رغم مواقفها الرسمية المعلنة برفض التحالف مع النظام السوري، خرجت تقارير صحافية تؤكد أن الغرب يستعد للتراجع والتحالف مع الرئيس بشار الأسد ضد الدولة الإسلامية.


نصر المجالي: كانت تقرير نشرت الجمعة في كل من لندن وواشنطن على لسان مسؤولين كبار، تقدمهم وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل ورئيس الأركان مارتن ديمبسي ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، رفضت أي تحالف مع نظام بشار الأسد، باعتباره عنصرًا أساسًا في الأزمة الراهنة.

تعاون استخباري
ويكشف تقرير صحافي عن مصدر لم يفصح عنه تأكيده على أن واشنطن قامت بالفعل بإمداد النظام السوري بمعلومات استخباراتية عن مواقع وجود عدد من قادة "الدولة الإسلامية" عبر استخدام تقنية ألمانية الصنع، وهو ما يفسر استهداف الطائرات السورية والمدفعية الثقيلة أماكن وجود بعض هؤلاء القادة بشكل أكثر دقة خلال الأيام الماضية.

بريطانيا: لن نتحالف مع بشّار لهزيمة داعش

وتقول صحيفة (إنديبندانت) اللندنية في تقرير لها، السبت، إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يتقدمون بشكل مكثف في غرب سوريا، حيث تحوّلوا من التركيز على العراق، بسبب الغارات الأميركية التي توقف تقدمهم، ليركزوا بشكل أكبر على الساحة السورية.

وتضيف أنه اذا تمكنت "دولة الخلافة" من السيطرة بشكل جزئي أو كلي على حلب، ستصبح قد سيطرت بشكل كبير على معظم المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة للنظام السوري. وتوضح الصحيفة أن ذلك قد يدفع الولايات المتحدة إلى التعاون مع نظام بشار الأسد، سواء بشكل معلن أو سري، لوقف زحف "الدولة الإسلامية" وتمددها.

معركة الطبقة
يتحدث التقرير عن المعارك العنيفة التي تشنها "الدولة الإسلامية" على مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، والذي يعتبر آخر معاقل النظام هناك، وإذا سقط، فسيفتح الطريق أمام مقاتلي "الدولة الإسلامية" للوصول إلى حماه رابع أكبر مدن سوريا.

وتشير الصحيفة أيضًا إلى نجاح "الدولة الإسلامية" في السيطرة على مناطق مهمة عدة في شمال غرب البلاد، لتنجح في قطع طرق إمداد فصائل المعارضة الأخرى عبر الحدود التركية إلى حلب.

وتختم (إنديبندانت) تقريرها، موضحة أن الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الأميركية ليست الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن يتدخل الغرب من خلالها لعزل "الدولة الإسلامية" وإضعافها، لكن يجب أن يتم حرمانها من تدفق المتطوعين الأجانب إليها، والذي يتم عبر الحدود التركية بشكل رئيس.

ضغوط لمواجهة داعش
إلى ذلك، تصاعدت الدعوات إلى مواجهة ظاهرة الدولة الإسلامية التي تتوسع باستمرار. وقال تقرير لصحيفة (الغارديان) إن الضغوط تتزايد على الحكومات الغربية لاتخاذ إجراءات أكثر قوة في مواجهة "الدولة الإسلامية"، والتي تحقق مكاسب مستمرة في كل من العراق وسوريا.

وتشير الصحيفة إلى أن مقاتلي "الدولة الإسلامية" أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على المطار العسكري في الطبقة، التي تعد آخر معاقل النظام السوري في الرقة.
وتضيف أن الولايات المتحدة تفكر جديًا في توسيع غاراتها الجوية على مواقع "الدولة الإسلامية" في سوريا، لكنها بحاجة إلى وجود قوة على الأرض لتحقيق تقدم سريع واستفادة أكبر من هذه الغارات، وهو ما يدفع واشنطن إلى التفكير أيضًا في دعم فصائل أخرى، ولو بالتدريب، لتعمل كقوات تقاتل بالوكالة عنها داخل الأراضي السورية.

وفي الأخير، تعتبر الغارديان أن هذه الضغوط لم تبلور بعد منظورًا جديدًا للتدخل الغربي في مواجهة الدولة الإسلامية، حيث تنقل عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية قوله إن الإدارة الأميركية لم تحدد موقفها حتى الآن من توسيع غاراتها الجوية ضد مواقع "الدولة الإسلامية" في سوريا.

&