خول الرئيس الاميركي باراك اوباما الطيران الحربي القيام بمهمات رقابة في الاجواء السورية لجمع معلومات استخبارية عن نشاطات تنظيم "الدولة الاسلامية". وقال مسؤولون إن المهمات بدأت بالفعل، ولا يزال السؤال مطروحاً ما إذا سيتم التعاون مع نظام بشار الأسد أم لا؟
&
واعتبر مراقبون ان قرارالرئيس الأميركي قد يشكل مقدمة لشن الولايات المتحدة ضربات جوية داخل سوريا التي يسيطر تنظيم (داعش) على مساحات كبيرة من الاراضي، وذلك على غرار ما يقوم به الأميركيون في العراق.
وكانت الحكومة السورية اعلنت أمس الاثنين انها على استعداد للتعاون مع المجتمع الدولي لمحاربة "الدولة الاسلامية"، وما زالت الحكومات الغربية متمسكة بموقفها في الامتناع عن التعاون مع حكومة الرئيس بشار الأسد لمواجهة التهديد الاقليمي الذي يمثله تمدد تنظيم "الدولة الاسلامية."
ولا تزال دول غربية تطالب الرئيس الأسد بالتخلي عن السلطة منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظامه قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، والتي يقدر ان اكثر من 191 الف شخص قد قتلوا فيها.
وقال مسؤولون اميركيون مساء الاثنين، إن الرئيس اوباما خول الطيران الاميركي بتسيير مهمات مراقبة باستخدام الطائرات المسيرة والعادية بما فيها طائرات التجسس (U2) .
نقلت وكالة اسوشييتيد برس في وقت لاحق عن مسؤول اميركي قوله إن هذه المهمات قد بدأت بالفعل.
يذكر ان الولايات المتحدة سبق لها ان سيرت مهمات من هذا النوع في الاجواء العراقية لتتبع تحركات تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ عدة شهور، وبدأت بشن ضربات جوية على قوات التنظيم قبل اسبوعين.
&
واشنطن بدأت تزويد دمشق بمعلومات حول تنظيم "الدولة الاسلامية"
وبدأت الولايات المتحدة تزويد دمشق بمعلومات حول مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" على الاراضي السورية، عبر بغداد وموسكو، بحسب ما ذكر مصدر سوري مطلع على الملف.
وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن حصوله عن تحليق طائرات استطلاع "غير سورية" الاثنين فوق منطقة دير الزور في شرق سوريا وحصولها على معلومات عن مواقع التنظيم الجهادي المتطرف نقلتها الى دمشق، في وقت نفذ الطيران الحربي السوري الثلاثاء سلسلة غارات "مركزة ومكثفة" استهدفت مراكز لتنظيم "الدولة الاسلامية" في دير الزور.
وقال المصدر السوري رافضا الكشف عن هويته "بدأ التنسيق بين الولايات المتحدة ودمشق، وقد زودت الاولى الثانية بمعلومات عن الدولة الاسلامية عن طريق بغداد وموسكو".
وقال عبد الرحمن لفرانس برس من جهته ان "طائرات استطلاع غير سورية حلقت الاثنين فوق دير الزور وسجلت معلومات حول مواقع الدولة الاسلامية نقلت الى الحكومة السورية عبر الحكومتين الروسية والعراقية".
&
&تردد أوباما&
وكان الرئيس اوباما مترددا في التدخل عسكريا في سوريا، ولكن يبدو ان مسؤولين في وزارة الدفاع نجحوا في اقناعه بأن السبيل الوحيد الكفيل بالقضاء على التهديد الذي يمثله تنظيم "الدولة الاسلامية" يتمثل في مطاردته في الاراضي السورية.
وقال ناطق باسم الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الاميركية، إن وزارة الدفاع "تعكف على اعداد الخيارات المتوفرة لمواجهة الدولة الاسلامية في العراق وسوريا باستخدام مختلف الادوات العسكرية بما فيها الضربات الجوية."
وتشير التقارير إلى ان هذه الخيارات تشمل استهداف قادة التنظيم في مدينة الرقة السورية ومحيطها وكذلك قرب الحدود السورية العراقية.
وكان تنظيم "الدولة الاسلامية" قد نشر الاسبوع الماضي شريطا لإعدام الصحافي الأميركي المختطف جيمس فولي من جانب عناصر التنظيم. وهددت "الدولة الاسلامية" في الشريط باعدام مواطنين اميركيين آخرين تحتفظ بهم ردا على الضربات الجوية التي ينفذها الطيران الحربي الاميركي في العراق.
وتبين لاحق ان القوات الخاصة الاميركية حاولت انقاذ الرهائن الاميركيين في وقت سابق من شهر يوليو (تموز) الماضي، ولكن العملية باءت بالفشل لعدم تمكن القوة المهاجمة من العثور عليهم.

لا تعاون&
ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مسؤول في ادارة الرئيس اوباما قوله إن الولايات المتحدة لا تنوي التعاون مع حكومة الرئيس الأسد او احاطتها علما بمخططها مسبقا.
وقال المسؤول، وهو بن رودس نائب مستشارة الامن القومي، "في هذه الحالة، عدو عدوي ليس صديقي، إذ سيكون من شأن التحالف مع الأسد خلق عداء دائم مع سنة العراق وسوريا الذين نحتاج إلى عونهم لدحر تنظيم الدولة الاسلامية."
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد قال الاثنين إن حكومته "مستعدة للتعاون والتنسيق على المستويين الاقليمي والدولي لمحاربة الارهاب."
ولكن المعلم حذر من ان اي عمل عسكري قد يتخذه الاميركيون من جانب واحد ستعتبره دمشق انتهاكا للسيادة السورية وعملا عدوانيا.
الا ان الجيش السوري الحر المعارض الذي يحارب "الدولة الاسلامية" في مواقع عديدة في سوريا قال إن قادته الميدانيين على استعداد للتنسيق مع الاميركيين.
&
التحالف القبيح
وعلى صعيد التحالف مع نظام بشار الأسد في محاربة (داعش) علقت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية في مقال لديفيد بلير بعنوان "التحالف القبيح الذي سمح له بتقسيم سوريا".
ويقول بلير إنه اذا قرر ديكتاتور عربي متقاعد ان يكتب دليلا بعنوان "كيف تصبح ديكتاتورا عربيا"، فإن أولى قواعده ستكون: عندما تكون في مأزق، اضرم نيران التطرف الاسلامي، حتى يبدو أعداؤك أسوأ منك.
ويضيف أن هذه القاعدة اثبتت نجاحا مع بشار الأسد الذي اضرم النيران في سوريا، والذي يوجه له الثناء حاليا بوصفه القادر على اخماد النار في سوريا.
ويقول بلير إن ظهور تنظيم الدولة الاسلامية اقنع شخصيات مثل لورد دانات القائد السابق للجيش البريطاني والسير كريستوفر مير، الذي كان سفير بريطانيا في واشنطن، أن بريطانيا يجب ان تتعاون مع الأسد لاخماد عدو مشترك.
ويرى بلير أن هذا الرأي يستند إلى اساءة فهم للحرب الاهلية في سوريا. ويقول إن قوة كل من تنظيم الدولة الاسلامية وبشار الأسد في واقع الامر زادت بصورة متوازية.
وفي الأخير، يرى الكاتب أنه عندما اعلن ابو بكر البغدادي دولته الاسلامية، لم يكن يقاتل ضد نظام الأسد، وكان تقدمه نتيجة لقتال الأسد ضد جماعات المعارضة المسلحة الاخرى.
&