تشهد الجامعة الصيفية للحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم نهاية هذا الاسبوع عملية تصفية حسابات حادة بعد المنعطف الاجتماعي الليبرالي الذي اعلنه رئيس الوزراء مانويل فالس والذي سيكون له تاثير ايضا على استراتيجية المعارضة اليمينية المنقسمة اكثر من اي وقت مضى.&

باريس:&نادرا ما شهدت فرنسا في العقود الاخيرة تزامن عوامل من شانها ان تتسبب في ازمة سياسية كبيرة حيث تشهد البلاد انهيارا لشعبية السلطة التنفيذية وتشتتا للاغلبية البرلمانية وعدم جهوزية المعارضة لتكون بديلا محتملا وصعود اليمين المتطرف كل ذلك في اجواء من الركود الاقتصادي المستمر.

وافتتحت الجامعة الصيفية التقليدية للحزب الاشتراكي التي تختتم الاحد بخطاب يلقيه مانويل فالس، الجمعة في لاروشيل (غرب) في اجواء متوترة جدا وسط ضغط الجناح اليساري للحزب.
&
واثار حضور وزيرة العدل كريستيان توبيرا السبت اجتماعا للاشتراكيين "المحتجين" على مسافة قصيرة من القاعة التي تنعقد فيها الجامعة الصيفية للحزب الاشتراكي، ضجة كبيرة ، لكنها صرحت للصحافة "يمكننا الاصغاء للنقاش، ما المشكلة في ذلك".
&
ودعا المحتجون من نادي "عاش اليسار"، امام ما بين 300 و400 شخص، الى وضع "خطة عاجلة" تشمل "تعزيز القدرة الشرائية".
&
واعتبر الجناح اليساري للحزب &تعيين الصيرفي السابق ايمانويل ماركون الثلاثاء وزيرا للاقتصاد "استفزازا".
&
وزاد في حدة غضبهم الحفاوة والتصفيق اللذين لاقاهما مانويل فالس في الجامعة الصيفية لرجال الاعمال الاربعاء بعد القائه خطابا بنبرة ليبرالية غير معهودة لدى زعيم اشتراكي فرنسي. واعرب رئيس الوزراء في كلمته امام رجال الاعمال عن "تعلقه" بالشركات الخاصة.
&
واعتبر فالس انه من &"العبثي" &وصف تخفيف الضرائب عن الشركات بانه"هدايا لرجال الاعمال"، بينما تأمل الحكومة في انعاش الاقتصاد في وسط استمرار ركود النمو وارتفاع نسبة البطالة.
&
واعرب النائب الاشتراكي لوران بوميل عن استيائه قائلا ان خطاب فالس "نسخة" من خطابات رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير معتبرا ان ذلك يشكل قطيعة "ايديولوجية" مع "كل ما كنا نؤمن به في اليسار منذ عقود".
&
واقر السكرتير الاول للحزب الاشتراكي جان كريستوف كمباديليس ان الحكومة باتت "معزولة" بعد ان انفصل عنها المدافعون عن البيئة والمحتجون على هذا الخط الاقتصادي. لكنه حذر اعضاء الحزب بضرورة عدم تخطي الحدود وقال "انا اضمن لكم النقاشات لكن لن
اقبل ان يكون هدفها الاطاحة بالحكومة".
&
وفي الواقع تبدو فرضية رفض النواب "المحتجين" (وهم حوالى اربعين) التصويت على الثقة لمانويل فالس في ايلول/سبتمبر او تشرين الاول/اكتوبر، غير مرجحة.
&
وقال المحلل السياسي فيليب برو انه اذا اصبحت الحكومة حكومة اقلية برلمانية فان حل الجمعية سيكون "لا مفر منه".
&
واضاف ان تنظيم انتخابات في مرحلة تدنت فيها شعبية الحكومة الى اقصى حد وتستفيد فيها الجبهة الوطنية (يمين متطرف) بزعامة مارين لوبن من اكبر قدر من استياء الطبقات الشعبية، "ستاتي بهزيمة كارثية للاشتراكيين".
&
واعتبر برو ان "مجازفة مانويل فالس بالنهاية كانت محسوبة نسبيا" مضيفا "انه لعب آخر واراقه لكن اذا نجحت اصلاحاته في نهاية المطاف فسيكون قد حمل اليسار على القيام بثورة ثقافية".
&
واتاحة المزيد من الوقت هو ايضا ما يرجوه الاتحاد من اجل حركة شعبية، اكبر احزاب اليمين الذي ما زال يتخبط فيما ورثه من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والذي فوجئ الان بالمنعطف الليبرالي للحكومة التي يسقط قسما مهما من حججه.
&
وقد اعرب عدد من ابرز قيادي الحزب بمن فيهم رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون ووزير الخارجية السابق آلان جوبيه، عن نيتهم في الترشح الى الانتخابات التمهيدية التي تعين المرشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة في 2017.
&
ونآى الخصمان بانفسهما عن الاتجاه اليميني المبالغ فيه الذي هيمن على الحملة الانتخابية في 2012 الذي ادى الى هزيمة ساركوزي امام فرنسوا هولاند لكنه ما زال يتمتع بانصار داخل الاتحاد من اجل حركة شعبية.
&
ولم يخف ساركوزي نيته في الثأر لنفسه في 2017 والمح الى انه سيحاول تولي رئاسة الاتحاد من اجل حركة شعبية في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر ونظرا لشعبيته بين الناشطين فان "فرصه قوية ما عدا اذا تعرض الى مشكلة قضائية" كما يرى فيليب برو.
&
ونيكولا ساركوزي متورط في عدة ملفات قضائية. وادى تدقيق حسابات حملته الانتخابية في 2012 الذي كشف وجود فواتير مزدوجة، الى استقالة &رئيس الحزب جان فرنسوا كوبيه في حزيران/يونيو الماضي.
&