تساءل مراقبون بحذر عن أهداف إيران من وراء إعلانها بدء تسليح الفلسطينيين في الضفة الغربية غداة دخول وقف إطلاق النار في غزة الذي اعتبرته "انتصارا للمقاومة" حيز التنفيذ.

نصر المجالي: جاء الإعلان الإيراني عن تسليح الضفة الغربية على لسان رئيس مؤسسة تعبئة المستضعفين (الباسيج) العميد محمد رضا نقدي الذي "هنأ الامة الاسلامية والشعب الايراني، الذي دعم باستمرار الشعب الفلسطيني، بانتصار المقاومة الفلسطينية في العدوان الذي استمر 50 يوما".

ووصف نقدي "الانتصار بانه وجه صفعة لاميركا واعتبر انتصار الشعب الفلسطيني بعد مرور 50 يوما على العدوان بمثابة الغاء للفكر الباطل الذي تقوم عليه الليبرالية الديمقراطية". وصمد وقف اطلاق النار في حرب غزة بين إسرائيل والفلسطينيين يوم الأربعاء في الوقت الذي واجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات قوية في الصحف الإسرائيلية بشأن حملة لم تسفر عن منتصر.

وقال رئيس مؤسسة تعبئة المستضعفين (الباسيج) في تصريحات ادلى بها لوكالة (فارس)، الاربعاء،على هامش مراسم اختتام المنتدى السنوي للاساتذة التعبويين، إن عملية تسليح الفلسطينيين في الضفة الغربية قد بدأت والمجتمع الدولي حقق الاجماع لمساعدة الفلسطينيين.

واكد ان المستوطنين الصهاينة يجب ان يعودوا الى بلدانهم وان تعود ارض فلسطين لشعبها وعلى الكيان الصهيوني ان يدرك ان هذا الانتصار لم ينته بل سيكون مقدمة لتحقيق انتصارات اكبر.

وشدد نقدي على "ان الصهاينة يجب ان يدركوا ان الحرب القادمة لن تبقى حصرا على الحدود الحالية بل سيفرض المجاهدون عليهم التراجع والهزيمة"، واكد ان تسليح الضفة الغربية سيصاحبه زوال الكيان الاسرائيلي "وان العمل بتسليح الضفة الغربية قد بدأ وسيحصل سكانها على السلاح".

ولفت إلى أن الكثير من الاسلحة التي استخدمت في الحرب الاخيرة هي من منتجات الجمهورية الاسلامية الايرانية بالاضافة الى نقل التكنولوجيا الدفاعية للمقاومة. وأوضح، أن "الكيان الصهيوني اراد من خلال ارسال طائرة بدون طيار الى الاجواء الايرانية، القول انه ما يزال على قيد الحياة الا ان هذا العمل لايشكل مؤشرا على حياته ولن تجديه هذه الألاعيب نفعا".

بيان إشادة

وأصدرت وزارة الخارجية الايرانية، بيانا اشادت فيه بانتصار المقاومة الفلسطينية على العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة، مؤكدة ان الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة سطرا ملحمة جديدة اركعت "كيان الاحتلال".

وقالت الخارجية الإيرانية في بيانها: إن انتصار غزة ناتج من التضحيات التي قدمها الآلاف من الشهداء والجرحى لرفع راية المقاومة في ظل الممارسات غير الإنسانية للصهاينة. وأضافت ان هذا الانتصار أظهر أن الطريق الوحيد لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني هو التمسك بخيار المقاومة والصمود أمام السياسات التوسعية للاحتلال.

وأكدت ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل دعمها لمقاومة الشعب الفلسطيني وتعتبر هذا الانتصار سيمهد الطريق أمام تحرير جميع الأراضي المحتلة.

ضحايا العدوان

ويقول مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن 2139 فلسطينيا معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 490 طفلا قتلوا في غزة منذ بدأت إسرائيل هجومها على القطاع في الثامن من يوليو تموز بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية من غزة عبر الحدود.

وبالمقابل قتل مقاتلو حماس والجهاد الإسلامي 64 جنديا وستة مدنيين إسرائيليين وأسروا جنديا واحدا بينما قتل أسير آخر. ودمرت آلاف المنازل في القطاع أو لحقت بها أضرار في أطول قتال إسرائيلي فلسطيني منذ انتفاضة فلسطينية من 2000 إلى 2005. وعينت الأمم المتحدة لجنة للتحقيق في جرائم حرب محتملة ارتكبها الجانبان.

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن 540 ألف شخص شردوا في القطاع. وتقول إسرائيل إن حماس تتحمل مسؤولية سقوط ضحايا مدنيين لأنها تعمل وسطهم وتتهم الحركة باستخدام مدارس ومساجد لتخزين أسلحة وكمواقع لإطلاق الصواريخ.