غزة: قتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم امرأة، فجر اليوم السبت، في غارة جوية جديدة على وسط قطاع غزة، حيث قامت حركة حماس باعدام 18 شخصًا متهمين بالتخابر مع اسرائيل التي توعد رئيس حكومتها بتكثيف العمليات العسكرية بعد مقتل طفل اسرائيلي.

وفي القاهرة، يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم السبت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غداة اجتماع مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هو الثاني خلال 24 ساعة. وفي اليوم السابع والاربعين للهجوم الاسرائيلي على غزة، اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع اشرف القدرة مقتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم امرأة، في غارة اسرائيلية على منزل في مخيم نصيرات (وسط).

وقال القدرة ان الغارة التي استهدفت منزل عائلة ابو دحروج اسفرت عن "استشهاد المواطنة حياة عبد ربه ابو دحروج (47 عاما)". وتحدثت عن "انتشال جثتي شهيدين مجهولي الهوية في الغارة نفسها". وجرح في الغارة خمسة اشخاص آخرين. وقال شاهد عيان ان مقاتلات حربية اسرائيلية اطلقت صاروخين على الاقل على منزل عائلة ابو دحروج، ما ادى الى وقوع عدد ما بين قتلى وجرحى. وكان خمسة فلسطينيين قتلوا الجمعة في غارات اسرائيلية على غزة.

وبذلك ترتفع حصيلة الهجوم الاسرائيلي الدموي على غزة منذ بدئه في الثامن من تموز/يوليو الماضي الى 2095 قتيلا على الاقل، واكثر من عشرة الاف جريح، حسب وزارة الصحة في القطاع.& وقتل 79 شخصا منذ خرق التهدئة، التي استمرت تسعة ايام منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء (21,00 تغ) على اثر فشل المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين في القاهرة.

من جهة اخرى، توعد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بانها "ستدفع غاليا" ثمن مقتل الطفل الاسرائيلي، مؤكدا ان اسرائيل ستكثف عملياتها العسكرية. وجاءت تصريحات نتانياهو بعد اعلان الجيش الاسرائيلي الجمعة مقتل طفل اسرائيلي في سقوط قذيفة اطلقت من غزة في منطقة النقب جنوب اسرائيل. وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان "القذيفة اسفرت عن مقتل طفل اسرائيلي عمره اربع سنوات في منطقة سدوت النقب شرق غزة".

وقال ناطق باسم الجيش ان مقاتلين في غزة اطلقوا قذائف هاون من "موقع مجاور لمدرسة جعفر علي بن ابي طالب في حي الزيتون في مدينة غزة"، التي تستخدم "حاليا مركزا لايواء اللاجئين تديره الاونروا" وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. واكد الجيش ان "هذا الحادث يدل من جديد على استخدام مدنيين ومراكز للاجئين دروعا بشرية من قبل حماس". ومنذ بدء العملية الاسرائيلية ضد حماس في غزة قتل 68 اسرائيليا بينهم اربعة مدنيين.

وغداة محاولة تصفية محمد ضيف قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس واغتيال ثلاثة قادة آخرين مهمين في غارات اسرائيلية، اعلنت قناة الاقصى التابعة لحماس وشهود عيان "اعدام 18 عميلا مع الاحتلال الاسرائيلي". واعدم ستة من هؤلاء على الاقل في ساحة عامة. وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس ان مسلحين ملثمين كان يضع بعضهم على راسه عصبة كتائب القسام قاموا بقتل ستة "عملاء" رميا بالرصاص امام مئات المصلين عند خروجهم من المسجد العمري الكبير وسط غزة بعد صلاة الجمعة. قد تم قتلهم برصاص رشاشات. وكانت مصادر امنية وشهود قبل ذلك اعدام 11 شخصا بالقرب من مقر قيادة الشرطة وسط مدينة غزة، بالتهمة نفسها.

من جهته، قال الموقع الالكتروني القريب من حماس "المجد الامني" ان "حكم القصاص بالاعدام رميا بالرصاص نفذ صباح اليوم الجمعة في حق احد عشر متخابرا مع العدو الصهيوني في مقر الجوازات (قيادة الشرطة الفلسطينية) وسط مدينة غزة". وقال المصدر نفسه ان "المقاومة لن ترحم اي عميل يضبط في الميدان وستحاكمه ثوريا وستنزل به اشد العقوبات التي يستحقها"، معلنا اطلاق "مرحلة جديدة في محاربة المشبوهين والعملاء على الارض بالتزامن مع لجوء العدو لعمليات الاغتيال".

سياسيا، عقد في الدوحة الجمعة اجتماع ثلاثي هو الثاني في 24 ساعة بين امير البلاد والرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحماس. واعلن عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل عزمهما الطلب من الامم المتحدة اصدار قرار "يحدد سقفا زمنيا لانهاء الاحتلال". وذكرت وكالة الانباء القطرية انه تم الاتفاق خلال اللقاء على "التحرك للحصول على قرار اممي لتحديد سقف زمني لانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين المستقلة وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وبعد هذا الاجتماع، توجه رئيس السلطة الفلسطينية الى القاهرة، حيث من المقرر ان يلتقي السبت الرئيس عبد الفتاح السيسي. وفي الاطار نفسه، قدمت بريطانيا وفرنسا والمانيا مبادرة جديدة في مجلس الامن الدولي بعد يومين على استئناف تبادل اطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين.

وينص مشروع القرار الاوروبي الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، على دعوة الى وقف اطلاق نار دائم وفوري ورفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة ووضع نظام مراقبة للتبليغ عن اي انتهاك لوقف اطلاق النار والتحقق من تدفق البضائع الى غزة.
&