دعا رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي الكتل السياسية إلى تقديم مرشحيها لحكومته المنتظرة خلال اليومين المقبلين، مشددًا على أن الإسراع باعلانها سيشكل أكبر رد على محاولات الدولة الاسلامية بافشال العملية السياسية.. فيما بدأ الطيران الأميركي للمرة الاولى بقصف مواقع داعش بمحافظة الأنبار إثر الإعلان عن إعدامه جنديًا كرديًا.


لندن: دعا رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي الكتل السياسية إلى الاسراع بتقديم مرشحيها لوزارات حكومته خلال اليومين المقبلين.. موضحًا أنه مستمر وعلى نحو متواصل ومكثف بعقد اجتماعات مع جميع الكتل السياسية من اجل تشكيل الحكومة وصياغة البرنامج الحكومي، الذي قال إنه على وشك الاتفاق عليه.

وأضاف العبادي أنه يواصل جهوده لتشكيل الحكومة من خلال تكثيف اجتماعاته بالكتل السياسية، لتقديم الكابينة الوزارية بأسرع وقت ممكن. وأكد في بيان صحافي لمكتبه الاعلامي أن الاسراع بتقديم المرشحين للحكومة سيكفل له دراسة سيرهم الذاتية واختيار الاكفأ والانزه منهم، ومن يمتلك برنامجاً وزارياً لتطوير عمل وزارته.

وأشار إلى أنّ الجميع يدرك حجم التحديات التي يواجهها البلد، ومن الضروري الإسراع بتقديم أسماء المرشحين في اليومين المقبلين.. مشددًا على التزامه بمبدأ الشراكة في تشكيل الحكومة والاعتماد على الدستور وتوجيهات المرجعية الدينية العليا بتشكيل حكومة صاحبة قبول وطني واسع.

واعتبر العبادي أن الاسراع بتشكيل الحكومة هو "أبلغ رد على المجاميع الإرهابية وتنظيم داعش الإرهابي الذي يسعى لافشال العملية السياسية والبناء الديمقراطي للبلد واقحامه في صراعات بين مكوناته وتدمير حضارته وارثه الثقافي والفكري".

وأوضح أنه سيبدأ منذ اليوم الأول بعد تشكيل الحكومة بتطبيق البرنامج الحكومي المتفق عليه، والبدء بالإصلاحات السياسية والأمنية والإقتصادية من اجل النهوض بالبلد وتخليصه من الأزمات التي يمر بها.

وتأتي دعوة العبادي هذه في وقت تجتمع الوفود التفاوضية للتحالف الوطني الشيعي وتحالف القوى الوطنية السني والتحالف الكردستاني الجمعة في بغداد بحضور العبادي اليوم الجمعة لمناقشة برنامج الحكومة الجديدة، وإدراج مطالب الكتل ضمن فقراته للعمل على تنفيذها تفاديًا لما حصل لدى تشكيل حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي عام 2006، والذي رفض تنفيذ الاتفاقات التي وقعت انذاك بين القادة في أربيل، والتي اسفرت عن تشكيل تلك الحكومة.

والليلة الماضية، وخلال مؤتمر صحافي بالبيت الابيض، فقد أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده تضغط بإتجاه تشكيل حكومة عراقية جامعة وشدد خلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض بالقول "يجب أن تكون هناك حكومة عراقية جامعة ونستمر بالضغط لتحقيق ذلك".

وأشار إلى أنّ ابناء المكون السني في العراق يشعرون وكأنه لا توجد حكومة تهتم بهم، وأكد على ضرورة أن يشعر السنة انهم ممثلون بحكومة فاعلة. وقال إن "دراسة قوانين كاجتثاث البعث واعطاء الناس فرصاً للانخراط بوظائف حكومية ومع إستراتيجية حكومية صحيحة يمكن أن نحقق تقدمًا على مستوى الامن في العراق".
&
الطيران الأميركي يبدأ بقصف مواقع داعش في الأنبار

إلى ذلك، أعلن محافظ الأنبار أحمد خلف الدليمي اليوم الجمعة عن مباشرة الطيران الحربي الأميركي بقصف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في مناطق مختلفة من مدينة الرمادي عاصمة المحافظة.

وشمل القصف مناطق الخالدية و5 كيلو جنوب وشرق مدينة الرمادي مستهدفاً اوكاراً ومواقع يتحصن بداخلها عناصر من التنظيم، حيث نفذت الغارات الجوية بشكل محكم وأسفرت عن تدمير أوكار وتجمعات لمسلحي "داعش"، وأدت إلى قتل العديد منهم.

وقال مصدر في محافظة الانبار إن "الطيران الحربي الأميركي بدأ منذ صباح اليوم بقصف مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الخمسة كيلو غرب الرمادي، ومناطق جنوب المدينة"، مشيراً إلى أن "القصف كبّد عناصر التنظيم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات".

ومن جهته، نشر تنظيم الدولة الإسلامية اليوم شريط فيديو يظهر إعدام أحد عناصر قوات البيشمركة الكردية بقطع رأسه، وسط مدينة الموصل التي يسيطر عليها كتحذير للقوات الكردية "البيشمركة" التي تقاتله شمال العراق.

ويظهر الفيديو، وهو بعنوان رسالة بالدم، اشخاصًا يرتدون زياً برتقاليًا، وأشار اليهم على أنهم مقاتلون كرد، ويصور التسجيل الرجل راكعاً بالقرب من مسجد في مدينة الموصل التي يسيطر عليها التنظيم، قبل اعدامه. وهدد مسلحو "داعش" في الفيديو من أن آخرين سيعدمون إذا استمر القادة الاكراد في دعم الولايات المتحدة.

وكان التنظيم نشر امس تسجيل فيديو يظهر فيه ما وصفه التنظيم بأنهم محتجزون من قوات البيشمركة يرتدون ملابس برتقالية، وفي مقطع فيديو مستقل، تم تصويره أمام مسجد في الموصل شمال العراق يظهر رجل ملثم يقوم على عجل بقطع رأس شخص غير محدد الهوية، وفي الفيديو يطلب داعش من المسؤولين الكرد سحب قواتهم التي تقاتل التنظيم.

ويظهر المحتجزون المفترضون من البيشمركة في ملابس برتقالية تشبه تلك التي كان يرتديها الصحافي الأميركي جيمس فولي وستيفن ستولوف في فيديو آخر بثه داعش أيضًا. وفي موضع آخر من الفيديو الذي تبلغ مدته 6 دقائق، يظهر ثلاثة أشخاص ملثمين أمام مسجد معروف في الموصل يقفون خلف سجناء جاثين على ركابهم، ويرتدون الملابس البرتقالية، وأحد هؤلاء الرجال الملثمين يمسك بسكين، ثم يليه&مشهد قصير وهو يقطع رأس سجين، ويحمل الفيديو عنوان "رسالة بالدم إلى قادة أميركا حلفاء الأكراد.

وتحاول قوات البيشمركة الكردية شمال العراق وقف تقدم التنظيم مدعومة بغطاء جوي أميركي. يذكر أنّ العراق يعيش حاليًا اضطرابات أمنية بعد أن شن تنظيم الدولة الإسلامية هجومًا واسعًا في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي ونجح في السيطرة على مناطق واسعة بشمال وشرق وغرب البلاد، فيما تحاول القوات العراقية وقوات من البيشمركة الكردية إيقاف تقدمه بدعم أميركي يتمثل في شن ضربات جوية على مواقع التنظيم وتقديم معلومات استخبارية عن تحركات مسلحي التنظيم.

وافاد مصدر&في محافظة الأنبار، الجمعة، بأن الطيران الحربي الأميركي بدأ بقصف مواقع لتنظيم "داعش" في مناطق مختلفة من مدينة الرمادي. وقال المصدر إن "الطيران الحربي الأميركي بدأ منذ، صباح اليوم، بقصف مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الخمسة كيلو غرب الرمادي، ومناطق جنوب المدينة"، مشيرًا إلى أن "القصف كبد عناصر التنظيم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات".