تسربت شريحة ذاكرة من أوزبكستان، تحتوي تسجيلات لغولنارا كريموفا، ابنة رئيس البلاد، تقول إنها تعامل معاملة سيئة للغاية، وتحتاج إلى عناية طبية.

بيروت: كانت غولنارا كريموفا، ابنة رئيس أوزبكستان، واحدة من أكثر الشخصيات نفوذًا ورفاهية في آسيا الوسطى. لكن في تسجيلات سرية حصلت عليها هيئة الاذاعة البريطانية، تقول هذه السيدة إنها وابنتها المراهقة تعانيان معاملة أسوأ من معاملة الكلاب، وإنها بحاجة إلى مساعدة طبية عاجلة.

وجه برّاق

في تسجيلات صوتية تم حفظها على شريحة ذاكرة وتهريبها من أوزبكستان، تقول كريموفا: "نحن بحاجة إلى مساعدة طبية على وجه السرعة، لدينا هذه الفرصة لإرسال هذه الشريحة خارج البلاد، ونحن نقدّر أي مساعدة"، في إشارة إلى أنها لا تتوقع أن تأتي المساعدة من داخل أوزبكستان.

وكريموفا (42 عامًا) كانت الوجه البراق لواحد من الأنظمة الأكثر وحشية وانعزالًا وسرية على وجه الأرض، فأوزبكستان تقارن في كثير من الأحيان مع كوريا الشمالية لشدة انعزالها وغموضها. لكن الوجه البراق لكريموفا لم يعد قابلًا للتصديق، بعد خلافها الدراماتيكي العلني مع والدها الرئيس إسلام كريموف.

قلقة على ابنتها

في آذار (مارس) الماضي، كتبت كريموفا رسالة بخط اليد، قائلة إنها وابنتها قد وضعتا تحت الإقامة الجبرية. ولم يعرف أي معلومات اضافية حتى وصول التسجيلات الصوتية القصيرة التي تم تهريبها من أوزبكستان هذا الشهر، والتي تشير إلى تدهور حال كريموفا وابنتها بشكل كبير.

تقول: "المنزل محاط بالمئات من الكاميرات والمعدات الخاصة التي تمنع أية وسيلة اتصال، وانا وابنتي نعاني ضغوطا هائلة، ونحن بحاجة ماسة إلى المساعدة الطبية". وكررت التسجيلات قلق كريموفا على ابنتها ايمان، البالغة من العمر 16 عامًا، والتي تعاني مشاكل صحية في القلب.

ووفقًا لإسلام كريموف الابن، وهو طالب في جامعة أكسفورد بروكس، شقيقته إيمان تضع جهازًا لرصد حالة القلب، وقد عانت المرض منذ طفولتها. لكن الجهاز أُخِذ منها، كما يقول إسلام، كما تغيبت عن علاجها طوال السنة الماضية.

يضيف كريموف الابن أن والدته أيضًا في حاجة إلى عملية جراحية، وأنها وشقيقته حرمتا من تناول الطعام منذ أن أرسلتا التسجيلات.

تشكيك فيها

من المعروف أن لأوزبكستان تاريخا من انتهاكات حقوق الإنسان، كما أن أندرو ستروهلن من منظمة "هيومن رايتس ووتش" يقول إن منظمته ستنشر الشهر القادم تقريرًا عن عشرات الأشخاص المسجونين ظلمًا في البلاد، مستندًا إلى أدلة موثوقة.

لكن المشكلة في قضية ابنة الرئيس، وتعرف بـ "ملف غولنارا"، هي أن كل المعلومات مستقاة من مصدر واحد، أي من غولنارا كريموفا.

وتساور ستروهلن بعض الشكوك بشأن اهتمام كريموفا المستجد بحقوق الإنسان في أوزبكستان، مشيرًا إلى أن هذه المرأة المعروفة باسم "غوغوشا" كانت تتمتع بسلطة هائلة في البلاد، ولديها وصول إلى معلومات هامة بخصوص انتهاكات الحقوق الخطيرة والمنهجية في أوزبكستان، لكنها لم تهتم سابقًا.

أضاف: "كان لديها العديد من الفرص لتسليم هذه المعلومات إلى الصحافيين وجماعات حقوق الإنسان، لكنها لم تفعل". ورفضت سفارة أوزبكستان في لندن التعليق على مزاعم كريموفا.