تمهيدًا لشن ضربات جوية محتملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية تعتزم الولايات المتحدة إرسال طائرات تجسس وطائرات من دون طيار فوق سوريا. وتشن واشنطن ضربات محددة الأهداف على التنظيم في العراق.


واشنطن: تعتزم الولايات المتحدة إرسال طائرات استطلاع فوق سوريا لرصد مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" تمهيدا لشن ضربات جوية محتملة، بحسب ما اعلن مسؤول اميركي، في وقت اعلنت دمشق استعدادها للتعاون مع اي جهة دولية بما فيها واشنطن، من اجل "مكافحة الارهاب".

ولم تعلق واشنطن رسميا بعد على الموقف الذي اعلنه الاثنين وزير الخارجية السوري وليد المعلم داعيا الى إنشاء ائتلاف دولي تكون دمشق "مركزه" بهدف ضرب "التنظيمات الارهابية"، بينما شكك الاعلام السوري اليوم بتجاوب الغرب مع هذا الاقتراح.

وافاد مسؤول اميركي كبير ان بلاده على وشك ارسال طائرات تجسس وطائرات من دون طيار فوق سوريا لرصد الجهاديين المتطرفين واعداد الارض لاحتمال شن ضربات جوية.

وقال رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي الاثنين ان تنظيم "الدولة الاسلامية" يشكل "تهديدا اقليميا من شأنه ان يصبح تهديدا للولايات المتحدة واوروبا"، مؤكدا ان هناك امكانية لهزمه اذا هوجم في سوريا وليس في العراق فقط.

واوضح المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست ان الرئيس الاميركي باراك اوباما "لم يتخذ قرارا بعد" في شأن توجيه ضربات جوية لمواقع التنظيم في سوريا.

على الرغم من ذلك، لا توحي التصريحات الاميركية بان هناك استعدادا للقبول باقتراح دمشق التنسيق المسبق بين الطرفين قبل تنفيذ اي ضربة عسكرية في الاراضي السورية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "لا نعتبر اننا في خندق واحد لمجرد ان عدونا مشترك".

ونفذت واشنطن منذ الثامن من آب/اغسطس سلسلة ضربات جوية لمواقع التنظيم المتطرف في شمال الاراضي العراقية.
&

مخاوف غربية

ومع إعدام "الدولة الاسلامية" الصحافي الأميركي جيمس فولي وتصاعد المخاوف في الغرب حيال خطر التنظيم المتطرف، سرت تكهنات بأن واشنطن ستوسع نطاق ضرباتها الجوية إلى سوريا حيث يقاتل تنظيم "الدولة الاسلامية" قوات الرئيس بشار الاسد وغيره من المجموعات الاسلامية المعارضة ايضا للنظام.

وترك مساعدو الرئيس باراك أوباما المجال مفتوحا امام امكانية شن ضربات جوية في سوريا، لكنه ما زال يتوجب اتخاذ قرار بالتدخل جويا في سوريا التي تشهد نزاعا مستمرا منذ حوإلى ثلاث سنوات ونصف بين النظام والمعارضة. وأعلن جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الابيض الاثنين ان أوباما "لم يتخذ قرارا" بهذا الصدد.

لا تنتظر موافقة دمشق

ويقول مسؤولون أميركيون في أحاديث خاصة ان واشنطن لا تنوي اطلاقا طلب موافقة نظام دمشق لاي طلعات جوية ولا تنسيق اي ضربات معه، ويشير بعض المحللين إلى أنّ الدفاعات الجوية السورية قد لا تكون تعمل في شرق البلاد.

واعلنت دمشق الاثنين استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي بما فيه واشنطن في مجال مكافحة الارهاب، الا انها اعتبرت ان اي ضربة عسكرية لتنظيمات متطرفة على ارضها ستعتبر "عدوانا" اذا حصلت من دون تنسيق مسبق مع الحكومة السورية.

وقامت واشنطن بعملية خلال تموز (يوليو) في سوريا في محاولة فاشلة لانقاذ مجموعة من الأميركيين المحتجزين لدى "الدولة الاسلامية"، غير أن الرهائن كانوا نقلوا عند وصول القوات الأميركية.