فيما وصل جنود ألمان إلى مدينة أربيل العراقية الشمالية لتنسيق المساعدات إلى الأكراد، فقد بحث بارزاني مع الجنرال اوستن زيادة المساعدات الأميركية لقوات البيشمركة التي شنّت اليوم هجومًا مدعومًا بالطيران العراقي والأميركي ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، واستطاعت تحرير سبع قرى حول سد الموصل وتتقدم لإنتزاع ناحية زمار وبعض الحقول النفطية من التنظيم الذي فجر بئرًا نفطياً هناك اليوم.


لندن: خلال اجتماع عقده مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان في منتجع صلاح الدين قرب مدينة أربيل عاصمة الاقليم الشمالي مع الجنرال لويد أوستن قائد قيادة العمليات المركزية للجيش الأميركي بحضور عدد من القيادات العسكرية والأمنية والإدارية في حكومة الاقليم، فقد عبر عن الامتنان "للرئيس والشعب الأميركي للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للإقليم وتقديره لدور الجنرال لويد أوستن في العمليات العسكرية ضد مسلحي الدولة الإسلامية "داعش".

وألقى بارزاني خلال الاجتماع الضوء على الأحداث الأخيرة في مناطق شمال العراق، إثر سيطرة "داعش" على بلدات فيها، "وتهديدات الإرهابيين وسقوط الموصل وهجومهم على كردستان والانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة بمساندة أصدقاء الشعب الكردي"، كما نقل عنه بيان لرئاسة الاقليم اطلعت عليه "إيلاف". كما تحدث بارزاني عن الأوضاع الإنسانية للنازحين والأعداد الكبيرة التي رحلت إلى اقليم كردستان واحتياجاتهم معرباً عن تقديره للدول الصديقة للمساعدات التي تقدمها لهم.

ومن جانبه، أعرب الجنرال لويد أوستن عن إشادته "بالانتصارات التي تحرزها قوات البيشمركة ومثمنًا دورها في مواجهة ودحر الإرهابيين". وقد اتفق الجانبان على أن داعش تشكل خطرًا على المنطقة والعالم وأن مواجهتها تتطلب جهداً دولياً مشتركاً، وأكدا التنسيق المستمر بين القوات الأميركية وقوات البيشمركة في الحرب الدائرة ضد إرهابيي داعش. وفي ما يتعلق بالعملية السياسية في العراق، تم التأكيد على تشكيل حكومة شاملة تخدم مصالح جميع المكونات العراقية.

يأتي ذلك في وقت وصل ستة من العسكريين الألمان إلى اقليم كردستان لتقدير حجم المساعدات المدنية والعسكرية الألمانية إلى الاقليم والتنسيق لإيصالها، وبدأت هذه الوحدة غير المقاتلة مهمتها في القنصلية العامة فى أربيل.

وأعلنت الحكومة الألمانية عن توفيرها أسلحة للقوات الكردية التي تقاتل مسلحي الدولة الإسلامية فى المنطقة. ومن المقرر أن يساعد هؤلاء الجنود في توصيل الطرود التي تتكون من إمدادات مدنية وعسكرية بالتنسيق مع الحكومة العراقية والسلطات الكردية.

ومن المقرر أن يتم توصيل الدفعة الأولى من مواد الدعم للقوات العراقية التي تقاتل تنظيم "داعش" قريبًا. وألمانيا واحدة من ثماني دول غربية التزمت بتوفير سلاح وعتاد للقوات الكردية فى معركتها ضد تنظيم "داعش"، الذي استطاع السيطرة على مناطق شاسعة من شمال العراق.

وكان أوستن أجرى في بغداد امس مباحثات حول التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين لمواجهة الدولة الإسلامية، حيث التقى مع الرئيس فؤاد معصوم ورئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي اضافة إلى رئيس البرلمان سليم الجبوري.

البيشمركة تسيطر على قرى وتتقدم بدعم جوي عراقي أميركي

إلى ذلك، أعلنت قوات البيشمركة الكردية اليوم سيطرتها على سبع قرى محيطة بسد الموصل شمال المدينة، وهي تتقدم بدعم من الطيران العراقي والأميركي لإنتزاع ناحية زمار من سيطرة الدولة الإسلامية. وكانت قوات البيشمركة تمكنت من السيطرة على سد الموصل بشكل كامل في 17 من الشهر الحالي بعد 10 أيام من استيلاء مسلحي "داعش"عليه.

وقال مسؤولون في البيشمركة إن قواتهم تتقدم في جبهات القتال، حيث شنت صباح اليوم الخميس هجومًا موسعًا على مواقع عناصر تنظيم "داعش" في ناحية زمار وكبدتها خسائر كبيرة. وقال مصدر عسكري رفيع إن قوات البيشمركة تواصل تقدمها وهي الآن تتوجه صوب مركز الناحية.. لافتًا إلى أنّ الاشتباكات متواصلة مع عناصر "داعش"، كما نقل عنه موقع "خندان" الكردي. وأشار المصدر إلى أن&عناصر تنظيم "داعش" تكبدوا خسائر جسيمة وقتل عدد كبير منهم، فيما تم اعتقال 18 آخرين منهم.

وتواصل قوات البيشمركة، تساندها طائرات عراقية وأميركية منذ صباح اليوم، هجومًا موسعًا على ناحية زمارشمال غرب الموصل لاستعادتها من سيطرة تنظيم "داعش". وقد بدأت القوات المهاجمة بقصف مواقع التنظيم في الناحية بالمدفعية، وهي تتقدم نحو مركزها. وقد فجر مسلحو الدولة الإسلامية اليوم إحدى الآبار النفطية ضمن نفط عين زالة بناحية زمار.

وأكدت البيشمركة سيطرتها على جبل بطانة في ناحية زمار، وقالت إن قواتها شنت هجوماً موسعاً على اوكار ومعاقل تنظيم "داعش" في قرية المحمودية التابعة لناحية زمار وتمكنت من تحريرها من مسلحي التنظيم، بالإضافة إلى احكام سيطرتها على عدد من القرى المجاورة.

وأشارت إلى أنّ قواتها تمكنت ايضًا من استعادة السيطرة على جبل "بطانة"، وهو من المواقع الاستراتيجية بين زمار وربيعة، كما يطل على ناحية زمار، حيث اصبحت قوات البيشمركة على بعد كيلومترين فقط عن ناحية زمار وتواصل تقدمها لاستعادة السيطرة على الناحية بشكل كامل.

وكان مسلحو "داعش" سيطروا على ناحية زمار في الثاني من الشهر الحالي، وعلى حقلين نفطيين يقعان ضمن حدود الناحية.