اتهم الامين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، محمد علي الحسيني، النظام الإيراني باعاقة انتخاب رئيس لجمهورية لبنان بهدف استغلال الاوضاع الحساسة في هذا البلد لصالح أجنداته في المنطقة، الامر الذي سيؤدي إلى زج لبنان في خضم المواجهات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، مؤكدًا أنّ طهران تقف وراء الكوارث والازمات والقتل والدمار والارهاب والتطرف الديني والطائفية في المنطقة.


لندن: دعا الامين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان محمد علي الحسيني في حديث مع "إيلاف" دول الخليج العربي بشكل خاص لرعاية الشيعة العرب المتواجدين لديهم والاهتمام بهم،&من اجل إغلاق الابواب والثغرات بوجه النظام الإيراني وأخذ زمام المبادرة منه وعدم السماح له بالتصيد في المياه العكرة.

واعتبر أن تنحي المالكي لن يحدث تغييرًا في أوضاع العراق ما لم يقترن بالحد من النفوذ الإيراني المتغلغل بصورة واسعة جداً، موضحًا أنه بدون ذلك، فإن التغيير سيكون سطحيًا وغير عملي.. وفي ما يلي نص الحوار:

ما رأيكم بإحتمال إنعكاسات سياسات حزب الله تجاه الاوضاع في سوريا والعراق، وخصوصًا بشأن نقل المواجهات وغيرها إلى داخل لبنان نفسه؟

ـ لقد رأينا دومًا سياسات حزب الله على أنها لا تخدم مصالح الامة العربية بصورة عامة ولا مصلحة الشعب اللبناني، ولا تأخذهما&في الاعتبار، وانما هي سياسات تخدم مصالح نظام ولاية الفقيه وتضعه فوق كل إعتبار، ونحن في المجلس الاسلامي العربي، نتوجس كثيرًا من تأثيرات وتداعيات هذه السياسات، وبالاخص تجاه الاوضاع الاستثنائية في سوريا والعراق، والتي نرى أنها قد تقود المنطقة إلى مفترق ومنعطف بالغ الخطورة يصعب الرجوع منه بسهولة. وفي المسائل السياسية، فإن الاحتمالات و الخيارات كلها يجب أن تٶخذ في&الاعتبار ولاسيما في منطقة مضطربة وذات اوضاع قلقة وغير مستقرة مثل الشرق الاوسط، ولسنا نستبعد خيار نقل المواجهة للبنان خصوصاً بعد أن حدثت مٶشرات وأمور تقود بذلك الاتجاه.

كيف تقيّمون الاوضاع الحالية بلبنان، وكيف تنظرون لعدم التوافق على إختيار رئيس للجمهورية لحد الآن؟

ـ الاوضاع غير مستقرة بالشكل المطلوب والذي يبعث على الراحة والاطمئنان، خصوصاً مع أخذ الاوضاع المشتعلة في المنطقة&في الاعتبار، من حيث تأثيراتها المحتملة على لبنان بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام، ونحن لسنا نشعر بالراحة والرضا لعدم التوافق على اختيار رئيس للجمهورية لحد الآن، ونرى في ذلك&إضرارًا بالشعب اللبناني و نعتقد بأن الطرف الذي يقف عائقًا بوجه انتخاب رئيس للجمهورية هو نظام ولاية الفقيه الذي يحاول إستغلال الظروف والاوضاع الحساسة في لبنان إلى أقصى حد ممكن.
&
ما هو تقييمكم لحجم تدخل إيران في لبنان، وما تأثيرات وتداعيات ذلك على الاوضاع في بلدكم؟

ـ تدخل النظام الإيراني في لبنان كبير وواسع وعلى أكثر من صعيد وناحية، ويكفي أن نشير إلى التصريح الذي تم إطلاقه قبل فترة من قبل مسٶول بارز في النظام الإيراني، اعتبر أن حدود بلاده الجديدة تصل إلى البحر الابيض وإلى جنوب لبنان، وأن هذا التصريح الخطير يعكس وبكل وضوح حجم ومستوى التدخل في لبنان، وإلى أي حد قد وصل، وبطبيعة الحال فإن التداعيات على الاوضاع في لبنان هي بالغة السوء و نحن بصراحة لسنا نشعر بالامان من التبعات المترتبة للوضع في سوريا على لبنان وغيرها من الامور.

ما هو الدور الذي يريد المجلس الاسلامي العربي في لبنان أن يلعبه على الساحة العربية، هل هو بمثابة مدافع أو مرافع عن النظام الرسمي العربي ضد التغيير؟

ـ المجلس الاسلامي العربي، مشروع فكري سياسي طموح يهدف إلى الحيلولة دون إستغلال نظام ولاية الفقيه للشيعة العرب وإستغلالهم كحصان طروادة من أجل تحقيق أهدافه وغاياته في بلدان الوطن العربي، كما أنه يهدف أيضاً للوقوف بوجه نظام ولاية الفقيه نفسه بإعتباره مشروعًا مشبوهًا يستهدف النيل من الامن القومي العربي وخصوصاً الامن الاجتماعي العربي بالتلاعب بالجانب الديموغرافي لأغراض تكتيكية بالغة الخبث، ونحن لا نعتبر بالضرورة أنفسنا بديلاً أو مرافعًا عن النظام الرسمي العربي، كما أننا بنفس الوقت لا نتدخل في الشٶون الداخلية لأي بلد عربي ونعتبر أي تحرك سياسي لا يتعلق وليس له إرتباط بنظام ولاية الفقيه انما هو شأن داخلي، أهل ذلك البلد العربي أدرى به من الآخرين.

&لماذا تركزون على قضية الامن القومي العربي، وهل أن المجلس جهة ذات إختصاص أمني؟

ـ لسنا جهة ذات إختصاص أمني، لكن الامن القومي العربي من وجهة نظر المجلس الاسلامي العربي، هو خط أحمر يعتبر المساس به مساسًا بالسيادة القومية ومصالح الامة العربية العليا، وكما هو واضح وجليّ من خلال التدخلات واسعة النطاق للنظام الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، ويبدو واضحًا بأن هذا التدخل وحجم النفوذ الواسع لنظام ولاية الفقيه في العديد من البلدان العربية لا يبشر بأي خير، ومنذ أكثر من ثلاثة عقود لم يأتِنا من نظام ولاية الفقيه غير المصائب والكوارث والمشاكل والازمات والقتل والدمار والارهاب والتطرف الديني والطائفية.

تركزون كثيراً على قضية الشيعة العرب وتقولون بأنكم مدافعون عنهم وعن حقوقهم، هل يعني ذلك أن البلدان العربية التي يتواجد فيها الشيعة العرب لا تمنحهم حقوقهم؟

ـ قضية الشيعة العرب تهمنا لأننا نرى نظام ولاية الفقيه كما وضحنا سابقًا يسعى لإستغلالها وتوظيفها لصالحه ضد البلدان العربية نفسها، وكما يظهر أن الهدف الاهم من خلال إستخدام الشيعة العرب هو فرض حالة من التنافر الاجتماعي و المواجهة التي تقود بالنتيجة إلى إلحاق الضرر البالغ بالامن الاجتماعي، ما سيفتح بابًا للجحيم على المجتمعات العربية، وهو أمر نبذل قصارى جهدنا للوقوف بوجهه والحيلولة دون حدوثه، صحيح أنه لنا ملاحظات خاصة على قضية الشيعة العرب في العديد من البلدان ونجد تحسين ظروفهم وأوضاعهم من مختلف النواحي أمراً يخدم الامن القومي العربي، لكننا لسنا نعني بذلك أن هناك تقصيراً متعمداً بحقهم بل أنهم بحاجة إلى مزيد من الرعاية كأي شريحة من النسيج الاجتماعي في تلك البلدان.

لماذا تطالبون دول الخليج العربي بشكل خاص بالرعاية والاهتمام بالشيعة العرب، هل تقصدون لتفادي خضوعهم لطهران؟

ـ بالتأكيد أننا نطالب دول الخليج العربي بشكل خاص بالرعاية والاهتمام بالشيعة العرب المتواجدين لديهم، في سبيل إغلاق الابواب والنوافذ والثغرات بوجه النظام الإيراني وأخذ زمام المبادرة منه وعدم السماح له بالتصيد في المياه العكرة.

ما سبب معارضتكم لنظام الجمهورية الاسلامية الإيرانية؟ ألا يكفيكم أنها تساند القضايا العربية والاسلامية وتبلي بلاءً حسناً بهذا الاتجاه؟

ـ بصراحة نحن لا نعتبر نظام ولاية الفقيه مساندًا للقضايا العربية والاسلامية، ولا نرى أيضًا بأنه قد أبلى بلاءً حسنًا بهذا الخصوص، بل هو سعى ويسعى منذ نشوئه ولحد الآن الى إستغلال القضايا العربية والاسلامية من أجل تحقيق أهداف و مصالح خاصة له، وإلا فماذا قدم هذا النظام للقضية الفلسطينية غير زرع أسباب وعوامل الفرقة والشقاق بين الفلسطينيين، وما الذي قدمه للقدس، سوى شعارات رنانة وطنانة وخطب حماسية تثير الحماسة داخل القاعات المغلقة التي تلقى فيها فقط، ولا يتعدى تأثيرها تلك القاعات والاماكن، بل اننا نرى بأن إكرام العرب والمسلمين من جانب هذا النظام بالكف عن مزايداتهم ومناوراتهم على حساب هذه القضايا، هو أفضل شيء يمكن أن يقدموه لهذه القضايا.

هل تعتقدون بأن تنحي المالكي بداية تغيير في العراق، وكيف ترون مستقبل شيعة العراق باعتبارهم الشريحة الاكبر للشيعة العرب في الوطن العربي كله؟

ـ تنحي المالكي في حد ذاته بداية إيجابية وطيبة من أجل تغيير الاوضاع في العراق نحو الافضل، ولكن شريطة أن يقترن هذا التنحي بالحد من الدور والنفوذ الإيراني المتغلغل داخل العراق بصورة واسعة جدًا، ومن دون ذلك، فإن التغيير سيكون سطحيًا وغير عملي، ومن دون أي تأثير مفيد على أرض الواقع. بالنسبة لمستقبل الشيعة العرب في العراق بإعتبارهم الشريحة الاكبر للشيعة العرب في الوطن العربي، فإننا نراه مشرقًا ويسير في الاتجاه الصحيح لو تم ضمان تأثيرات نظام ولاية الفقيه عليه، الشيعة العرب العراقيون لو تركهم هذا النظام وشأنهم فإنهم أكثر العراقيين حرصًا على المصالح العليا للعراق وعلى وحدة أراضيه وتماسك شعبه، وأن المشكلة الكبرى في تدخلات هذا النظام ومخططاته المشبوهة.

كيف تقيّمون التطورات التي حصلت في مصر وإنتخاب السيسي رئيساً لها؟

ـ نحن نقيّم التطورات التي حصلت في مصر على أنها إيجابية وتصب في خدمة الامة العربية ومصالحها العليا، خصوصًا في انتخاب السيسي كرئيس لها، ونحن نرى في السيسي شخصية عروبية غيورة على سيادة مصر وإستقلالها ووقوفه بوجه فرض حالة دينية على مصر شبيهة بالنظام الإيراني، وأن ما حصل في مصر بعث الامل في أن العرب يرفضون إستنساخ أي سيناريو مشابه لنظام ولاية الفقيه.

ما هو تقييمكم لتنظيم داعش وما موقفكم منه؟

ـ تنظيم داعش، هو تنظيم إرهابي متطرف بالمعنى الواقعي والحرفي للكلمة، ونحن نقف بوجه أي تطرف وغلو سواء كان شيعياً أم سنياً، وندعو دائمًا إلى إسلام وسطي معتدل، وبقناعتنا، فإن ما جاء به داعش لا يختلف كثيرًا عن الذي جاء به نظام ولاية الفقيه من إستبداد وقمع وإرهاب وتطرف ومصادرة للحريات، بل اننا نعتقد بأن أفكار وممارسات داعش متشابهة ومتطابقة مع نظيڕاتها لدى نظام ولاية الفقيه.