ما فرقته السياسة بين اختلاف وجهات النظر لكل من فريقي 8 و14 آذار في لبنان قد تجمعه داعش من خلال الإجماع بين الفريقين على محاربة الإرهاب ودرئه عن البلد.


بيروت: يتحدث الكثيرون عن تقارب في وجهات النظر، ليس إقليميًا فقط، إنما محليًا أيضًا، بين قوى 14 و 8 آذار/مارس، لمواجهة خطر داعش على لبنان.
&
يعتبر النائب خالد زهرمان (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أنه إلى حد ما هناك إجماع من قبل كل اللبنانيين على محاربة والتصدي لظاهرة داعش، ولكن يجب ألا ننسى أن هناك فريقًا من اللبنانيين يتحمّل مسؤولية إستيراد هذه الظاهرة في لبنان، وفريق من اللبنانيين يتحمّل نتائج هذا الموضوع.
&
الخلاف بحسب زهرمان قد يكون ربما على طريقة المعالجة، الفريق الأول يقول انه ذهب للحرب في سوريا كي لا يأتي داعش إلى لبنان، أما نحن فنصر على أن الدخول إلى سوريا والمحاربة مع النظام السوري هو ما خلق هذه الظواهر الإرهابية.
&
نقطة التقاء
&
بدوره يعتقد النائب سليم سلهب (التيار العوني) في حديثه لـ"إيلاف" أن الخطر الداعشي في المنطقة سيجمع اللبنانيين وكل الفرقاء الداخليين والخارجيين للتصدي له، وسيكون نقطة انطلاق حوارية وتوافقية على هذا الموضوع، في لبنان والدول العربية المجاورة أيضًا.
&
تقارب لمحاربة الإرهاب
&
وحول إلى أي مدى سيؤدي خطر داعش إلى التقارب بين فريقي 14 و 8 آذار/مارس، يعتبر زهرمان أن التمني اليوم هو الوصول إلى إحساس مشترك بين اللبنانيين لمحاربة كل مظاهر التطرف، والوحدة في رؤية الموضوع من خلال تقارب بوجهات النظر في كيفية معالجة هذه الظواهر الإرهابية
&
أضاف: "ومعالجة الأسباب الرئيسة التي أدت إلى ظهورها، البعض يعتبر أن الجميع متفق على وجود خطر على لبنان، لكن الإختلاف على أسباب هذا الخطر، وكيفية معالجة الموضوع، والسؤال الأساسي هل تخطينا الخطوط الحمراء التي تجعلنا نعي فعلاً ونفكر جديًا بكيفية التصدي للموضوع، رغم ذلك لا نزال نفكر جديًا أن حزب الله إنما ينفذ أجندة خارجية ويشكل الأمر خطرًا كبيرًا على لبنان، ولا يهم الفريق الآخر تداعيات قراراته على الداخل اللبناني، يجب النظر من منطلق لبناني بحت وخاص".
&
ويقول سلهب إن هناك قناعة لدى جميع الفرقاء بوجود خطورة إذا لم نتعامل بجدية مع الموضوع، وقد يكون داعش السبب الرئيس للتوافق على تضامننا.
&
تقارب ولقاءات
&
هل يشهد لبنان بفضل مجابهة خطر داعش خطوات تقاربية أو لقاءات بين قوى 14 و 8 آذار/مارس؟ يلفت سلهب إلى إمكانية لقاءات من هذا النوع في مجلس الوزراء بين الفرقاء السياسيين، ويمكن أن تكون نقطة إنطلاق لاستيعاب الخطر الجدي للحوارات الداخلية وللتشديد على الوحدة الوطنية.
&
ويؤكد سلهب أن اللقاء قد لا يكون قريبًا بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، من أجل التباحث في درء خطر داعش عن لبنان، لكن اللقاء لا بد منه من أجل الوصول إلى حلول في هذا الخصوص.
&
أما النائب زهرمان فيعتبر أن هناك تواصلاً بين 8 و14 آذار/مارس مع عدم وجود قطيعة بينهما، ولكن لم نصل إلى وقت الحوار الحقيقي.
&
مصير داعش
&
وفي حال بقي الخلاف بين الفرقاء السياسيين في لبنان، فان محاربة داعش ستكون مهمة معقدة. وحول هذا الأمر، يشير سلهب في هذا الخصوص إلى القرار الدولي تحت المادة السابعة في الأمم المتحدة وهو القرار 2170 ، وعلينا داخليًا أن نضع أنفسنا بتصرف الأمم المتحدة في هذا الخصوص لنكون ضمن تحالف أممي لمعالجة هذا الموضوع.&
&
أما زهرمان فيقول إن لدينا ما يكفي من الأسباب لحماية وطننا، ولكن تلك الأسباب تحتاج إلى توحيد الرؤية، والهدف، والالتفاف حول الدولة والجيش اللبناني، وأي سلاح أو دويلة قد تسرب خارج السراب، يجب مجابهة الأمر من خلال التضامن مع الجيش اللبناني.
&