بريطانيا وجهة تقليدية لعشرات الآلاف من الخليجيين لقضاء الإجازة السنوية، يقصدون مناطق وسط لندن، لكنهم عزفوا عنها هذه السنة بسبب الاعتداءات التي تعرض لها خليجيون في الآونة الأخيرة.

دبي: يهوى الخليجيون العاصمة البريطانية لندن، فيقضون فيها إجازاتهم، ويرسلون إليها عائلاتهم. إلا أن هذا الهوى خبا قليلًا وتراجعت السياحة الخليجية إلى بريطانيا بشكل ملحوظ خلال صيف العام 2014، ما ساهم في هبوط أسعار الشقق المفروشة والغرف الفندقية في وسط لندن.

بسبب الاعتداءات

يرد عاملون في القطاع السياحي البريطاني هذا التراجع إلى الاعتداءات التي استهدفت سياحًا إماراتيين، وإلى جريمة قتل المبتعثة السعودية ناهد المانع خلال الأشهر القليلة الماضية. وهذه الاعتداءات دفعت بالخليجيين إلى العزوف عن السفر إلى بريطانيا.

وكانت ثلاث إماراتيات تعرضن للاعتداء بمطرقة حديدية بهدف السرقة وهن داخل غرفة فندقية كن يقمن فيها في أحد أشهر فنادق وسط لندن قبل أشهر. وتعرض مواطن إماراتي بعدها بأسابيع لسطو مسلح وهو في منزله في منطقة بادنغتون في وسط لندن. فأصدرت الخارجية الإماراتية إثر ذلك تحذيرًا هو الأول من نوعه لمواطنيها الراغبين في السفر إلى بريطانيا، يتضمن المناطق غير الآمنة، وبينها وسط لندن.

رمضان باكرًا

ونقلت تقارير صحافية عن كريم سامح، وهو مدير عام شركة flat2let المختصة بتوفير شقق وعقارات مفروشة للسياح العرب، قوله: "شهد الموسم الحالي هبوطًا ملموسًا في عدد الخليجيين الذين تقاطروا على بريطانيا، ومن المحتمل جدًا أن تكون الحوادث التي تعرض لها سياح إماراتيون في الأشهر الماضية أثرت&في حجم السياحة الخليجية بمجملها خلال الموسم الحالي"، مقدرًا& نسبة التراجع بين 20 و25 بالمئة، مقارنة مع هذا الوقت من السنوات الماضية.

ويشير إلى عوامل أخرى، كحلول شهر رمضان المبارك في وقت مبكر العام الحالي.

وتراوح انخفاض أسعار الشقق المفروشة في وسط لندن بين 30 و50 بالمئة عما كان عليه الحال العام الماضي، فكان إيجار الاستديو في وسط لندن العام الماضي نحو 900 جنيه استرليني في الأسبوع، لكنه معروض حاليًا مقابل 600 جنيه استرليني فقط أسبوعيًا. وكانت الشقة المفروشة ذات الغرفتين تؤجر في العام الماضي بنحو ثلاث آلاف جنيه أسبوعيًا، بينما يصل إيجارها اليوم إلى 1800 جنيه.

الانفاق كبير

إلا أن الكلام عن التراجع لا يخفي زحمة خليجية في لندن. فعشرات السيارات الخليجية تسير في شوارع وسط لندن اليوم، وتشير إلى إنفاق كبير يقوم به الخليجيون خلال إجازاتهم في العاصمة البريطانية. وليست السيارات السلعة الوحيدة التي يشحنها الخليجيون معهم إلى بريطانيا، بل يأتون بالكثير من احتياجاتهم معهم، من طعام وشراب وأثاث وحنة، بحسب شركات الشحن العربية في بريطانيا.

وقالت هيئة السياحة البريطانية إن الكويتيين حلوا في المرتبة الثانية بعد الإماراتيين، كأكثر السياح الخليجيين في بريطانيا، بين كانون الثاني (يناير) ونيسان (أبريل) الماضيين.

وتشير الاحصائيات إلى ان ما يصرفه العرب في بريطانيا يبلغ 4 إلى 7 أضعاف ما ينفقه المتسوقون البريطانيون، لذا تستعين متاجر بريطانية مشهورة بمصممين من الكويت ودبي لفهم أذواق الخليجيين، والتعرف على ما يفضلونه من منتجات، رغبة في كسب أكبر عدد منهم كزبائن.