أعلنت القيادات العراقية حال استنفار قصوى لمواجهة تداعيات هجوم شنته ميليشيا شيعية ضد مصلحين في محافظة ديإلى شمال العراق ما أدى الى مقتل 75 منهم وإصابة اكثر من مائة... فيما اتهم&تحالف القوى السنية المالكي وسلطاته الأمنية بقتل الابرياء.


لندن: أعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي انه شكل لجنة "عالية المستوى" للتحقيق في قضية قتل المصلين، وأشار المكتب في بيان صحافي إلى تشكيل لجنة تحقيقية عالية المستوى للتحقيق في حادثة جامع قرية الويسية "مصعب بن عمير" ومحاسبة المقصرين وإحالتهم على القضاء. وأكد ان المالكي أدان الجريمة بشدة، وهو على تواصل دائم مع اللجنة الخاصة التي أرسلها للوقوف على حقيقة ما جرى وتقديم المقصرين للعدالة . ونقل المكتب عن المالكي قوله:"ان الجريمة حدثت في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى الوحدة والتكاتف ونبذ الطائفية المقيتة وأعمال الميليشيات الخارجة عن القانون".
وظهر اليوم هاجمت مليشيا شيعية جامع مصعب بن عمير في منطقة حمرين في محافظة ديإلى (170 كم شمال شرق بغداد) ديإلى اثناء خروج المصلين بعد أدائهم صلاة الجمعة ما ادى إلى مصرع 75 مصليا وإصابة اكثر من مائة آخرين. &
&
كما أدان رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بشدة استهداف وقتل المدنيين والمصلين ودعا في بيان صحافي المواطنين إلى "رص الصفوف لتفويت الفرصة على أعداء العراق الذين يحاولون اثارة الفتنة بين ابناء الوطن الواحد". وطالب الأجهزة المعنية بملاحقة القتلة وإنزال أشد العقوبات بهم والإسراع بإعلان نتائج التحقيق، الذي قررته قيادة القوات المسلحة.
&
ومن جانبه، قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، إنه يجري اتصالات حثيثة مع القيادات الأمنية والسياسية على أعلى المستويات لمتابعة ملابسات جريمة قتل المصلين، كما وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في حادثة قتل المصلين ومحاسبة الجناة أياً كان انتماؤهم ومن إي جهة كانوا. وسيعقد الجبوري صباح غد السبت مؤتمرًا صحافيًا حول الأحداث الأمنية في محافظة ديإلى.
&
أما وزارة الداخلية، فقد أعلنت عن تشكيل لجنة تحقيقية عالية المستوى للتحقيق في حادث الهجوم على المصلين، وقال العميد سعد معن الناطق الرسمي لوزارة الداخلية "ان الوزارة شكلت لجنة من كبار الضباط للتحقيق في الحادث الذي وقع في قرية الزركوش". واضاف "ان الداخلية اوصت بانزال اشد العقوبات بمرتكبي هذه الجريمة البشعة.&
&
تحالف القوى السنية يحمل المالكي وسلطاته الأمنية&المسؤولية
وحمل تحالف القوى العراقية السني المالكي والسلطات الأمنية المؤتمرة بأمرته "مسؤولية الاخلال بالأمن العام والاستهتار بارواح المدنيين" وقال في بيان الليلة، "اذا كان تنظيم داعش الإرهابي يقوم بأعماله الدنيئة في المناطق التي هي خارج سيطرة الدولة فان المليشيات الاجرامية ذات الارتباط الواضح بالقوى السياسية، تقوم بارتكاب مجازرها في المناطق التي هي تحت السيطرة الحكومية وتحت أنظار قواتها الأمنية".
واشار إلى انه "كان من أوضح جرائم المليشيات اليوم هو إعدامها لاكثر من سبعين مصليا في مسجد مصعب بن عمير في منطقة بني ويس في ديإلى أثناء صلاة الجمعة". وشدد بالقول "انهم الداعشيون الجدد اولئك المجرمون الذين يقتلون وهم يتحصنون بالسلطة ويعملون تحت ستارها، ويستغلون ذريعة الجهاد فبئس الجهاد هذا ،فأي جهاد ذلك الذي يقتل الابرياء في بيوت الله ويختطف المدنيين وينهب الممتلكات ؟".
&
وقال التحالف إن ازدياد أعمال الاختطاف والقتل، تزامن مع التغيير السياسي ومفاوضات تشكيل الحكومة وكأنها رسالة سياسية لإبقاء العراق يدور في دائرة الانتقام، وبحور الدم، او كما قيل فتح ابواب جهنم على العراقيين. واضاف التحالف، انه "يتابع هذه المجزرة والمجازر الشنعاء الأخرى التي ازدادت وتيرتها في بغداد وديإلى وغيرها، فانه يحمل رئيس الوزراء المنتهية ولايته والسلطات الأمنية مسؤولية الاخلال بالأمن العام والاستهتار بارواح المدنيين ، ويدعو قيادات التحالف الوطني إلى الاضطلاع بمسؤوليتها في كبح جماح الداعشيين الجدد من المليشيات الاجرامية التي تستفيد من الاغطية السياسية والحكومية ".
&
وزاد التحالف قائلا "من جانبنا فإننا سنتحرى عن اسم المنظمة التي تعود لها هذه المليشيات، والتي تنشط في ديإلى وسنقدم اسمها للمجتمع الدولي ومجلس الأمن لاعتبارها منظمة ارهابية لا تقل إجراما عن تنظيم داعش التكفيري، لأن ما قامت وتقوم به يرقى لمستوى جريمة الابادة الجماعية". واوضح قادة تحالف القوى العراقية انهم سيجرون سلسلة من اللقاءات مع عدد من سفراء الدول الكبرى في بغداد لتوضيح مدى بشاعة هذه الجرائم التي تستهدف المواطنين وتهدف إلى عرقلة العملية السياسية ومسار مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة".
&
وكان مسلحون ينتمون إلى ميليشيا شيعية لم تعرف اسمها بعد هاجموا جامع مصعب بن عمير واطلقوا النار على المصلين داخل مسجد للسنة ما ادى إلى مصرع 75 مصليا واصابة عشرات اخرين.
ويخشى سياسيون عراقيون ان يؤدي هذا العنف الطائفي إلى الاضرار بجهود العبادي لتشكيل حكومة توحد العراقيين في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد الذي سيطر على مناطق كبيرة من العراق.&
والهجوم على المساجد له حساسية خاصة وفجر من قبل موجة من عمليات الثأر المتبادلة في العراق الذي عاد فيه العنف إلى مستويات عامي 2006 و2007 في ذروة الاقتتال الطائفي في البلاد.
&
&
&