لطالما كانت الدعاية السياسيّة أو البروباغندا عنصرًا مهمًا في السيطرة خلال الحروب، لذا يعتمد تنظيم الدولة الإسلامية في حروبه الحالية، إن كان في سوريا أو العراق، على البروباغندا والسيطرة النفسية للتمدّد أكثر.


ريما زهار من بيروت: من الملاحظ أن تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش يعتمد على نشر دعاية تخويف الناس، من خلال بروباغندا الرعب، التي تؤثر في الحروب، فتضعف الطرف الآخر، ومن جهة أخرى يعتمد على بروباغندا تثير الفتنة بين السنة والشيعة.

وتؤكد الإعلامية سعاد قاروط العشي في حديثها لـ"إيلاف" أن الإرهاب يسيطر في البداية نفسيًا، وما تفعله داعش من بروباغندا التخويف والرعب إنما يسهّل عليها إقامة الدولة الإسلامية، لذلك نشهد مناطق تدخل عليها داعش من دون مقاومة.

وتلفت العشي إلى ضرورة عدم سيطرة الرعب علينا، لأن أفراد داعش الذين يستخدمون بروباغندا التخويف هم جبناء، رغم ذلك يجب القيام بكل التدابير الممكنة للتخلص من هذه الآفة الكبيرة، والأكيد - بحسب العشي - أن داعش تستخدم هذا الإرهاب لتخويف الناس وإضعافهم، ويجب عدم إيصالها إلى هدفها، من خلال عدم الخوف والرعب.

الوحدة الوطنية
وتشير العشي إلى ضرورة الوحدة الوطنية في لبنان، خصوصًا في مواجهة بروباغندا داعش التخويفية. وتقول "تماسكنا الوطني وإجماعنا على كلمة واحدة وهدف موحد، كلها سلاح في وجه داعش، فوحدتنا وثباتنا وإيماننا بوطننا كلها تقف سدًا منيعًا في وجه كل الأساليب الشيطانية التي تقوم بها داعش".

ويبقى، بحسب العشي، أن نقطة ضعف اللبنانيين الإنقسام الحاد العمودي الموجود والانفصال شبه التام بين الجميع، خصوصًا بين فريقي 8 و14 آذار/مارس، وعندما تزول كل هذه الانقسامات يعود لبنان الواحد والموحد، حينها لا تعود أي بروباغندا تخويف ورعب تهمّ أحدًا في لبنان وخارجه، خصوصًا مع وجود جيش قوي متماسك، لديه عقيدة ثابتة، ويجب أن نتعالى عن السياسة، لنكون يدًا واحدة وصفًا موحدًا في مواجهة أي إرهاب أو ترهيب أو بروباغندا تخويف. فالوحدة الوطنية، بحسب العشي، هي القوة والإيمان الثابت الذي يجعلنا ننتصر على حتى أكبر من داعش.

بيئة ضعيفة
تلفت العشي إلى أن البروباغندا دائمًا تنتصر على البيئة الضعيفة، على البيئة المتخاذلة والمشرذمة، فقد إستطاعت أن تنتصر في سوريا مع وجود الحرب فيها، والأحداث الدامية، كان هناك نزاع بين قسم من الشعب والنظام، استطاعت أن تدخل من هذه الثغرة، والنيل من المقاومة السورية، وكانت الأرض خصبة ومزعزعة، ولا قواعد ثابتة فيها، حيث نمت هناك وترعرعت، ودخلت إلى العراق أيضًا، لأن البيئة حاضنة والأرض مهيأة لها، واستفادت من الانقسام المذهبي ومن سياسة نوري المالكي، التي كان يهمّش فيها فئة كبيرة من العراقيين، من هنا يجب الاستفادة من أخطاء غيرنا، ومن نقاط الضعف التي استطاعت داعش أن تخرقها، لتحصين أنفسنا وتخطي الأمور.

السنة والشيعة
ترى العشي أن بروباغندا التفريق بين السنة والشيعة هي التي بنت عليها داعش كل آمالها، وعاشت عليها، وقد دخلت من باب أن السنّة مظلومون والشيعة ظالمون، وداعش لم تنصف أحدًا، ولم تميز أحدًا، فهي تذبح الجميع، ولا توفر أحدًا، من هنا يجب القيام بإغلاق باب الفتنة السنية الشيعية كي لا تمتد إلينا أكثر.

بدوره يعتبر الإعلامي أنطوان خوري في حديثه لـ"إيلاف" أن اعتماد داعش على بروباغندا التخويف والرعب تؤدي حتمًا إلى انتشارها، لأن الجهل الذي يقوم به هذا التنظيم يجد أرضية خصبة في بيئات فقيرة ومعدمة، ويلقى رواجًا في أوساطه.

تعاون دولي
ويلفت خوري إلى أن مواجهة بروباغندا كهذه يجب أن يكون من خلال تعاون دولي على جميع المستويات، في البداية تعاون مجلس الأمن، وكذلك من خلال الإعلام، الذي يجب أن يتعاطى مع الموضوع بقسوة، من خلال عدم تمرير فظائع داعش بهدف التخويف والرعب، وكذلك عسكريًا.

ويؤكد خوري أن البروباغندا منذ عهد أدولف هتلز وغوبلز كانت تسيطر في الحروب، حيث قام غوبلز ببروباغندا هائلة، استطاعت تثبيت حكم هتلر، وتنظيم داعش من خلال أوساط تتقبل فكرة التشدد وجد أرضية خصبة له في العراق وسوريا. ويلفت خوري إلى أن داعش توظف بروباغندا التفريق بين السنة والشيعة لمصلحتها.
&