بعد اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في جدة، أكد يوسف بن علوي أن المشاكل بين السعودية والامارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى&قد حلت، وأن سفراء الدول الثلاث عائدون إلى الدوحة.


زايد السريع&وحيان الهاجري من الرياض:& بينما كان الجميع يترقب التدابير التي سيتخذها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، المجتمعون في جدة، بحق قطر، التي تمتنع عن تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي وقعت عليه، خرج يوسف بن علوي، وزير الشؤون الخارجية العماني، ليفاجئ الجميع بتصريحه الآتي: "المشاكل بين السعودية والامارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى قد حلت تمامًا، مشيرًا إلى أن الدول الثلاث ستعيد سفراءها الى الدوحة، بعدما سحبتهم في آذار (مارس) الماضي.

كما أكد&الشيخ صباح خالد الصباح وزير خارجية&الكويت أنه "تم الاتفاق على وضع اسس ومعايير لتجاوز (الخلافات) في اقرب وقت ممكن عبر تنفيذ الالتزامات، والتأكد من ازالة كل الشوائب، وما علق بالمسيرة في المرحلة الماضية".

بـبابين مفتوحين
وقال يوسف بن علوي، في اعقاب الاجتماع، إن الازمة الخليجية حلّت ببابين مفتوحين، وإن السفراء الثلاثة سيعودون إلى الدوحة، من دون أن يحدد موعدًا لذلك، أو أن يقدم توضيحًا كاملًا لما حصل داخل قصر المؤتمرات في جدة، وما الذي تغيّر بين ليلة وضحاها، لتحل كل الأزمات التي كانت عالقة بين دول الخليج وقطر.

ويرد بعض المراقبين هذا التبدل السريع في الحال الخليجي إلى المباحثات التي أجراها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في الأيام الاخيرة، خصوصًا أنه بدأ جولة خليجية&شملت الدوحة، لينتقل منها إلى المنامة فأبوظبي، في مسعى دبلوماسي أخير قبل اجتماع جدة، الذي أكد المراقبون أنه بالغ الأهمية بالنسبة إلى موضوع العلاقات الخليجية.

زيارة مصر
ولا يفصل المراقبون خروج بن علوي بهذا التصريح عن الزيارة الخاطفة التي أجراها بن علوي نفسه الجمعة إلى القاهرة، حيث وقف على رأي المسؤولين المصريين في ما وصلت إليه الأزمة الخليجية مع قطر.
فمن أسباب الخلاف مع الدوحة تورطها العميق في دعم الاخوان المسلمين، الذين أعلنت دول الخليج جماعتهم منظمة إرهابية، وفي إيوائها لقياداتهم، وللشيخ يوسف القرضاوي، الذي لا يترك فرصة إلا ويهاجم فيها الحكم القائم في مصر، مصرًا على وصفه بحكم الانقلاب.

حرص على التلاحم

وأكدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة حرصها على السعي وراء تحقيق المزيد من التلاحم والتعاضد المنشود بينها وبين شعوبها ترسيخًا وترجمة لرؤى قادة دول المجلس للوصول إلى أعلى مستويات الترابط والتنسيق تعزيزًا للعلاقات المصيرية بين هذه الدول. وأشار البيان الصادر عن دول المجلس وشعوبها أنها تواجه "تناميًا غير مسبوق لآفة الإرهاب، وذلك عبر مجاميع تتستر برداء ديننا الإسلامي الحنيف وهي أبعد ما تكون عن رسالته الإنسانية السمحاء".

وجددت دول المجلس في بيانها الختامي&التأكيد على مواقفها الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأيًا كان مصدره. وأكدت أن التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أسس سياستها الداخلية والخارجية.

وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، عقدوا اجتماعًا اليوم السبت في جدة للبحث خصوصًا في الخلافات مع قطر، إضافة إلى تنامي خطر المتطرفين في الإقليم، وسط توجه دولي متعاظم لضرب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

وشارك في الاجتماع أيضًا وزير الخارجية اليمني الذي تشهد بلاده توترًا شديدًا مع انتشار آلاف المسلحين الحوثيين الشيعة وأنصارهم في صنعاء ضمن تحرك احتجاجي مطالب بإسقاط الحكومة.

وفي كلمة افتتاحية للاجتماع، أكد وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الصباح، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس، "الحرص البالغ" على "إزالة كافة الشوائب والعمل على بذل الجهود الحثيثة للمحافظة على المكتسبات الكبيرة التي تحققت بمجلس التعاون"، مشيرًا إلى أن السفراء قد يعودون بأي وقت، وأوضح أن دول الخليج راغبة في ازالة العوائق من امام العمل الخليجي المشترك.

وفي موضوع التطرف، قال الشيخ صباح في كلمته، إن دول المنطقة "تواجه تناميًا غير مسبوق لظاهرة الإرهاب، وذلك عبر مجاميع تتستر برداء ديننا الإسلامي الحنيف، وهي أبعد ما تكون عن رسالته الإنسانية السمحاء". وجدد الشيخ الصباح "الإدانة وبالغ الاستنكار لتلك الممارسات التي تستغل ديننا الإسلامي كذريعة للقتل والتهجير وترويع الآمنين"، كما أكد الترحيب بقرار مجلس الأمن الأخير حول مكافحة المتطرفين.

وأكد دول الخليج، الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وشدد على ضرورة "توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن غزة وإعادة إعمارها، وبذل الجهود اللازمة لاستئناف المفاوضات وصولاً إلى قيام الدولة الفلسطينية".

إلى جانب ذلك، جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، والتي شددت عليها كـافة البيـانات السابقة، مؤكداً على أهمية علاقات التعاون بين دول المجلس وإيران على أسس احترام سيادة دول المنطقة ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس. وأعرب المجلس الوزاري عن الأمل في أن يؤدي تمديد المفاوضات بين مجموعة دول (5 + 1) وإيران إلى 24 نوفمبر القادم لاتفاق شامل بين الطرفين، ينهي المخاوف والشكوك حول برنامج إيران النووي.
&

&