خلصت دراسة أجرتها جامعة ساوث ويلز الاسترالية الى ان اسرائيل لا تخشى الاستثمار في مشاريع بحثية محفوفة بالمخاطر وانها بجرأتها هذه "تطور قدرات دفاعية مبتكرة بصورة جذرية"، الأمر الذي جعلها من كبار مصدري السلاح في العالم.

تستثمر اسرائيل في الأبحاث أكثر مما تستثمره غالبية الدول الأخرى. &وما من دولة أخرى تتداخل فيها معاهد البحث والصناعة العسكرية والجيش والسياسة بين بعضها البعض كما في اسرائيل. &وتمخض هذا التداخل عن مصنع اسمه "اسرائيل لانتاج الأسلحة باستخدام التكنولوجيا المتطورة" يصدِّر بضاعته عالميا.&
&
وقال دان بيليد استاذ ادارة الأعمال في جامعة حيفا "ان التكنولوجيات العسكرية المبتكرة وليس بناء جيش ضخم هي التي تتسم بأهمية حاسمة استراتيجيا لاسرائيل بسبب صغر مساحتها". &ومن هنا الترابط المتين بين المؤسسة العسكرية والعلوم المدنية والقطاع الصناعي والسياسة ، وتجارة مربحة من الحروب التي أسفرت أحدثها عن مقتل أكثر من 2100 فلسطيني غالبيتهم مدنيون في قطاع غزة. &
&
كبار مصدري السلاح
وتصنف مجلة جين البريطانية المختصة بالشؤون العسكرية والأمنية اسرائيل بالمركز السادس بين أكبر الدول المصدرة للسلاح. &وفي عام 2012 بلغت قيمة صادراتها من السلاح 2.4 مليار دولار ولكن اسرائيل تتصدر دول العالم بنصيب الفرد الواحد من تجارة السلاح الذي يبلغ نحو 300 دولار بالمقارنة مع 90 دولارا نصيب الفرد من صادرات السلاح الاميركية رغم ان الولايات المتحدة أكبر مصدر للسلاح في العالم متقدمة بفارق كبير عن اسرائيل. &وتتزايد صادرات السلاح الاسرائيلية بوتيرة متسارعة ايضا. &وتبين ارقام معهد ستوكهولم لأبحاث السلام ان صادرات اسرائيل من السلاح تضاعفت أكثر من مرتين بين 2001 و2012. &
&
ومما تصدره اسرائيل أسلحة نارية وطائرات بدون طيار وصواريخ كلها تحمل يافطة "صُنع في اسرائيل" مع شهادة تؤكد فاعليتها القتالية. &كما ان صناعة السلاح الاسرائيلية تزود الجيش الاسرائيلي برشاشات عوزي وبنادق تافور ورشاشات نيغيف. &وتنتج مسدس "نسر الصحراء" كبير الحجم حتى انه يُشاهد في افلام الأكشن أكثر مما يُشاهد بأيدي عناصر الجيش أو الأمن الاسرائيلي.
&
& متوالية هندسية
ويتبدى نجاح تجارة السلاح الاسرائيلية في ان عدد العاملين في مؤسسة الصناعة العسكرية الاسرائيلية كان 70 شخصاً وقت خصخصتها في عام 2005. &ونقلت مجلة شبيغل عن جيل وينمان مدير التسويق في المؤسسة ان عددهم الآن يزيد على 500 شخص وان المؤسسة تنمو "بمتوالية هندسية" ، على حد تعبيره. &
&
وامتنع وينمان عن كشف مبيعات المؤسسة من المسدسات والبنادق والرشاشات ومدافع الهاون مكتفيا بالقول انها "عشرات الآلاف كل سنة". &فان مؤسسة الصناعة العسكرية الاسرائيلية تندرج في عداد أكبر خمس شركات لانتاج الأسحلة النارية في العالم. &
&
وتصدر مؤسسة الصناعة العسكرية الاسرائيلية نحو 90 في المئة مما تنتجه. &وتعمل شركات السلاح الاسرائيلية الأخرى بقدر مماثل من النجاح التجاري حيث تبلغ صادرتها 75 في المئة او اكثر من انتاجها. &
&
منظومات معقدة للتصدير
بالاضافة الى الأسلحة النارية تصدر اسرائيل منظومات معقدة مثل الطائرات بدون طيار. &ورغم سمعة الولايات المتحدة في هذا المجال تحديدا فان مجلة جين ذكرت ان مبيعات اسرائيل من هذه الطائرات غير المأهولة زادت على مبيعات الولايات المتحدة في عام 2013. &ويُقدر ان اسرائيل ستصدر ضعف ما تصدره الولايات المتحدة منها هذا العام وخاصة ما تنتجه شركة الصناعات الجوية ـ الفضائية الاسرائيلية من هذه الطائرات. &
&
أسواق الهند والصين وأفريقيا
وتذهب غالبية الطائرات الاسرائيلية بدون طيار الى آسيا حيث تعتبر الهند أكبر سوق نامية لمنتجات صناعة السلاح الاسرائيلية. &كما تتطلع صناعة السلاح الاسرائيلية الى زيادة مبيعاتها للصين رغم اعتراضات الولايات المتحدة. &ويقول معهد ستوكهولم لأبحاث السلام ان شركات انتاج السلاح الاسرائيلية تنشط في السوق الأفريقية ايضا. &&
&
وقد تتلقى صناعة السلاح الاسرائيلية في وقت قريب طلبية كبيرة من المانيا ايضا حيث تعتبر طائرة هيرون الاسرائيلية بدون طيار الى جانب ريبر الاميركية على رأس قائمة التسوق التي أعدها الجيش الالماني لشراء طائرات قتالية بدون طيار. كما تسعى شركة الصناعات الجوية الفضائية الاسرائيلية الى بيع 5000 طائرة استطلاع من انتاج شركة بومبارديير الكندية مجهزة بحساسات اسرائيلية الصنع الى المانيا لتحل محل &طائرات يورو هوك التي صُرف النظر عنها. &
&
مخاطرة في المشاريع البحثية
وثمة اسباب وراء منجزات اسرائيل ومستوى تكنولوجيتها العسكرية. &وفي هذا الشأن خلصت دراسة أجرتها جامعة ساوث ويلز الاسترالية الى ان اسرائيل لا تخشى الاستثمار في مشاريع بحثية محفوفة بالمخاطر وانها بجرأتها هذه "تطور قدرات دفاعية مبتكرة بصورة جذرية". &
&
كما ان للدور الهائل الذي يقوم به الجيش في المجتمع الاسرائيلي تأثيره في هذه الانجازات. &ويقول بيليد استاذ ادارة الأعمال في جامعة حيفا "ان الأواصر التي تربط بين العلماء والمهندسين ومطوري التكنولوجيا والوضع الأمني في اسرائيل أواصر حتى اشد تداخلا وان هذا التآلف المباشر بين ما يحتاجه الجيش وما يمكن ان يقدمه العلم والتكنولوجيا تآلف لا يُضاهى في البلدان الأخرى". &
&
القدرة التنافسية
وتتصدر اسرائيل منذ سنوات قائمة الدول الأكثر ابتكارا في الكتاب السنوي للقدرة التنافسية في العالم الذي يعده المعهد الدولي للتطوير الاداري في سويسرا. فان دولة اسرائيل تستثمر 4.4 في المئة من اجمالي ناتجها المحلي في البحث والتطوير وهي أعلى نسبة في العالم. &كما تتبوأ اسرائيل المركز الأول في تصنيف المعهد السويسري بإجمالي الانفاق على التعليم والبحث العلمي والتطوير وتطبيق التكنولوجيا والأمن الالكتروني وتكنولوجيا المعلومات. &وتتصدر اسرائيل ايضا مؤشر العسكرة العالمي. &
&
ونقلت مجلة شبيغل عن رئيس شعبة التكنولوجيا واللوجستيات في الجيش الاسرائيلي افنير بنزاكن قوله ان قلة من الدول لديها معرفة تفوق معرفة اسرائيل بالتعاون الذي يتحقق في الممارسة بين مؤسسات البحث والصناعة والجيش. &ويعلق بنزاكن في مكتبه قطعة كُتبت عليها عبارة مقتبسة من البرت آينشتاين يقول فيها العالم الشهير "نحن لا يمكن ان نحل المشاكل باستخدام طريقة التفكير نفسها التي استخدمانها في خلقها". &
&
وتضم وحدة بنزاكن أكاديميين هم ايضا ضباط قائلا "نحن نعرف كيف نتكلم اللغة العسكرية ونعرف الحاجات ونعرف كيف نترجم هذه الحاجات الى تكنولوجيا". &
&
&
&