكية والاستراتيجية كما انه يتلقى تمويلاً طائلاً.

وأشارت وزارة الخارجية الأميركية الى أنّ ما لا يقل عن 12 الف مقاتل اجنبي من خمسين دولة توجهوا إلى سوريا منذ بدء النزاع قبل حوالى ثلاث سنوات ونصف، بينهم عدد صغير من الأميركيين.
&