يجتمع مفاوضو الكتل الشيعية والسنية والكردية في بغداد اليوم لمناقشة البرنامج الحكومي لوزارة العبادي المنتظرة، في محاولة للتوفيق بين مطالب هذه الكتل وإدراجها ضمن البرنامج الذي سيودع لدى المحكمة الاتحادية في حال التوقيع عليه، ضمانًا لتنفيذه استجابة لمطالب السنة والأكراد.


لندن: ستجتمع الوفود التفاوضية للتحالف الوطني الشيعي وتحالف القوى الوطنية السني والتحالف الكردستاني الجمعة في بغداد بحضور رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي لمناقشة برنامج الحكومة الجديدة وادراج مطالب الكتل ضمن فقراته للعمل على تنفيذها تفاديًا لما حصل لدى تشكيل حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي عام 2006 ، والذي رفض تنفيذ الإتفاقات التي وقعت انذاك بين القادة في اربيل، والتي اسفرت عن تشكيل تلك الحكومة.

وعلمت "إيلاف" أن الكتل السياسية استلمت خلال الساعات الاخيرة مسودة مقترحة للبرنامج الحكومي، سينكب مفاوضو الكتل الثلاث على مناقشة بنوده والإتفاق على صيغته النهائية. وفي حال تم الإتفاق على البرنامج وتوقيعه سينتقل المفاوضون إلى المرحلة الثانية من خطوات تشكيل الحكومة بتقديم مرشحي الكتل إلى الحقائب الوزارية للحكومة الجديدة.

ومن المفترض أن يعرض العبادي تشكيلته الحكومية وبرنامج عملها على مجلس النواب، في موعد اقصاه التاسع من الشهر المقبل، للحصول على مصادقته عليهما. ومن جهتهما، فقد اتفق تحالفا القوى السنية والكردية على مطالب موحدة لتضمينها في البرنامج الحكومي، وأكدا ضرورة الحصول على ضمانات من التحالف الشيعي بتنفيذها قبل المشاركة في الحكومة.

وعقب مباحثات للفريقين المفاوضين للتحالفين في بغداد امس، فقد تم الإتفاق على المطالبة بأن يتضمن المنهاج الوزاري للحكومة المقبلة العمل على انجاز المصالحة الوطنية وتعديل قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث وتحقيق الشراكة الحقيقية، وعدم زج الجيش في النزاعات السياسية، إضافة إلى اصدار قانوني المحكمة الاتحادية والعفو العام.

الجعفري وزيباري بحثا حلولًا للمشاكل بين بغداد وأربيل

وعلى الصعيد نفسه، وخلال اجتماع عقده إبراهيم الجعفريّ رئيس التحالف الشيعي مع الوفد الكرديَّ المُفاوِض برئاسة السيِّد هوشيار زيباري، جرى بحث مُستجدّات الحوارات الجارية بين الكتل السياسيّة لتشكيل الحكومة المقبلة على وفق التوقيتات الدستوريّة.

وأكد الجعفريّ ضرورة أن تُحَلَّ المُشكِلات بين المركز والإقليم في الملفات المُختلف عليها من قبل التنفيذيِّين المُختصّين لتضييق دائرة الخلاف، وإيجاد المُعالـَجات الحقيقيّة، وإنهائها ضمن الأطر الدستوريّة كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تلقته "إيلاف" الليلة الماضية.

وأكـَّد الجعفريُّ على التسريع بتقديم مُرشَّحي الوزارات، حسب معايير الكفاءة والنزاهة والخبرة، لتشكيل حكومة ترتقي إلى حجم التحدِّيات وتـُراعي الأولويّات الوطنيّة بعقليّة دستوريّة لتحقيق الأهداف المُعطـَّلة والقضاء على ظواهر الفساد المُستشرية في مُؤسَّسات الدولة.

من جانبه، أكـَّد زيباري دعم الاكراد لتشكيل الحكومة، وفق التوقيتات الدستوريّة والتعاون في إدارة الدولة والتمسُّك بوحدة العراق والعمل على حلِّ الإشكاليّات العالقة بين الطرفين، وأشار إلى تقديم مُرشَّحيهم للوزارة خلال الأيام القليلة المُقبـِلة.

أوباما: ندفع باتجاه حكومة عراقية جامعة

والليلة الماضية، وخلال مؤتمر صحافي بالبيت الابيض، فقد أكد الرئيس الاميركي باراك أوباما أن بلاده تضغط بإتجاه تشكيل حكومة عراقية جامعة، وشدد خلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض بالقول "يجب أن تكون هناك حكومة عراقية جامعة ونستمر بالضغط لتحقيق ذلك".

وأشار إلى أنّ ابناء المكون السني في العراق يشعرون وكأنه لا توجد حكومة تهتم بهم، وأكد على ضرورة أن يشعر السنة أنهم ممثلون بحكومة فاعلة. وقال إن "دراسة قوانين كاجتثاث البعث واعطاء الناس فرصاً للانخراط بوظائف حكومية، ومع إستراتيجية حكومية صحيحة يمكن ان نحقق تقدماً على مستوى الامن في العراق".

وأضاف قائلاً "اننا قادرون على اجتثاث داعش في العراق، ولكن المشكلة بالاساس داخلية". وأشار إلى أنّه "عند دخول مسلحي تنظيم داعش إلى مدينة الموصل كانت هناك مشاكل كبيرة، واتصلنا بالحكومة العراقية الا أن رئيس الوزراء نوري المالكي لم يستجب أو يقر بوجود مشاكل في المناطق السنية".

وشدد أوباما على ضرورة أن "يشعر السنة في العراق أنهم ممثلون بحكومة فاعلة".. وقال إن "قصف مواقع داعش في العراق واجب عليّ كقائد عام للقوات المسلحة لحماية أي سفارة أو قنصلية اميركية، ونحن نتحرك إلى الامام في قتال هذا التنظيم".

وأضاف أوباما قائلاً: "نعمل على تقييم فعّال للقوات العراقية، ويجب أن تكون هناك حكومة عراقية جامعة، ونحن مستمرون بالضغط لتحقيق ذلك، وعندما تكون هذه الحكومة فإن احتمال أن تكون القوات العراقية اكثر فاعلية، وطلبنا من هيئة الاركان المشتركة الاميركية التأكد بأن تنظيم داعش لا يستطيع السيطرة على العراق ومنعه من ذلك".

يذكر أن العراق يعيش حاليًا اضطرابات أمنية بعد أن شن تنظيم الدولة الإسلامية هجومًا واسعًا في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي، ونجح في السيطرة على مناطق واسعة بشمال وشرق وغرب البلاد، فيما تحاول القوات العراقية وقوات من البيشمركة الكردية إيقاف تقدمه بدعم أميركي يتمثل في شن ضربات جوية على مواقع التنظيم وتقديم معلومات استخبارية عن تحركات مسلحي التنظيم.