أكد وزير الخارجية الإيراني ظريف أن بلاده لم تدفع بأي قوات إلى العراق لمساعدته في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وشدد على دعم العبادي لتشكيل حكومة شاملة مثمنًا دور المالكي في مواجهة الإرهاب بينما أكد نظيره العراقي زيباري أن العراقيين هم من يشكلون حكومتهم وليس واشنطن أو طهران.


لندن: خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد التي وصلها اليوم، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عدم ارسال بلاده لاي قوات إلى العراق مشددًا على أنه ليس هناك في العراق جندي إيراني واحد، موضحًا أن القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية قادرة على مواجهة إرهاب تنظيم الدولة الاسلامية وقد اثبتت ذلك. وعن مقتل إيرانيين في العراق اوضح أنهم زوار قتلوا في تفجيرات إرهابية.

واضاف ان إيران تقف مع العراق بقوة في مواجهة جماعة الدولة الاسلامية التي ترتكب الجرائم في العراق وسوريا، وهي لا تمثل ديناً أو مذهبًا بعينه وانما هي حركة ضد المنطقة بأجمعها وضد الامن والسلام الدوليين، الامر الذي يتطلب مواجهتها بقوة.

وعبر عن "الفخر" لمواجهة الشعب العراقي بكل مكوناته والمرجعية الشيعية لهذه الجماعة. وقال إن الحكمة السياسية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اثمرت مواجهة فاعلة لتنظيم الدولة الاسلامية حيث فتح ذلك بابًا للعراقيين وشعوب المنطقة كلها لمواجهة الإرهابيين.

وأشار إلى أنّ حكمة العراقيين هي التي مكنت من التوصل لاتفاق على تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة، وقال "نتطلع لحكومة شاملة تكرس التعاون بين العراقيين لحل جميع مشاكلهم وإيران ستدعم العبادي مثلما دعمت المالكي". وشدد على دعم إيران لوحدة العراق وترابه الوطني وتحقيقه للامن والاستقرار والتنمية.. وقال إن بلاده تعمل على تنمية علاقات اقتصادية استراتيجية مع العراق مثلما تدعمه في المجالات السياسية والامنية والدفاعية.

زيباري: نحن نشكل حكومتنا وليس واشنطن أو طهران

ومن جهته، أشار زيباري إلى أنّه بحث مع نظيره الإيراني تطور علاقات البلدين وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بينهما في مجالات الحدود وترسيمها وخاصة البحرية منها في شط العرب.

وقال انهما ناقشا كذلك التطورات السياسية والامنية في العراق على ضوء المخاطر التي بدأ يشكلها دخول تنظيم الدولة الاسلامية إلى العراق والذي خلق واقعًا جديدًا تمثل بتدخل دولي لمواجهته وتقديم مساعدات انسانية للنازحين جراء ذلك. وأوضح ان هذا التنظيم يريد اختطاف مبادئ الاسلام وتوظيفها لاهداف شريرة حيث طالت جرائمه العراقيين بمختلف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم.

وحول مغادرة شركات اميركية وغربية للعراق بعد الاضطرابات التي شهدها مؤخرًا وبقاء الشركات الإيرانية ثمن زيباري الدور الذي تلعبه هذه الشركات في عمليات التنمية العراقية، مؤكدًا ضمان سلامتها والعاملين فيها. وشدد زيباري في حديثه عن تشكيل الحكومة الجديدة على أن العراقيين هم الذين يشكلونها وليس إيران او الولايات المتحدة موضحًا أن مباحثاتها تسير بشكل طيب.

والعبادي وظريف بحثا الأوضاع الأمنية والسياسية

ومن جهته، بحث رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي مع ظريف الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة وملف العلاقات الاقتصادية والتجارية بالاضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية. ونقل وزير الخارجية الإيراني تهنئة حكومة بلاده إلى العبادي بمناسبة تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة معربًا عن امله في أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التعاون بين البلدين.

وأشار العبادي إلى وجود مخاطر عديدة تحدق بالمنطقة نتيجة وجود عصابات داعش الإرهابية مما يتطلب تضافر جميع الجهود الدولية والاقليمية للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي. وقال إن العراق حريص على ادامة العلاقة مع الجارة إيران على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للبلدين والشعبين.

الجبوري وظريف

وفي وقت لاحق بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري مع ظريف الملف الامني في العراق والمنطقة وتداعياته واهمية التعاون المشترك في مواجهة خطر الإرهاب. وأكد ظريف ضرورة جمع مكونات الشعب العراقي في بوتقة واحدة لمواجهة الخطر المشترك، وقال إن&ما حدث في محافظة ديإلى مؤخرًا في الهجوم على مصلين في مسجد اهانة لكل المذاهب والاديان&والغرض منه اثارة الفتنة وبث الخلاف بين ابناء البلد الواحد.

من جانبه، أكد الجبوري على اهمية التعاون المشترك وتوطيد العلاقات الثنائية مع إيران ودول الجوار كافة وأن البرلمان هو المؤسسة الراعية لكل العراقيين للحفاظ على امنهم ووحدتهم. واضاف قائلاً: "لابد من معالجة ازمة النازحين بالعودة إلى منازلهم مع توفير مناخ آمن لهم، وهذا يحتاج إلى التعاون مع العراق على الصعيدين الدولي والاقليمي".

وجاءت زيارة ظريف لبغداد في وقت نفت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بشدة امس تقارير، أشارت إلى وجود قوات عسکرية إيرانية في العراق. وقالت افخم في مؤتمر صحافي بطهران "إن الجمهورية الاسلامية الإيرانية لم ترسل أي قوات عسکرية الى العراق وليست لديها أي خطة في هذا المجال ايضًا". وأکدت أن إيران، "وفي ضوء التعاون الثنائي والالتزامات الدولية، تتابع التطورات الميدانية في العراق بحساسية وتولي الاهتمام للتعاون مع حکومة هذا البلد في المجالات کافة.

وكانت تقارير أشارت في وقت سابق إلى أنّ حوالي 1500 جندي إيراني عبروا الحدود الجمعة وانسحبوا باتجاه الحدود السبت بسبب تأجيل عملية اقتحام مدينة جلولاء في محافظة ديإلى التي تشترك حدودها مع إيران لاستعادتها من سيطرة الدولة الاسلامية، وأضافت أن مدفعية إيرانية اشتركت أيضًا في القصف الذي استهدف وسط المدينة أمس.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد في وقت سابق استعداد بلاده لدعم العراق عسكرياً في مواجهة مسلحي الدولة الاسلامية& قائلاً "إذا طلبت الحكومة العراقية من إيران الدعم رسمياً، فإننا مستعدون لذلك في إطار القوانين الدولية".