حذرت بلدية دبي السكان من خطورة شراء واستخدام المبيدات في مساكنهم من دون الرجوع إلى البلدية، خاصة تلك المحظور استخدامها داخل المنازل، مثل أقراص فوسفيد الألمنيوم أو ما يسمى بالقنبلة، وذلك لأنه ينبعث منها غاز سام جدًا يؤدي إلى التسمم والوفاة في الحال في المسكن المستخدم فيه وفي المساكن المجاورة نسبة لانتشار الغاز فيها.


أحمد قنديل من دبي: قال المهندس علي عبيد المطروشي رئيس قسم مكافحة آفات الصحة العامة في بلدية دبي بالإنابة إن حالتي الوفاة اللتان حدثتا في دبي أخيرا، وراح ضحيتهما رجل فلبيني وفتاة صغيرة جراء تسرب الغاز من شقة كان مستأجرها قد قام بوضع أسطوانات الفوسفيد، وأغلق الشقة، تمهيدًا لسفره لبلده والعودة بعد ذلك، وكانت النتيجة تسرب الغاز، حتى استنشقه الرجل ومات، وماتت الفتاة بعد ذلك بيومين.

"أباد" جاريه
في حادثة أخرى عن المبيدات القاتلة، أصيب ثلاثة عمال من جنسية دولة آسيوية باختناق وقيء وإسهال شديدين، بعد استنشاقهم مبيدًا حشريًا وضعه جار لهم في سكن عمالي في الشارقة.

وتبيّن أن العمال يقطنون في غرفة واحدة، في سكن العمال الموجود في منطقة الصجعة في الشارقة، وأنهم شعروا باختناق شديد وآلام مبرحة في البطن، بعد استنشاقهم مبيدًا حشريًا تم رشه في غرفة مجاورة لغرفتهم. وكان زميل لهم قد رشّ المبيد في غرفته، وأغلقها، وذهب إلى عمله، لكن رائحة المبيد انتشرت في المكان، حتى وصلت إلى غرفة العمال الثلاثة، ما أدى إلى اختناقهم.

وأكد المهندس المطروشي أن مبيد فوسفيد الألمونيوم هو من المبيدات المقيدة الاستخدام بشدة، ويجب أن يستخدم تحت إشراف أشخاص متخصصين ومصرح لهم بذلك، وينحصر استخدامه في المزارع المفتوحة لمكافحة سوسة النخيل وفي تبخير الحبوب المخزونة لمكافحة آفات الغلال، كالقمح والشعير والذرة والدقيق وغيرها في المستودعات، وذلك لحمايتها من الخنافس والسوس.

وأضاف أن استخدام المبيد بطريقة غير قانونية داخل المساكن قد يسبب خطورة، وذلك لزيادة تركيز وانتشار الغاز في المناطق المغلقة وصعوبة التهوية وإخلاء السكان.

وأوضح أن الاسم العام للمبيد هو "فوسفيد الألمنيوم"، ولكنه يتواجد في الأسواق بأسماء تجارية كثيرة، وذلك حسب الشركة المنتجة وبلد المنشأ. ومثال على ذلك "سيلفوس ويونايتد فوسفورسوفوستوكسين وفيوميفوس وكويفوس"، وجميعها عند الاستخدام ينبعث منها غاز الفوسفين السام، والذي تسبب في كثير من حالات التسمم والوفاة في الفترة الأخيرة في إمارة دبي وفي جميع إمارات الدولة الأخرى.

للتعاون والتبليغ
وأشار إلى ضرورة تعاون الجمهور بمختلف الجاليات مع بلدية دبي وعدم استخدام المبيدات بشكل فردي ومفرط في المنازل والشقق السكنية بغرض القضاء على بق الفراش وحشرات الصحة العامة الأخرى.

وأوضح أن البلاغات التي تلقاها القسم من بداية العام الحالي حتى أول أمس بلغت 23 ألف و422 بلاغًا، شملت البلاغات الطارئة وغير الطارئة. مشيرًا إلى أن البلاغات الطارئة تنفذ في حينها من قبل القسم وحد أقصى "24" ساعة تشمل الأفاعي والعقارب والنحل والدبابير والعناكب. وأما البلاغات غير الطارئة فتشمل البعوض والذباب والصراصير والنمل وبق الفراش والجرذان والفئران وغيرها، حيث إنها تنفذ خلال 3 أيام عمل.

وشدد المطروشي على "ضرورة التعاون مع بلدية دبي للإبلاغ عن أية آفات أو ممارسات في مناطق الإمارة بالتواصل مع مركز الاتصال في الدائرة، وننصحهم بالمحافظة على النظافة العامة، وذلك لدورها الرئيس في الحد من انتشار آفات الصحة العامة، متمنين لكم السلامة والصحة الدائمة".
&