&كييف: اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل السبت في كييف على ضرورة الحفاظ على وحدة اراضي اوكرانيا، في حين اكد الرئيس بترو بوروشنكو انه يؤيد السلام مع الانفصاليين في شرق البلاد لكن ليس على حساب سيادة اوكرانيا.

تأتي زيارة ميركل ذات البعد الرمزي عشية عيد استقلال اوكرانيا، مع ارتفاع حدة التوتر بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد حيث قتل ثلاثة مدنيين في قصف مدفعي السبت هز وسط دونيتسك.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك ان "معنى زيارتي هي ان الحكومة الالماني تعتبر وحدة وسلامة اراضي اوكرانيا امرا اساسيا".&
&
وقال بوروشنكو "حان وقت اقرار السلام في الدونباس. الحكومة الاوكرانية ستفعل كل ما يمكن مع حلفائنا الاوروبيين من اجل تحقيق ذلك. ولكن ليس على حساب سيادة ووحدة وسلامة واستقلال اوكرانيا".
في هذه الاثناء، اعلن رئيس مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان كل شاحنات قافلة المساعدات الروسية التي دخلت الى شرق اوكرانيا لتسليم المساعدات الى الانفصاليين الموالين لموسكو عادت السبت الى روسيا.
وتأتي زيارة ميركل الى اوكرانيا وسط تصعيد جديد للازمة التي سببت اسوأ تدهور للعلاقات بين روسيا والغرب بعد دخول قافلة للمساعدات الانسانية الروسية الى شرق اوكرانيا بدون موافقة كييف.
&
وفي اتصال هاتفي مساء الجمعة، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما وميركل ان روسيا دخلت في "تصعيد خطير" في اوكرانيا من خلال الحشود العسكرية الكبيرة على الحدود وارسالها قافلة انسانية من دون موافقة كييف.
وقال البيت الابيض في بيان ان اوباما وميركل اعربا عن "قلقهما" حيال العدد الكبير من الجنود الروس المنتشرين قرب الحدود مع اوكرانيا وحيال اطلاق المدفعية الروسية النار على الاراضي الاوكرانية.
وقال البيان انه امام "هذا التصعيد الخطير"، اكد اوباما وميركل على "اهمية وقف اطلاق نار ثنائي يعقبه اغلاق الحدود ومراقبة فعالة للحدود" الروسية الاوكرانية.
كما شددا على "ضرورة" ان تغادر القافلة الاراضي الاوكرانية معتبرين ان ارسالها بدون موافقة كييف يشكل "استفزازا اضافيا وانتهاكا لسيادة اوكرانيا".
وميركل هي اكبر مسؤول غربي يزور اوكرانيا منذ بدء الازمة التي تسببت باخطر تدهور في العلاقات بين روسيا والغرب.
وقال المحلل السياسيي المستقل فاسيل فيليبتشوك ان زيارة ميركل عشية عيد استقلال اوكرانيا "هو مؤشر دعم".
&
ولكن خبراء اخرين قالوا انها ستطلب من اوكرانيا تقديم تنازلات لكي تحفظ لفلاديمير بوتين ماء الوجه وتفادي فرض عقوبات جديدة على موسكو تلقي بثقلها كذلك على اقتصاد المانيا.
وفي ما يبدو تأييدا لهذه الفرضية دعا نائب المستشارة سيغمار غابرييل في مقابلة صحافية تنشر الاحد الى اقامة نظام فدرالي لانهاء النزاع، وهو ما تؤيده روسيا وترفضه كييف قطعيا مؤكدة ان اقصى ما يمكن ان تقدمه هو نظام "لا مركزي".
وقال غبرييل وزير الاقتصاد الاشتراكي الديمقراطي في حديث تنشره صحيفة "فيلت اوم سونتاغ" الاحد "نظرية الفدرالية الحكيمة تبدو لي الطريق الانسب الوحيدة".
واضاف ان جهود الدبلوماسية الالمانية تهدف في الاساس الى "تفادي، بكل السبل، مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا واوكرانيا".
&
لكنه دعا الى التفكير في "عملية المصالحة" التي قد تبدأ "بعد المواجهات العسكرية في شرق اوكرانيا" اذا توصل الطرفان الى وقف اطلاق نار ومراقبة فعلية للحدود الروسية الاوكرانية.
وقال المحلل في معهد التعاون اليورو-اطلسي في كييف اولكسندر سوشكو ان "احتمال ان تقدم ميركل لكييف مقترحات لتسوية الازمة ضئيل. لكن الجانبين سيعرضان موقفا يعكس تضامنا حول المسائل الاساسية".
وتسبق زيارة ميركل قمة اقليمية الثلاثاء في مينسك سيحضرها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني بترو بوروشنكو ومسؤولون من الاتحاد الاوروبي.
&
وقال فاسيل فيليبتشوك ان الوضع مع القافلة الروسية التي افرغت حمولتها مساء الجمعة في لوغانسك معقل المتمردين في الشرق "يمكن ان يغير بشكل جذري جدول اعمال قمة مينسك".
وكانت واشنطن طالبت ان تسحب موسكو القافلة "فورا" مهددة بفرض عقوبات جديدة على روسيا بينما دان حلف شمال الاطلسي دخول قافلة المساعدات معتبرا انه "انتهاك فاضح" من قبل روسيا لالتزاماتها الدولية و"لسيادة اوكرانيا".
اما الاتحاد الاوروبي، فقد عبر عن "اسفه" للخطوة التي قامت بها موسكو التي قررت من جانب واحد بعد انتظار دام اسبوعا ارسال الشاحنات التي قالت كييف انها شبه فارغة بعد تفتيش 34 منها.
من جهة اخرى، قتل ثلاثة مدنيين في قصف على دونيتسك حوالى الساعة السادسة صباحا، كما اكدت بلدية المدينة. وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس اثنتين من الجثث ممددتين وسط المدينة.
&
وفي الشارع بدت اشجار مقطوعة واثار قذائف على قضبان الترامواي التي تمر وسط هذا الشارع العريض. وكان سكان الجوار يجمعون الزجاج المحطم فيما شوهدت واجهات المنازل والمتاجر تحمل اثار الشظايا.
وقال احد السكان ان "دوي انفجار هائل ايقظني. لقد دمرت شقتي".
&
واضاف آخر ان القصف مصدره الجيش الاوكراني ويستهدف قاعدة عسكرية للانفصاليين.
عمليا لا يمكن تحديد مصدر النيران بينما يتبادل الجيش الاوكراني والانفصاليون الاتهامات باستمرار.
وفي لوغانسك، لم تبدأ بعد عملية توزيع المساعدات الانسانية وفق مسؤول في الادارة المحلية التابعة لكييف.
&
وقال المسؤول لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "السلطات الانفصالية بدأت باعداد لوائح باسماء السكان".
وعلى معبر دونيتسك على الحدود، قال رئيس فريق مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا بول بيكار لفرانس برس عبر الهاتف ان قافلة الشاحنات الروسية عادت.
واضاف "احصينا 220 شاحنة عادت اليوم" ترافقها سبع عربات اسناد عادت فورا الجمعة. وعبرت آخر شاحنات القافلة الحدود عائدة الى روسيا في الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش.
وبعد اسبوع من الانتظار، قررت روسيا ادخال الشاحنات الى شرق اوكرانيا الجمعة من دون موافقة اوكرانيا بعد ان اتهمتها بالتسويف والمماطلة.
&واكدت موسكو ان الشاحنة تحمل 1800 طن من المساعدات الانسانية والتي تتضمن الاغذية والماء والادوية ومولدات للكهرباء.
وبعد عودة الشاحنات قالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريح نقلته وكالة ريا نوفوستي "من الغريب ان واشنطن التي تتباهى على الدوام بوسائل المراقبة المتطورة التي تملكها لم تعرف بعد ان قافلة المساعدات الانسانية الروسية غادرت الاراضي الاوكرانية وهي الان في روسيا".&
&
واضافت "نامل ان تبدي الولايات المتحدة الحزم نفسه في المطالبة بوقف فوري لاطلاق النار بين طرفي النزاع في اوكرانيا، كما فعلت بشأن القافلة الانسانية".
&