الكرملين يخطط لإعادة رسم خريطة أوروبا

أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حوار مع شباب منتدى "سليغير" إلى أن روسيا، الجمعة، هي أبعد من أن تدخل في أي صراع واسع النطاق، ومع ذلك، فإن البلاد مستعدة لصد أي عدوان ويجب على الشركاء فهم ذلك.

&

وقال تقرير لصحيفة (الغارديان) اللندنية إن وزير الخارجية البولندي رادوسلو سيكورسكي كان موفقا في الاشارة الى الهجوم الروسي على اوكرانيا بأنه "اخطر أزمة امنية في اوروبا في العقود الاخيرة".

&

وتقول الصحيفة إن الغزو الذي يتم تدريجيا وخلسة يبعد خطوة واحدة عن حدوث تصعيد مثير للفزع. ويجب اعتباره عملا عدائيا صريحا يجب على الامم المتحدة ادانته.

&

&

وتلفت (الغارديان) إلى رد الفعل الباهت المتكاسل للغرب على الخروقات الروسية للقانون الدولي من ضم شبه جزيرة القرم الى نقل السلاح والعتاد واسقاط طائرة مدنية.

&

ويضيف التقرير ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستفز الغرب عن عمد، وخطته هي تجميد الازمة في اوكرانيا حتى يخلق لروسيا وجودا طويل الامد في اوكرانيا.

&

وتضيف الصحيفة أن بوتين يرى استمرار عدم الاستقرار في اوكرانيا لن يسمح لها بالانضمام لحلف شمال الاطلسي او الاتحاد الاوروبي، وهو يراهن على ان الغرب يرغب يسعى جاهدا لإنهاء القتال وبالتالي سيوافق في نهاية المطاف على قرار لتقسيم اوكرانيا.

&

وتختم (الغارديان) قائلة ان على الغرب تحطيم السلاح المقبل في يد بوتين وهو وقف امدادات الغاز في الشتاء وذلك بإمداد اوكرانيا بالوقود، كما يجب على الغرب مساعدة اوكرانيا في تحقيق الرخاء، حيث لن يرى بوتين عدم جدوى ما يقوم به في اوكرانيا الا عندما يرى اوكرانيا افضل حالا من بلاده.

&

&

وإلى ذلك، فإنه خلال كلمة ألقاها في منتدى للشباب "سليغير-2014"، قارن الرئيس الروسي تصرفات الجيش الأوكراني في الجنوب الشرقي بأحداث قصف لينينغراد عندما كانت محاصرة من قبل القوات النازية خلال الحرب العالمية الثانية. وبحسب قول بوتين، فإنه من الضروري إجبار كييف البدء في مفاوضات مع ممثلي دونباس.

&

وأشار بوتين في حوار مع شباب منتدى "سليغير" إن روسيا هي أبعد من أن تدخل في أي صراع واسع النطاق، ومع ذلك، فإن البلاد مستعدة لصد أي عدوان ويجب على الشركاء فهم ذلك.

&

ويقول بوتين إنه مهما أقسمت واشنطن والعواصم الأوروبية بأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، إلا أن هذه الحقيقة لا يمكن إخفاؤها.

&

&

وأضاف الرئيس الروسي: لقد قام شركاؤنا الغربيون، معتمدين على العناصر القومية المتطرفة، بتنفيذ انقلاب في أوكرانيا. ومهما قيل ويقال فإن الدعم الإعلامي والدعم السياسي يعني المشاركة الكاملة للدول الأوروبية والولايات المتحدة في عملية تغيير الحكومة عن طريق العنف والتغيير غير الدستوري للسلطة. في حين أن الجزء الأوكراني الذي لم يوافق على ذلك يتعرض للقمع عن طريق استخدام القوة العسكرية الغاشمة، بواسطة المقاتلات والمدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات. إذا كانت هذه هي القيم الأوروبية اليوم، فأنا أشعر بخيبة أمل كبيرة.

&

ونوه بوتين بأن موسكو كانت حثت مراراً كلا من كييف وواشنطن على حد سواء لبدء محادثات مع الجنوب الشرقي من البلاد في سبيل وقف الحرب. ومع ذلك، لا تزال كييف تراهن على القوة، ولا تقوم إلا بتقديم الانذارات لسكان الجنوب الشرقي من أجل الاستسلام. ويقول: "هذا يعني بالتأكيد الرغبة في مواصلة الحرب ضد مواطني البلاد".&

&

وأضاف بوتين قائلاً: إنه لأمر طبيعي أن يكون الناس الذين حملوا السلاح لحماية أنفسهم وحياتهم وكرامتهم غير موافقين على هذه الشروط. لكن ما هي النتائج التي توصلنا إليها اليوم؟ جميع البلدات والمدن محاصرة من قبل الجيش الأوكراني، الذي يضرب الأحياء السكنية بهدف تدمير البنية التحتية وقمع إرادة المقاومة. وهذا يذكرني بشكل مؤسف جداً، بأحداث الحرب العالمية الثانية، عندما حاصر المحتل النازي مدننا، بما في ذلك لينينغراد، وقاموا باستهداف مباشر وإطلاق النيران ضد الأحياء السكنية وضد السكان.

&

&

ويقول تحليل نقله موقع (صوت روسيا) إن ما هو مثير للدهشة هو أن الغرب لم يبد أي رد فعل على الأعمال الوحشية التي قام بها الجيش الأوكراني. ولكن في الأيام الأخيرة، عندما بدأ يتغير الوضع لصالح ميليشيات الدفاع الوطني الذين انتقلوا إلى الهجوم المضاد في الجنوب الشرقي من البلاد، بدأت كييف ومعها الغرب فوراً في التعبير عن القلق.&

&

ومع ذلك يواصل بوتين قوله بأن موقف الغرب يدعو للحيرة، وتابع قائلاً: أستطيع فهم موقف ميليشيا منطقة دونباس. وأدرك سبب تسمية عملياتهم "بالعسكرية الانسانية"، وما هو الغرض منها؟ بالطبع فإن الغرض الأساسي منها هو إبعاد المدفعية وراجمات الصواريخ عن المدن الكبيرة لحماية سكان هذه المدن، فماذا نسمع من الدول الغربية رداً على ذلك، يقولون إنهم لا يستطيعون تحقيق مطالب شعب دونباس. ما يعني حسب رأي هذه الدول أن يسمح بقتل أبنائه كي يظهر بمظهر جيد أمام بعض هذه البلدان.

&

وفي حين مضى كثير من الوقت على بداية المواجهة بين كييف والجنوب الشرقي من أوكرانيا، فإن بوتين يؤكد أنه حان الوقت لإدراك أن القوة لا تعتبر حلاً لهذه الأزمة. ويجب على أصحاب القرار الغربيين أن يجبروا سلطات كييف التابعة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

&

ويختم بوتين قائلا: انه رغم ان الأحداث في أوكرانيا تعتبر مأساة كبيرة لا للمواطنين من جنوب شرق أوكرانيا وحسب بل لكل الشعب الأوكراني، وكذلك مأساة للشعب الروسي أيضاً "فإنهما شعب واحد ويجب بذل كل الجهود لوقف سفك الدماء على الأرض الأوكرانية بأسرع وقت ممكن".